المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

موانع الميراث عند اليهود
2-1-2022
تعمل قوى مختلفة على تثبيت البنى البروتينية
6-5-2021
روائع الحكم القصار
2-4-2016
الطواف
24-12-2019
مميزات رتبة متشابهة الأجنحة Homoptera
22-5-2016
اختبار إمكانية تطبيق نظرية التميز دوليا في العلاقات العامة
18-7-2022


لمحة عن قصّة قوم هود  
  
2297   05:45 مساءاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تفسير الامثل
الجزء والصفحة : ج4 ، ص408-412 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي هود وقومه /

عقيب ذكر رسالة  نوح والدروس الغنية بالعبر الكامنة فيها ، عمد القرآن الكريم إلى إعطاء لمحة سريعة عن قصّة نبي آخر من الأنبياء العظام ، وهو النّبي هود (عليه السلام) ، وذكر ما جرى بينه وبين قومه.

وهذه القصّة ذكرت في سور أُخرى من القرآن الكريم مثل سورة «الشعراء» وسورة «هود» التي تناولت هذه القصّة بشيء من التفصيل ، وأمّا في الآيات الحاضرة فقد ذكر شيء مختصر عمّا دار بين هود والمعارضين له ونهايتهم.

يقول تعالى أوّلا : ولقد أرسلنا إلى قوم عاد أخاهم هوداً {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الاعراف : 65].

وقوم «عاد» كانوا أُمّةً تعيش في أرض «اليمن» وكانت أُمّة قوية من حيث المقدرة البدنية والثروة الوافرة التي كانت تصل إليهم عن طريق الزراعة والرعي ، ولكنّها كانت متخمة بالانحرافات الإعتقادية وبخاصّة الوثنية والمفاسد الأخلاقية المتفشية بينهم.

وقد كُلِّف «هود» الذي كان منهم ـ وكان يرتبط بهم بوشيجة القربى ـ من جانب الله بأن يدعوهم إلى الحق ومكافحة الفساد ، ولعل التعبير بـ «أخاهم» إشارة إلى هذه الوشيجة النسبية بين هود وقوم عاد.

ثمّ إنّه يحتمل أيضاً أن يكون التعبير بـ «الأخ» في شأن النّبي هود ، وكذا في شأن عدّة أشخاص آخرين من الأنبياء الإلهيين مثل نوح(عليه السلام) (سورة الشعراء الآية 106) وصالح (سورة الشعراء الآية 142) ولوط (سورة الشعراء الآية 161) وشعيب (سورة الأعراف الآية 85) إنّما هو لأجل أنّهم كانوا يتعاملون مع قومهم في منتهى الرحمة ، والمحبّة مثل أخ حميم ، ولا يألون جهداً في إرشادهم وهدايتهم ودعوتهم إلى الخير والصلاح.

إنّ هذه الكلمة تستعمل في من يعطف على أحد أو جماعة غاية العطف ، ويتحرق لهم غاية التحرق ، مضافاً إلى أنّها تحكي عن نوع من التساوي ونفي أي رغبة في التفوق والزعامة ، يعني أن رسل الله لا يحملون في نفوسهم أية دوافع شخصية في صعيد هدايتهم ، إنما يجاهدون فقط لإنقاذ شعوبهم وأقوامهم من ورطة الشقاء.

وعلى كل حال ، فإنّ من الواضح والبيّن أنّ التعبير بـ «أخاهم» ليس إشارة إلى الأخوة الدينية مطلقاً ، لأنّ هؤلاء الأقوام لم تستجب ـ في الأغلب ـ لدعوة أنبيائها الإصلاحية.

ثمّ يذكر تعالى أنّ هود شرع في دعوته في مسألة التوحيد ومكافحة الشرك والوثنية : {قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ}.

ولكن هذه الجماعة الأنانية المستكبرة ، وبخاصّة أغنياؤها المغرورون المعجبون بأنفسهم ، والذين يعبّر عنهم القرآن بلفظة «الملأ» باعتبار أنّ ظاهرهم يملأ العيون ، قالوا لهود نفس ما قاله قوم نوح لنوح (عليه السلام) {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [الاعراف : 66].

