أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-22
1102
التاريخ: 2023-04-22
1248
التاريخ: 2023-06-05
1196
التاريخ: 2023-05-15
1897
|
كان احتلال العرب للطفيلة، ضربة شديدة لمركز الأتراك وهيبتهم، ولذلك صمموا على استردادها. واختارت القيادة التركية، لتأدية هذه المهمة، امير الالاي حامد فخري قائد الفرقة 48 وقطاع عمان، واحتشدت الحملة في عمان ثم اتجهت إلى الكرك، وقوامها ثلاثة طوابير مؤلفة من 900 جندي من المشاة ومئة من الخيالة، وقد سلحوا بأسلحة حديثة فتاكة، مع مدفعي هاوتزر جبليين و27 مدفعاً رشاشاً، ورافقتهم جماعة من المتطوعين. زحف حامد فخري بقواته من الكرك يوم 23 كانون الثاني 1918، متجهاً للهجوم على الطفيلة من الجهة الشمالية، ولم تصل انباء هذه الحركات الى الامير زيد، الا بعد ان بلغت طلائع الاتراك وادي الحساء، واخذت تصعد في المرتفعات صباح يوم 25 كانون. سارعت الحامية بقيادة راسم سردست، وكمنت في المسالك المؤدية الى البلدة، وعندما بلغت خيالة الاتراك السهل القريب، اصطدمت باهل الطفيلة الذين هبوا لصد الاعداء مع المطالقة من الحويطات وثلة من الجنود النظاميين، يقودهم عبد الله الدليمي ومعهم الرشاشات، كما اشترك في عملية الدفاع العقيلات الذين كانوا يشكلون حرساً خاصاً للامير زيد والشيخ بركات المجالي وبعض المتطوعين من بني صخر و كانت القوة العربية تتألف من 20 جندياً نظامياً و 30 خيالا من المطالقة و 200 من اهل الطفيلة و 100 من العقيلات ومعهم مدفع جبلي وثلاث عشرة رشاشه. وكان الامير زيد يشرف على ادارة المعركة، يساعده في تأدية مهمته كل من الشريف ناصر والشريف مستور ولورنس وراسم سردست. وقد احتل راسم وخيالته التلال الشرقية لكي يعمل على تطويق الجناح الايسر للأتراك، وبينما كان هؤلاء يتخذون مراكزهم في السهل المكشوف بين المرتفعات، جاءت للعرب نجدة مؤلفة من مئة مقاتل من اهل قرية عيمه فاتخذوا مراكزهم تجاه الجناح الايمن للأتراك. لقد اغتر حامد فخري بكثرة عدد جنوده وسلاحهم الحديث وتدربهم على فنون القتال ، فلم يحتط كثيرا لنفسه ، ولكنه سرعان ما رأى ان الموقف عسير ، وان العرب على قلتهم يطوقونه من ثلاث جهات ، وبينما كان هو في ارض منبسطة مكشوفة ، كان العرب يتمركزون في تلال مرتفعة تحيط بتلك الارض . أما السهل فقد كان ضيقاً لا يزيد طول جانبيه على الميلين، وهو على هيئة مثلث، والى الشمال الشرقي من هذا السهل ممر صغير يشكل طرف الطريق القادمة من الكرك على أطراف مرتفعات وادي الحسا. وقد تمركز للعرب في موقع يشرف على الممر، واخذوا يصبون نيرانهم على الجنود وهم يحاولون عبوره، وركز الاتراك نار مدافعهم على القرويين الذين يسيطرون على الممر ، فتحطم أحد رشاشاتهم وبدا انهم سيضطرون لأخلاء مواقعهم المهمة، ولكن في ذات الوقت كان العقيلات قد تمركزوا على المرتفع الجنوبي الغربي فوق وادي الطفيلة ، و هو المرتفع الذي يكون احد اضلاع المثلث ، وبادر العقيلات للاشتراك في المعركة، فاضطر الاتراك لتوزيع قوة نيرانهم ، وبذلك اتيح لأهل الطفيلة ان ينسحبوا من مواقعهم الامامية الخطرة، وساهم خيالة المطالقة كذلك في تسهيل انسحابهم . كانت قوات الامير زيد النظامية قد اتخذت في البداية مراكزها الدفاعية الى الجنوب من المدينة، ولكن بعد ان بدأ سوء تقدير الاتراك في ادارة دفة المعركة، وفي تنسيق خططهم، عادت هذه القوة فتمركزت على المرتفع الجنوبي الغربي، واتمت حركتها هذه في الساعة الثالثة بعد الظهر. وبذلك احكم الطوق حول الاتراك من ثلاث جهات، وبعد ان أوقف العرب تقدم العدو تحولوا للهجوم على جنوده بجرأة وبسالة. وتحقق حامد فخري من سوء موقفه، فطلب ضباط اركانه وطلب إليهم ان يتسلحوا بالبنادق وينضموا الى صفوف الجنود قائلا: لقد قضيت اربعين سنة من عمري في الجيش ولكني لم اشاهد ثواراً يقاتلون كما يقاتل هؤلاء القوم. وبدأت مدفعية العرب بقيادة راسم سردست، والرشاشات بقيادة صبحي العمري عملها من الجناح الايسر. وصب اهل عيمه نيران بنادقهم من اليمين، واضطربت صفوف الاتراك وارتبكت وقتل رجال مدفعيتهم بنيران اهل عيمه. وعندئذ بــدأ هجوم رجال المقدمة، كما اغتنم الارمن اللاجئون الى الطفيلة هذه الفرصة للانتقام من الاتراك، فجاؤا يساعدون