المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22



المرأة وركوب السرج  
  
1327   03:38 مساءً   التاريخ: 2023-05-24
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : (ص202 ــ 203)
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2021 3462
التاريخ: 26-6-2016 3069
التاريخ: 18/12/2022 1380
التاريخ: 28-6-2016 5672

الحديث الشريف (أفضل الأعمال أحمزها)(1)، والمقصود منه وجود الأضداد في كل عمل يقوم به الإنسان فعمل الخير لا يخلو من مشقة وصعوبة والحب يرافقه القلق والاضطراب، وفي صورة حية يقول القرآن الكريم: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6].

إن الفتاة لم ولن تضحي بآمالها العريضة وما رسمته في مخيلتها عن حياتها المقبلة وزواجها المليء بالأماني من أجل ركوب سرج الفرس أو البغل أو السيارة. صحيح أنها تحلم بجلوسها إلى جانب زوجها في سيارته مستقبلاً بل وفكرت أيضاً كيف تترجم للزوج ارتياحها أو انزعاجها منه من خلال الجلوس في المقعد الأمامي أو الخلفي لكن رغبتها في ركوب السروج لا تكون إلا بدافع الحسد، فالمرأة تقدم على مداعاة الزوج بإركابها الفرس أو شرائه للسيارة حينما ترى أو تسمع بأن إحدى صديقاتها أركبها زوجها الفرس أو جلست إلى جانب زوجها في سيارة يقودها بنفسه!.

وليس من المغالاة القول إن كافة البنات رسمن في مخيّلتهن قبل الزواج آمالاً ذهبية بحجم العالم المحيط بهن، ويحببن أن يشاهدن حياتهن على النحو الذي تأمّلنه ولن يطلبن مطلقاً ما يعكر في الغد صفو وسعادة عوائلهن بالقرب من أزواجهن وأولادهن.

على كل حال.. تصور البنت في مخيلتها قبل الزواج حتى شكل المملحة التي ستضعها على المائدة في بيت الزوجية، تتطلع لاحتضان قوي ودافئ من قبل الزوج ولا تفكر في غضون ذلك إلا بما يزيده اقتراباً منها وافتناناً بها. إنها مستعدة للتغاضي عن الوقائع والمشاكل التي تعاني منها كثير من العوائل من أجل حبها الملتهب باطراد يوماً بعد آخر، إنها بالتأكيد غير مستعدة للتفريط به من أجل ركوب على سرج الفرس أو ما شابهه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ميزان الحكمة: ج7، باب العمل1، ص19. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.