«السفاهة» وخفة العقل كانت تعني في نظرهم أن ينهض أحد ضد تقاليد بيئته مهما كانت تلكم التقاليد خاوية باطلة ، ويخاطر حتى بحياته في هذا السبيل.

لقد كانت السفاهة في نظرهم ومنطقهم هي أن لا يوافق المرء على تقاليد مجتمعه وسننه البالية ، بل يثور على تلك السنن والتقاليد ، ويستقبل برحابة صدر كل ما تخبئه له تلك الثورة والمجابهة.

ولكن هوداً ـ وهو يتحلى بالوقار والمتانة التي يتحلى بها الأنبياء والهداة الصادقون الطاهرون ـ من دون أن ينتابه غضب ، أو تعتريه حالة يأس {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الاعراف : 67].

ثمّ إنّ هوداً أضاف : إنّ مهمته هي إبلاغ رسالات الله إليهم ، وإرشادهم إلى ما فيه سعادتهم وخيرهم ، وانقاذهم من ورطة الشرك والفساد ، كل ذلك مع كامل الإخلاص والنصح والأمانة والصدق {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ}[الاعراف : 68].

ثمّ إنّ هوداً أشار ـ في معرض الردّ على من تعجب من أن يبعث الله بشراً رسولاً ـ إلى نفس مقولة نوح النّبي لقومه : {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ}[الاعراف : 69] أي هل تعجبون من أن يرسل الله رجلا من البشر نبيّاً ، ليحذركم من مغبة أعمالكم ، وما ينتظركم من العقوبات في مستقبلكم؟

ثمّ إنّه إستثارةً لعواطفهم الغافية ، وإثارة لروح الشكر في نفوسهم ، ذكر قسماً من النعم التي أنعم الله تعالى بها عليهم ، فقال : {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} ، فقد ورثتم الأرض بكل ما فيها من خيرات عظيمة بعد أن هلك قوم نوح بالطوفان بسبب طغيانهم وبادوا.

ولم تكن هذه هي النعمة الوحيدة ، بل وهب لكم قوة جسدية عظيمة (وزادكم في الخلق بصطة).

إنّ جملة (زادكم في الخلق بصطة) يمكن أن تكون ـ كما ذكرنا ـ إشارة إلى قوة قوم عاد الجسدية المتفوقة ، لأنّه يستفاد من آيات قرآنية عديدة ، وكذا من التواريخ ، أنّهم كانوا ذوي هياكل عظمية قوية وكبيرة ، كما نقرأ ذلك من قولهم في سورة «فصلت» الآية 15 (من أشدّ منا قوة) وفي الآية (7) من سورة الحاقة نقرأ ـعند ذكر ما نزل بهم من البلاء بذنوبهم ـ (فترى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجاز نخل خاوية) حيث شبه جسومهم بجذوع النخل الساقطة على الأرض.

ويمكن أن تكون إشارة ـ أيضاً ـ إلى تعاظم ثروتهم وإمكانياتهم المالية ، ومدنيتهم الظاهرية المتقدمة ، كما يستفاد من آيات قرآنية وشواهد تاريخية أُخرى ، ولكن الإحتمال الأوّل أنسب مع ظاهر الآية.

وفي خاتمة الآية يذكّر تلك الجماعة الأنانيّة بأن يتذكروا نعم الله لتستيقظ فيهم روح الشكر فيخضعوا لأوامره ، علّهم يفلحون (فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون).

ولكن في مقابل جميع المواعظ والإرشادات المنطقية ، والتذكير بنعم الله ومواهبه ، انبرت تلك الثلة من الناس الذين كانوا يرون مكاسبهم المادية في خطر ، وقبول دعوة النّبي تصدّهم عن التمادي في أهوائهم وشهواتهم ، انبرت إلى المعارضة ، وقالوا بصراحة ، : إنّك جئت تدعونا إلى عبادة الله وحده وترك ما كان أسلافنا يعبدون دهراً طويلا ، كلاّ ، لا يمكن هذا بحال {قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبُدُ آباؤنا}[الاعراف : 70]؟

لقد كان مستوى تفكير هذه الثّلة منحطاً جدّاً ـ كما تلاحظ ـ إلى درجة أنّهم كانوا يستوحشون من عبادة الله وحده ، بينما يعتبرون تعدّد الآلهة والمعبودات مفخرةً من مفاخرهم.