العرب في هجومهم. ولم تلبث رشاشات الاتراك ان سقطت في ايدي العرب في الوقت الذي قام فيه الخيالة ورجال زيد واهل الطفيلة بهجوم امامي في السهل. وبدأ الاتراك يتراجعون دون انتظام وتخلوا عن مدافع الهاوترز واخذ رجالهم يتساقطون كأوراق الخريف ساعة واحدة من الزمن ثم تم النصر للعرب، فغنموا مدفعين جبليين من طراز سكودا وسبعة وعشرين مدفعا رشاشا ومئتي حصان وبغل. وبلغ عدد الأسرى مئتين وخمسين بين ضباط وجنود. وقتل من الاتراك ما لا يقل عن سبعمئة جندي وضابط كان بينهم قائدهم حامد فخري باشا وأركان حربه. وقام رجال القبائل بملاحقة المنهزمين من الخيالة طوال الليل، فلم ينج من فلول الاتراك على الارجح أكثر من خمسين رجلا. اما العرب فلم يزد القتلى منهم على ثلاثين رجلا (1). وقد غنم العرب جميع اعتدة الحملة وذخائرها وخيامها وامتعتها، ولولا سقوط الثلج لاستطاعوا التقدم لاحتلال الكرك وعمان. وكان خطأ الاتراك في هذه المعركة انهم لم يؤمنوا حماية كافية لأجنحتهم، على ان اخطاءهم لا تقلل من قيمة البسالة التي ابداها العرب. وكان حامد فخري ينوي ان يتقدم لاحتلال الشوبك بعد الطفيلة، وان تلتحق به في الشوبك قوة من معان فيقذفون بالجيش العربي الى خليج العقبة. وبعد معركة الطفيلة سارع الانجليز لاحتلال اريحا، فدخلوها في 21شباط بعد ان أصبح جناحهم الايمن مأمونا في شرقي الاردن. وبهذه العملية وصل الانجليز الى نهر الاردن ولم يبق للأتراك عند اريحا الا رأس جسر عند الغورانية الى الشمال الشرقي من اريحا. ويجب ان لا يغرب عن البال ان عمليات العرب كانت ذات اهمية كبرى بالنسبة للجيش البريطاني - اذ حمت جناحه جنوبي البحر الميت من الهجمات التركية، وجعلت من المستحيل على الاتراك ان يفكروا بشن هجوم التفافي مضاد على الخليل أو بئر السبع. وأحرز العرب انتصاراً آخر بعد ثلاثة ايام من انتصارهم في الطفيلة، اذ أن الامير زيد أرسل الشريف عبد الله بن حمزة الفعر الذي كان يخيم في وادي عربة جنوبي البحر الميت ـ يبلغه انباء الانتصار الذي أحرز في الطفيلة، ويطلب اليه ان يهاجم زوارق الاتراك ومراكبهم في البحر الميت، وكانوا يستعملونها لنقل الحبوب التي يجلبونها من منطقة الكرك الى قواتهم المرابطة عند نهر الاردن. وجمع الشريف عبد الله حوالي سبعين فارساً من بدو عشائر بئر السبع وهاجم معسكر الاتراك على حين غرة في المزرعة (غور الكرك) على الجانب الشرقي للبحر الميت، وبعد معركة قصيرة تمكن العرب من اسر ستين جندياً واستولوا على بعض مراكب الاتراك السبعة وأغرقوا بعضها، كما استولوا على عشرة أطنان من الحبوب دون ان يفقدوا واحداً من رجالهم. ولكن العرب لم يتمكنوا من الاحتفاظ بالطفيلة طويلا، فبعد أن تحسنت حالة الطقس سير المارشال فالنكنها ين حملة قوية ثانية من ضمنها طابور الماني لاستردادها بقيادة محمد جمال باشا. واتبع الأتراك خططا مختلفة عن خططهم السابقة، فزحفت حملتهم الثانية من جهتين وعن طريق سكة الحديد لا عن طريق الكرك. وقد سار القسم الاول من قواتهم من محطة جرف الدراويش على بعد 17ميلا الى الجنوب الشرقي من الطفيلة، بينما سار القسم الثاني من محطة القطرانة على بعد 35 ميلا الى الشمال الشرقي منها. وهاجم الاتراك مواقع العرب في الطفيلة بتاريخ 6 آذار، وجرت معركة حامية الوطيس بين الفريقين فاضطر العرب الى الانسحاب منها. واثناء انسحاب الامير زيد اصطدم بقوة اخرى من الترك على طريق الشوبك، ولكنه تمكن من الانسحاب بصورة منظمة الى الشوبك دون أن يفقد شيئا من عتاده ومدافعه، وقد هاجمت الطائرات الالمانية معسكر الامير زيد في الشوبك مرات عديدة ورغم هذا فإن ضغط العرب استمر على الترك في الطفيلة فلم يستطيعوا الاحتفاظ بها اسبوعين كاملين، اذ أرغموا على الانسحاب منها في 18 آذار وعاد العرب لاحتلالها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-من شهداء اهل الطفيلة أثناء تطاوعهم في جيش الثورة: احمد محمود العوران، عبد العزيز مسيف الجرابعة علي فتاح الخطبا، محمد حرب الحطبا، (وقد قطعت رجل الشيخ صالح المحاسنة اثناء معركة الجردونه واصيب جريد بن سلامه الحرايس من اهل عيمه بطلق في كتفه الأيمن تسبب في تعطيل يده).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|