المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مميزات عصر الإمام الصادق (عليه السلام)
16-10-2015
{لاقعدن لهم صراطك الـمستقيم}
2024-05-16
خصائص نافلة جعفر (عليه السلام)
2023-03-28
نصائح عامة
7-11-2020
Isothermal Compressibility and Mean Square Fluctuation
30-8-2016
اختبار الهستامين
24-8-2020


دور التقوى في التعاون الاجتماعي الإيجابي  
  
1189   03:37 مساءً   التاريخ: 2023-05-28
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص127 ــ 130
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-23 403
التاريخ: 18-11-2021 3478
التاريخ: 2024-11-04 232
التاريخ: 2023-10-09 1294

قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].

الإسلام وضع القواعد والأسس الأولية لبناء المجتمع الإسلامي الرصين الذي كان ينشده ولم يألوا جهداً في ذلك، من جملة تلك القواعد الوحدة والتعاون والتالف والإحسان إلى الآخرين، وحث أفراد المجتمع على تحقيق هذه القاعدة.

إن التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية في الوقت الراهن كفيلة لأن تستيقظ من سباتها العميق التي كانت تغط فيه طيلة فترة مئات السنين بل أصبحت الآن ميتة لا حراك فيها فتحتاج إلى حياة جديدة.

الأمة الإسلامية كانت أفضل الأمم في مختلف جوانب الحياة فحضارتها خير الحضارات ودينها خير الأديان ودستورها خير الدساتير وصار غيرها يغترف من نمير علمها وبلغت من العزة والكرامة والرفعة ما لم يبلغ غيرها حتى انتشر دينها في أصقاع العالم وعم خيره وعدله جميع المستضعفين فكانت هذه الأمة سيدة الأمم وقائدتها كل ذلك بفضل تمسكها بدينها وقواعده ومبادئه الرصينة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران: 110]

نعم تكون خير أمة إذا أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر وآمنت بالله واتحدت وتعاونت على البر والتقوى ولم تتعاون على الإثم والعدوان.

والآية المباركة تتحدث عن المبادئ الإيجابية التي تحيي الأمة وتبعثها من جديد وتؤكد على هذه المبادئ بل وتوجب التمسك بها.

وفي مقابل ذلك المبادئ السلبية التي تهدم المجتمع الإسلامي وتفرقه وتمزقه وتجعل الأمة الإسلامية متأخرة وذليلة خانعة هذه المبادئ قد حذر الإسلام منها ونهى عنها بشدة وتوعد العذاب الأليم في الدنيا والآخرة لفاعلها ومروجها.

تفسير الآية:

فسر الله سبحانه في بعض المواضع البر في القرآن الكريم بالإيمان والإحسان قال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ} [البقرة: 177].

قال السيد الطباطبائي:

والتقوى: مراقبة أمر الله ونهيه فيعود معنى التعاون على البر والتقوى إلى الاجتماع على الإيمان والعمل الصالح على أساس تقوى الله وهو الصلاح والتقوى الاجتماعيان ويقابله التعاون على الإثم الذي هو العمل السيئ المستتبع للتأخر في أمور الحياة السعيدة، وعلى العدوان وهو التعدي على حقوق الناس الحقة بسلب الأمن من نفوسهم أو أعراضهم أو أموالهم ثم أكد سبحانه نهيه عن الاجتماع على الإثم والعدوان بقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، وهو في الحقيقة تأكيد على تأكيد (1).

العدوان مطلق التجاوز سواء كان جائزاً ممدوحاً أو محظوراً مذموماً قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193]، وقال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، فهو أعم مورداً من الظلم ومعناه في الآية تعدي الحدود التي حدها الله تعالى (2).

وقال الشيخ الطوسي:

أمر الله تعالى الخلق بأن يعين بعضهم بعضاً على البر وهو العمل أن بما أمرهم الله به، واتقاء ما نهاهم عنه، ونهاهم ان يعين بعضهم بعضاً على الإثم. وهو ترك ما أمرهم به، وارتكاب ما نهاهم عنه من العدوان ونهاهم أن يجاوزوا ما حدد الله لهم في دينهم، وفرض لهم في أنفسهم وبه قال ابن عباس وأبو العالية وغيرهما من المفسرين.

وقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، أمر من الله، ووعيد وتهديد لمن اعتدى حدوده، وتجاوز أمره بقول الله اتقوا الله ومعناه احذروا معاصيه وتعدي حدوده فيما أمركم به ونهاكم عنه، فتستوجبوا عقابه متى خالفتم وتستحقوا أليم عقابه، ثم وصف عقابه بالشدة فقال: إن الله شديد العقاب لمن يعاقبه من خلقه لأنه نار لا يطفأ حرها، ولا يخمد جمرها، ولا يسكن لهيبها (نعوذ بالله منها) (3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تفسير الميزان، للسيد الطباطبائي، ج 5، ص 163.

2ـ المصدر السابق، ج 4، ص 320.

3ـ التبيان، للشيخ الطوسي، ج 3، ص 427. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.