المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علم الفيزياء
عدد المواضيع في هذا القسم 11580 موضوعاً
الفيزياء الكلاسيكية
الفيزياء الحديثة
الفيزياء والعلوم الأخرى
مواضيع عامة في الفيزياء

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24

التجارب المرة
23-5-2017
لاو ، ماكس فون
27-11-2015
وثاقة رجال تفسير علي بن إبراهيم القميّ ومشايخ النجاشي ومشايخ جعفر بن بشير.
2023-03-09
مفهوم التخطيط الإجمالي للإنتاج Aggregate Production Planning
21-2-2021
وفاة الحسن (عليه السلام)
20-10-2015
السينما
9-1-2021


الخلط بين النيازك والصواعق  
  
1467   02:05 صباحاً   التاريخ: 2023-06-07
المؤلف : علي عبد الله بركات
الكتاب أو المصدر : النيازك في التاريخ الإنساني
الجزء والصفحة : ص49–55
القسم : علم الفيزياء / الفيزياء الحديثة / علم الفلك / مواضيع عامة في علم الفلك /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2022 2377
التاريخ: 28-2-2016 1373
التاريخ: 2023-06-11 859
التاريخ: 3-3-2016 1434

أشار الكتاب العرب – شأنهم شأن جميع الكتاب في ذلك الوقت – إلى ظاهرة سقوط النيازك بعبارات مختلفة منها: انقضاض الكواكب، وانقضاض النجوم، ووقوع الصواعق. وفي حالات محددة أشاروا إليها بعبارات سقوط الأحجار من السماء. وميزوا في كتاباتهم ما بين الكواكب والنجوم الثابتة، وبين الأجسام التي تظهر عرضًا في السماء فتمكث بعض الوقت ثم تختفي دون أن تنقض (المذنبات)، أو تلك التي تظهر عرضًا فتهوي أو تنقض، ويكون انقضاضها مشفوعا بظاهرة ضوئية فقط (الشهب)، أو مشفوعا بالأصوات والانفجارات القوية أو الهزات الأرضية، أو يكون انقضاضها نهارًا (النيازك). وفرقوا بين النيازك والصواعق؛ حيث حرص بعض المؤرخين على الإشارة إلى عدم وجود غيوم أو سحب وقت الحدث، مما يعني أن الظاهرة تمثل سقوط نيازك على الأرض، لكن في بعض الحالات وصفوا النيازك على أنها صواعق.