والجدير بالتأمل أنّ دليلهم في هذا المجال لم يكن إلاّ التقليد الأعمى لما كان عليه الآباء والأسلاف ، وإلاّ فكيف يمكن أن يبرروا خضوعهم لقطعات من الصخور والأخشاب ؟!

وفي النهاية ، ولأجل أن يقطعوا أمل هود فيهم تماماً ، ويقولوا كلمتهم الأخيرة قالوا : إذا كان حقاً وواقعاً ما تنذرنا به من العذاب ، فلتبادر به ، أي أنّنا لا نخشى تهديداتك أبداً (فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين).

وعندما بلغ الحوار إلى هذه النقطة ، وأطلق أُولئك المتعنتون كلمتهم الأخيرة الكاشفة عن رفضهم الكامل لدعوة هود ، وأيس هود ـ هو الآخر ـ من هدايتهم تماماً ، قال : إذن ما دام الأمر هكذا فسيحلّ عليكم عذاب ربّكم {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} [الأعراف : 71].

و«الرّجس» في الأصل بمعنى الشيء غير الطاهر ، ويرى بعض المفسّرين أنّ لأصل هذه اللفظة معنى أوسع ، فهو يعني كل شيء يبعث على النفور والتقزز والقرف ، ولهذا يطلقُ على جميع أنواع الخبائث والنجاسات والعقوبات لفظ «الرجس» لأنّ جميع هذه الأُمور توجب نفور الإنسان ، وابتعاده.

وعلى كل حال فإنّ هذه الكلمة في الآية المبحوثة يمكن أن تكون بمعنى العقوبات الإِلهية ، ويكون ذكرها مع جملة «قد وقع» التي هي بصيغة الفعل الماضي إشارة إلى أنّكم قد أصبحتم مستوجبين للعقوبة حتماً وقطعاً ، وأن العذاب سيحل بكم لا محالة.

كما يمكن أن يكون بمعنى النجاسة وتلوث الروح ، يعني أنّكم قد غرقتم في دوّامة الإنحراف والفساد إلى درجة أنّ روحكم قد دفنت تحت اوزار كثيفة من النجاسات ، وبذلك استوجبتم غضب الله ، وشملكم سخطه.

ثمّ لأجل أن لا يبقى منطق عبادة الاوثان من دون ردّ أضاف قائلا : {أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} فهذه بُراء ، وجئتم تجادلونني في عبادتها في حين لم ينزل بذلك أي دليل من جانب الله .

وفي الحقيقة ، أنّ هذه الأصنام لا تملك من الألوهية إلاّ أسماء من دون مسمّيات ، وهي أسماء من نسج خيالكم وخيال أسلافكم ، وإلاّ فهي كومة أحجار وأخشاب لا تختلف عن غيرها من أحجار البراري وأخشاب الغابات.

ثمّ قال : فإذا كان الأمر هكذا فلننتظر جميعاً ، انتظروا أنتم أن تنفعكم أصنامكم ومعبوداتكم وتنصركم ، وأنتظر أنا أن يحلّ بكم غضب الله وعذابه الأليم جزاء تعنتكم ، وسيكشف المستقبل أي واحد من هذين الإنتظارين هو الأقرب إلى الحقيقة والواقع (فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين).

وفي نهاية الآية بيّن القرآن مصير هؤلاء القوم المتعنتين في عبارة قصيرة موجزة : (فأنجيناه والذين معه برحمة منّا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين)[الاعراف : 72] أجل ، لقد أنجى الله هوداً ومن اتبعه من القوم بلطفه ورحمته ، وأمّا الذين كذبوا بآيات الله ، ورفضوا الإنضواء تحت لواء دعوته ، والإنصياع للحق ، فقد أبيدوا نهائياً.

و«دابر» في اللغة بمعنى آخر الشيء ومؤخرته ، وبناء على هذا المفهوم يكون معنى الآية : أنّنا أبدنا هؤلاء القوم إبادة كاملة واستأصلنا شأفتهم.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .