قال بعض المفسرين في ترجيحهم للأمة الإسلامية على بني إسرائيل ما نصه:

لقد فارق موسى أمته أربعين يوماً فتحولت أمته إلى عبادة العجل، وقد مضت على أمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) خمسمائة عام ونيف بعد رحيل المصطفى عنها ودينها وشريعتها يزدادان طراوة وغضاضة يوماً بعد يوم، ...(1).

إن نبوغ الإسلام والبلوغ الثقافي للمسلمين كانا قد أديا، مضافاً إلى صيانة الإسلام نفسه، إلى المحافظة على الأديان السماوية الأخرى سالمة مصونة من أن يصيبها من التحريف أكثر مما أصابها في فترة ما قبل الإسلام.

لقد طرح المفسر المذكور مبحثاً آخر هو محط نقد عندما قال:

عندما التحق موسى بميعاد الحق استخلف هارون مكانه وسلّمه مقاليد الأمة قائلاً له: {أخْلُفْني في قَوْمِي}، فلا جرم أنهم وقعوا فريسة الفتنة وحرفَهم السامري عن جادة الحق... كما أن بلال المؤذن قد قال للمصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) في السر: هلا استخلفت علينا؟ قال: "الله خليفتي فيكم"؛ فأودع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) امته بيد الواحد الأحد ...(2)

لكنه "ليس من المصلحة أن يكشف الغطاء عن السر" (3) وإلا فإن تسمر سامريي السقيفة، وتعجل الدائرين في فلك العجل من المتنصلين عن الولاية والمخاصمين للإمامة ليسا ممّا يُغفل عنه أو يُغتفر؛ كما أن التصريح والنص النبويين بالخلافة العلوية ليسا مستورين ولا منسيين، وأن تنزيل علي بن أبي طالب (عليه السلام) منزلة هارون في حديث المنزلة ليس بالمبهم ولا بالمجهول. على أية حال دعونا نطوي هذه الصفحة إلى حين ظهور بقيّة الله أرواح) من سواه ،فداه الذي يمثل فصل الخطاب للأديان والمذاهب، ليعرف الأمة الإسلامية بمحور الوحدة، ويدعوها إلى قطب الاتحاد، لينحو المجتمع البشري نحو الصواب، ويستفيض بما عند الله من الثواب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. كشف الأسرار وعدة الأبرار، ج1، ص 195 (وهو بالفارسية).

2. كشف الأسرار وعدة الأبرار، ج1، ص 195 (وهو بالفارسية).

3. في إشارة إلى مصرع بيت بالفارسية لحافظ الشيرازي من ديوان غزلياته القصيدة المرقمة 73، يقول فيه: مصلحت نیست كه از پرده برون افتد راز.