وقد سجل كتاب العرب ظاهرة الصاعقة في كتبهم الأدبية والتاريخية، وقدموا تعريفا لها باعتبارها ظاهرةً طبيعية ترتبط بالغيوم والسحب التي تظهر في السماء. وقدموا في بعض تسجيلاتهم تعريفًا صريحًا لظاهرة الصاعقة يختلف عن وصفهم للأحداث المرتبطة بالأحجار السماوية؛ حيث يتمكّن المرء من التمييز بسهولة بين الصواعق وبين النيازك، من خلال الأوصاف المرافقة للأحداث؛ فالصواعق العادية لا يتبعها سقوط أحجار، تحدث هدة عظيمة، وإنما يشار إليها بالنيران التي تحرق المنشآت أو الزروع، أو تقتل بعض الناس. وورد تعريف الصواعق في عدد كبير من الكتب العربية؛ ففي كتاب «الكشكول» لبهاء الدين العاملي (محمد بن حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي الهمداني (953-1031هـ / 1547-1622م))، تعريف الصاعقة على النحو التالي: 5 «... الصاعقة تذيب الذهب والفضة في الصرة ولا تحرق الخرقة المصرورين فيها، قال المحقق الشريف في شرح المواقف: قد أخبرنا أهل التواتر بأن الصاعقة وقعت بشيراز على قبة الشيخ الكبير أبي عبد الله الحفيف، فأذابت قنديلا فيها ولم تحرق فيها شيئًا، والسبب في ذلك أن تلك النار لغاية لطافتها تنفذ في المتخلل، وهي سريعة الحركة جدًّا فلا يبقى فيه ريثما، وأما الأجسام المندمجة فتنفذ فيها في زمان أكثر، فيبقى فيها قدرًا يعتد به فتذيبها.» [في هذا التعريف إشارة إلى علوم فيزيائية، يجدر أن يتصدى لها الباحثون في هذا المجال.] وفي كتاب «الأزمنة والأمكنة للمرزوقي: 6 «فأما الصاعقة في اللغة فهي الواقع الشديد من صوت الرعد يسقط معه قطعة من نار وقال الخليل: الصاعقة: صوت العذاب. وقال بعضهم: نار ريحية وريح نارية وذلك أنها إذا وقعت في الخشب أحْرَقَتْهُ وأشعَلَتْه. وإذا وقعت على ذهب أو فضة أحمته وأذابته. وهذا الفعل من أفعال النار. قال: فيقول: إنها وإن كانت نارًا فليست بالنار الحرية بل هي نار لهبانية. وذلك أنها إذا سقطتْ على الأرض لم يوجد جمرها بل يُرى ذلك الموضع الذي تقع فيه الصَّاعقة كثير الدُّخان متصدعا. وهذه من خواص النار والريح، والصاعقة أيضًا ألطَفُ من جميع النار اللهبانية التي عندنا، وذلك أن النار التي عندنا لا تنفذ في الحيطان ولا في الأرضين والصاعقة تنفذ في كل جوهر محسوس، وهي لا تبصر لأنها بلطافتها تفوت أبصارنا، لكنَّ أفعالها تبصر، والسرعة حركتها تجاوز الوقت الذي يمكن أن يكون فيه البصر. والصاعقة تكون لعلَّتَيْن؛ إمَّا لاكْتِمان النار في الغمام وإفلاتها بَغْتَةً، وإما لاكْتِمان الريح في الغمام واحتكاكها به وشدة خروجها بغتةً، وفي مجيئها إلى الأرض تصير نارا، كما ترى ذلك في الرصاص إذا رُمِي بالمقلاع، فإنه يسخن بمحاكة الهواء ويلتهب ويذوب.» وفي كتاب «نهاية الأرب في فنون الأدب»، للنويري (أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التميمي البكري شهاب الدين النويري (677-733هـ / 1278-1333م)): 7 «وأما الصواعق فهي ما قاله الزمخشري في تفسيره: الصاعقة قصفة في رعد ينقض معها شقة من نار وقالوا إنها تنقدح من السحاب إذا اصطكت أجرامه. وهي نار لطيفة حديدة (حادة) لا تمر بشيءٍ إلا أتت عليه، إلا أنها مع حدتها سريعة الخمود على أنها متى سقطت على نخلة أحرقت عاليها. وقال صاحب كتاب مناهج الفكر ومباهج العبر في كتابه ومن عجيب شأنها أنها تحرق ما في الكيس، ولا تحرق الكيس؛ وإن احترق فإنما يحترق باحتراق ما ذاب فيه. قال: وهي إذا سقطتْ على جبل أو كلسته ونفذته (ربما يشير هنا إلى أحجار الصاعقة)، وإذا سقطتْ حجر في بحر غاصت فيه وأحرقت ما لاقت من جوانبه.» وفي كتاب «الحيوان» يذكر الجاحظ (الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (163-255هـ / 780-869م))، في معرض حديثه عن الصواعق: 8 «الصواعق وما قيل فيها ومتى كان البخار حارا يابسًا قَدَحَ وقَذَفَ بالنار التي تسمى الصاعقة، إذا اجتمعت تلك القوى في موضع منه، فإن كانت القوى ريحًا كان لها صوت، وإن كانت نارًا كانت لها صواعق، حتى زعم كثير من الناس أن بعض السيوف من خَبَتْ نيران الصواعق، وذلك شائع على أفواه الأعراب والشعراء.»

ووردت تسجيلات الأحداث التي وقعت فيها الصواعق في كثير من كتب المؤرخين العرب ضمن الأحداث التاريخية المهمة. وتناقلها المؤرخون عن بعضهم البعض، باعتبارها أحداثًا جديرةً بالتسجيل لما أصابت من ضررٍ امتد للإنسان، والحيوان، والزروع، والمنشآت ومن الأمثلة على ذلك، المؤرخ ابن الجوزي (أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن جعفر، المتوفى سنة 597هـ) الذي يورد عددًا من حوادث سقوط الصواعق ضمن تأريخه للأحداث التي وقعت في زمانه والأزمنة السابقة في كتابه «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم»؛ ففي معرض تأريخه لأحداث سنة 403هـ / 1012م، يذكر: 9 «وفي شعبان وقعت بالكوفة صاعقة في أثناء رعد وبرق فسقطت على حائط فرمت به.» وفي تأريخه لأحداث سنة 442هـ/ 1051م يذكر: 10 «ووقعت في ليلة الجمعة ثاني رمضان صاعقة في حلة نور الدولة على خيمة لبعض العرب كان فيها رجلان فأحرقت نصفها ورأس أحد الرجلين ونصف بدنه ويدا واحدة ورجلا واحدة فمات، وسقط الآخر مغشيا عليه لم يتكلم يومين وليلة ثم أفاق، وعصفت ريح شديدة وجاء مطر جود فقلعت رواسن دار الخلافة على دجلة.» ويذكر ضمن أحداث 470ھـ / 1077م: 11 «فمن الحوادث فيها أنه وقعت صاعقة في شهر ربيع الأول في محلة التوثة من الجانب الغربي على نخلتين من مسجد فأحرقتهما، فصعد الناس فأطفئوا النار بعد أن اشتعل من سعفهما وكربهما وليفهما، فرمي به، فأخذه الصبيان وهو يشتعل في أيديهم كالشمع.» ويروى في معرض سرده أحداث سنة 479هـ/1086م:12 «وفي رجب وقعت صاعقة في خان الخليفة المقابل لباب النوبي فأحرقت جزءًا من كنيسة الخان وفتتت أسطوانة حتى صارت رميمًا، وسقط منها مثل كباب القطن الكبار نارًا فخر الناس على وجوههم، وسقطت أخرى بخرابة ابن جردة فقتلت غلامًا تركيا، وسقطت أخرى على جبل آمد فصار رمادًا، ووقعت صواعق في البرية لا تُحصى في ديار الشام.» ويذكر ضمن أحداث سنة 569هـ / 1173م: 13 «وفي ربيع الأول وقعت صاعقة في نخلة بالجانب الغربي فاشتعلت النخلة.» ويذكر ضمن أحداث سنة 571هـ/ 1175م: 14 «وجاء في ليلة الأحد ثامن ربيع الآخر مطرّ عظيمٌ برعدٍ شديد ووقعت صاعقة في دار الخلافة وراء التاج وأحرقت ما حولها، فأصبحوا فأخرجوا أهل الحبوس وأكثروا الصدقات.» وفي كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير (إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء المتوفى سنة 774هـ/1372م)، عدد من الأحداث التي سقطت فيها الصواعق وأصابت الناس؛ إذ يذكر في معرض تأريخه لأحداث سنة 470هـ / 1076م: 15 «قال ابن الجوزي: في ربيع الأول منها وقعت صاعقة بمحلة التوثة من الجانب الغربي، على نخلتين في مسجد فأحرقت أعاليهما، وصعد الناس فأطفئوا النار، ونزلوا بالسعف وهو يشتعل نارًا. وواضح من خلال هذا الوصف أنه يشير إلى صاعقة عادية.

وللخلط بين الصاعقة والنيازك أسبابه الظاهرية؛ فالصاعقة (البرق والرعد) تحدث نتيجة احتكاك السحب بعضها ببعض، وينشأ عنها أضواء شديدة وأصوات مفزعة. وسقوط النيازك أيضًا يكون مصحوبًا عادةً بالنيران والأضواء والأصوات المفزعة. والعلامة الفارقة بين الظاهرتين عدم سقوط الأجسام الصلبة في حالة الصواعق، وسقوطها في حالة النيازك وحتى هذه العلامة الفارقة لم تكن فارقة بالنسبة للناس قديمًا؛ إذ اشتبهت عليهم. والسبب وراء ذلك الاشتباه أن الصاعقة قد تصهر الصخور الأرضية وتكون نوعا من الصخور الجديدة، يطلق عليها «حجر الصاعقة» أو «الفولجوريت». وهذه مادة تنشأ من انصهار الرواسب الأرضية المفككة خاصة الرمال، من الحرارة العالية المتولدة من طاقة البرق الذي يضرب الصخور الأرضية في موقع الاحتكاك وتكون على هيئة أجسام غير منتظمة، إلى أجسام أنبوبية تمتد عميقًا في سطح الأرض، بحسب طاقة اختراق البرق للصخور السطحية. ومن خلال المشاهدات الطبيعية، التي كان يقوم بها الناس قديمًا، للمواقع التي تتعرّض لتأثيرات البرق أو سقوط الأجسام النيزكية، كانوا يجدون أنواعًا مختلفة من الصخور الصلبة، أو مواد حديدية؛ ومن ثم اختلط الأمر عليهم، فأطلقوا تعبير صاعقة على النيازك.

وتتوقف درجة الخلط بين ظاهرة الصاعقة والأحداث النيزكية، إلى مدى فطنة الكاتب في التفريق بينهما؛ فبعض الكتاب خلطوا بين الظاهرتين لكن غالبيتهم فصلوا بين الظاهرتين فصلا بيِّنًا. ومن بين المؤرخين العرب الذين فصلوا بين الظاهرتين ابن الجوزي في كتابه «المنتظم»؛ ففي معرض تأريخه لأحداث سنة 403هـ / 1012م، يذكر الظاهرتين ذكرًا مستقلا لا لبس فيه: 16 «وفي ليلة الأربعاء لثلاث بقين من صفر وقت العشاء انقضّ كوكب كبير الجرم عن يمنة القبلة وملأ الأرض ضوءه واستعظم الناس ما رأوه منه، وفي شعبان وقعت بالكوفة صاعقة في أثناء رعد وبرق فسقطت على حائط فرمت به، وفي رمضان انقضّ كوكب من المشرق إلى المغرب غلب ضوءه ضوء القمر وتقطع قطعًا وبقي ساعة طويلة.» فهو هنا يشير إلى حدث نيزكي، ثم يصف صاعقة عادية حدثت أثناء برق ورعد، ثم يسجل انقضاض كوكب، في إشارة إلى حدث نيزكي آخر.

ويرد الخلط بين الصاعقة والنيازك في كلام النويري، وفي نفس السياق السابق لتعريفه الصاعقة، حيث يذكر: 17 «وربما عرض لها (يقصد الصاعقة) عند انطفائها في الأرض برد ويبس، فتكون منها أجرام حجرية أو حديدية أو نحاسية. وربما طبعت الحديد سيوفًا لا يقوم لها شيء. وأما البرق وما قيل فيه، فقد ذهب المفسرون: إلى أنه ضرب الملك الذي هو الرعد للسحاب بمخراق من حديد. وروي عن مجاهد: إن الله عز وجل وكل بالسحاب ملكًا؛ فالرعد قعقعة صوته، والبرق سوطه.» وليس أدل من شيء على الخلط بين الصاعقة والنيازك أكثر مما ورد في قول النويري: 18 «... وربما عرض لها عند انطفائها في الأرض برد ويبس، فتكون منها أجرام حجرية أو حديدية أو نحاسية. وربما طبعت الحديد سيوفًا لا يقوم لها شيء ...» وفي قوله عن البرق: 19 «إنه ضرب الملك الذي هو الرعد للسحاب بمخراق من حديد.» فهذا يعني أن الناس من خلال المشاهدات الطبيعية شاهدوا قطعًا من الحديد أو قطعًا غريبة من الأحجار أو مواد نحاسية، عقب ظهور الأضواء وسماع الأصوات المفزعة، التي تُصاحب سقوط الأحجار السماوية، فخلطوا بين الظاهرتين وكذلك في تعريف الجاحظ للصواعق، حيث يذكر في السياق نفسه: «حتى زعم كثير من الناس أن بعض السيوف من خَبَتْ نيران الصواعق، وذلك شائع على أفواه الأعراب والشعراء.»

وامتدادًا للخلط بين النيازك والصواعق، يشير بعض المؤرخين العرب إلى النيازك على أنها صواعق، ضمن تسجيلاتهم للأحداث الطبيعية التي كانت تحدث بين الفينة الأمثلة والأخرى. ومن على ذلك بعض الأحداث النيزكية التي ورد ذكرها في كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير بوصفها صواعق. ففي معرض تأريخه لأحداث سنة 679هـ / 1280م، يذكر حادثة وقوع صاعقة على الجبل الأحمر شرق القاهرة، فأصابت حجرًا فأحرقته، وكونت نتيجة لذلك حديدًا، حيث يُورد: 20 «ووقعت صاعقة بالإسكندرية وأخرى في يومها تحت الجبل الأحمر على صخرة فأحرقتها فأخذ ذلك الحديد فسبك فخرج منه أواقي بالرطل المصري.» ويورد بعض المؤرخين نفس الحدث، مثل اليونيني (قطب الدين أبو الفتح موسى بن محمد اليونيني، المتوفى سنة 726هـ) في كتابه «ذيل مرآة الزمان»؛ والسيوطي (جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (849-911هـ))، في كتابه «حسن المحاضرة»؛ وابن حبيب بدر الدين الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب المتوفى سنة 779هـ / 1377م) في كتابه «تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه»، الذي وصف الحدث ضمن أحداث سنة 679هـ / 1280م: 21 «ووقع بالجبل الأحمر ظاهر القاهرة صاعقة على حجر فأحرقته، وأخذ من ذلك الحجر قطعة وسبكت فظهر منها قطعة حديد زنتها أواقي من الكيل المصري.» ويبدو جليًّا من هذا الوصف أن الصاعقة المقصودة هنا تشير صراحةً إلى سقوط نيزك حديدي.

وتخلط بعض التسجيلات التاريخية بين الصواعق والنيازك، خلطا يصعب معه التفريق بين الظاهرتين؛ فلا يستبين المرء إن كان الحدث صاعقةً أم نيزكا. فعلى سبيل المثال، يجد القارئ لكتاب «عقد الجمان في مرآة أهل الزمان» لبدر الدين العيني (محمد بن أحمد بن موسى بن أحمد (762-855هـ/1360-1451م))، يجد نفسه حائرًا في تفسير حادثة صاعقة ورد ذكرها ضمن أحداث سنة 691هـ/1292م، وهل هي نيزك أم صاعقة عادية؟ حيث يصف: 22 «واتفق يومًا أن الأمير بدر الدين بيدرا كان جالسًا وقد تقدم الفراش ليمد السماط بين يديه وإذا بصاعقة قد نزلت بخيمته فنفذت من الخيمة ووقعت على ظهر الفراش فقصمته نصفين ووقع إلى الأرض، ونفر كل من كان واقفا وغاصت الصاعقة في الأرض، وقام بيدرا وفي قلبه رجفة عظيمة.» فالوصف قد يعني سقوط أحجار نيزكية اخترقت الخيمة، وقسمت الفراش، وغاصت في الأرض، وفي نفس الوقت قد ينطبق على صاعقة عادية وكذلك ما أورده ابن الأثير (عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد أبي عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، المعروف بابن الأثير (555-630هـ)) ، في كتابه «الكامل في التاريخ» من حدث ظهور سحابة كثيفة سنة 411هـ، على ما كان يُعرف آنذاك بإفريقية؛ إذ يذكر في معرض عرضه لما حدث من حوادث بإفريقية في تلك السنة: 23 «وفيها، في ربيع الآخر، نشأت بإفريقية أيضًا سحابة شديدة البرق والرعد، فأمطرت حجارة كثيرة ما رأى الناس أكبر منها، فهلك كل من أصابه شيء منها.» وقد أورد القزويني (زكريا بن محمد القزويني (506-682هـ / 1203-1283م))، ذات الحدث نقلا عن ابن الأثير، في كتابه «عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات»: 24 وحكى أبو الحسن علي بن الأثير الجزري (هكذا ذكر اسم ابن الأثير في تاريخه أنه نشأت بإفريقية في سنة إحدى عشرة وأربعمائة سحابة شديدة الرعد والبرق، فأمطرت حجارةً كثيرة وأهلكت كل من أصابته.» باعتباره من الغرائب والسحابة الواردة في هذا الخبر قد تفسر على أنها سحابة مائية عادية، سقط منها برد كبير الحجم نسبيًّا، لكن يمكن أيضًا تفسيرها على أنها سحابة نشأت من انفجار نيزك كبير الحجم نسبيًّا في الجو، وسقطت شظاياه على الأرض على هيئة أحجار، في ظاهرة قريبة الشبه بما حدث في عام 1511م، على سهل «لومباردي» بالقرب من ميلان إيطاليا.

هوامش

 (5)بهاء الدين العاملي، محمد بن حسني بن عبد الصمد الحارثي العاملي الهمداني، الكشكول، تحقيق: محمد عبد الكريم النمري، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، ج 2، 1998، ص269.

 (6) المرزوقي، أحمد بن محمد بن الحسن أبو علي المرزوقي، الأزمنة والأمكنة، ضبطه وخرج آياته خليل المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1996.ص340.

 (7) النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، تحقيق: د. مفيد قميحة، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 2004 ج 1، ص83.

 (8) الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، الحيوان، تحقيق: عبد السلام هارون، مصطفى البابي الحلبي وأولاده، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1965، ج 5، ص77.

 (9) ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن جعفر، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، دراسة وتحقيق: محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا، مراجعة: نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، ج 15، 1992 ص91.

(10)  ابن الجوزي، مرجع سابق، ج 15، ص325.

(11)  ابن الجوزي، مرجع سابق، ج 16، ص 190،

(12)  ابن الجوزي، مرجع سابق، ج 16، ص257-258.

 (13) ابن الجوزي، مرجع سابق، ج 17، ص203.

(14)  ابن الجوزي، مرجع سابق، ج 17، ص219.

(15)  ابن كثير، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفدا، البداية والنهاية، تحقيق: صلاح محمد الخيمي، مراجعة: الشيخ عبد القادر الأرناؤوط والدكتور بشار عواد معروف، طبعة خاصة بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بقطر، دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، سوريا، الطبعة الأولى، 2015، ج 13، ص200.

(16)  ابن الجوزي، مرجع سابق، ج 15، ص91.

(17) النويري، مرجع سابق، ج 1، ص83.

(18) النويري، مرجع سابق، ج 1، ص83.

(19) النويري، مرجع سابق، ج 1، ص83.

(20)  ابن كثير، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفدا، البداية والنهاية، تحقيق: صلاح محمد الخيمي، مراجعة: الشيخ عبد القادر الأرناؤوط والدكتور بشار عواد، ج 15، ص488

(21)  ابن حبيب، الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب، تذكرة النبيه في أيام المنصور، تحقيق: د. محمد محمد أمني ود. سعيد عبد الفتاح عاشور، مراجعة وتقديم: د. سعيد عبد الفتاح عاشور، دار الكتب، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1976، ج 1 ص60.

(22)  بدر الدين العيني، محمد بن أحمد بن موسى بن أحمد، عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان، عصر سلاطين المماليك، حوادث وتراجم (689–698هـ/ 1290-1298م)، تحقيق: د. محمد محمد أمني، الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 2010، ج 3، ص117.

 (23)ابن الأثير، عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد أبي عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، الكامل في التاريخ، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 2012، ج 7، ص665-666.

 (24)القزويني، زكريا بن محمد القزويني، عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 2000 ص.17-16

 




هو مجموعة نظريات فيزيائية ظهرت في القرن العشرين، الهدف منها تفسير عدة ظواهر تختص بالجسيمات والذرة ، وقد قامت هذه النظريات بدمج الخاصية الموجية بالخاصية الجسيمية، مكونة ما يعرف بازدواجية الموجة والجسيم. ونظرا لأهميّة الكم في بناء ميكانيكا الكم ، يعود سبب تسميتها ، وهو ما يعرف بأنه مصطلح فيزيائي ، استخدم لوصف الكمية الأصغر من الطاقة التي يمكن أن يتم تبادلها فيما بين الجسيمات.



جاءت تسمية كلمة ليزر LASER من الأحرف الأولى لفكرة عمل الليزر والمتمثلة في الجملة التالية: Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation وتعني تضخيم الضوء Light Amplification بواسطة الانبعاث المحفز Stimulated Emission للإشعاع الكهرومغناطيسي.Radiation وقد تنبأ بوجود الليزر العالم البرت انشتاين في 1917 حيث وضع الأساس النظري لعملية الانبعاث المحفز .stimulated emission



الفيزياء النووية هي أحد أقسام علم الفيزياء الذي يهتم بدراسة نواة الذرة التي تحوي البروتونات والنيوترونات والترابط فيما بينهما, بالإضافة إلى تفسير وتصنيف خصائص النواة.يظن الكثير أن الفيزياء النووية ظهرت مع بداية الفيزياء الحديثة ولكن في الحقيقة أنها ظهرت منذ اكتشاف الذرة و لكنها بدأت تتضح أكثر مع بداية ظهور عصر الفيزياء الحديثة. أصبحت الفيزياء النووية في هذه الأيام ضرورة من ضروريات العالم المتطور.