المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Antoine,s Horned Sphere
10-8-2021
الطفوية (أو ا لتعويمية)
23-3-2018
الحلق او التقصير
2023-11-13
الدالات الميكروبية في بيئة التربة
27-1-2016
أدلة مشروعية الإيلاء
8-5-2017
الاحياء المجهرية في التربة
4-2-2016


الإمام الهادي (عليه السلام) والتحصين التربوي للجماعة الصالحة  
  
1272   06:20 مساءً   التاريخ: 2023-04-24
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 12، ص 182-184
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / التراث الهاديّ الشريف /

بالرغم من كل الظروف التي فرضت على الإمام الهادي ( عليه السّلام ) لعزله عن شيعته ومحبّيه فإنّا نجد الإمام ( عليه السّلام ) يمارس مسؤولياته التربوية بكل ما يتسنى له من الوسائل التي تكون أبلغ في التأثير ، فهو تارة يدعو لبعض شيعته ويتوجّه إلى اللّه ليقضي حوائجهم ، وأخرى يلبّي حاجاتهم المادية فيسعفهم بمقدار من المال . وثالثة يباشرهم بالكلام الصريح حول المزالق التي تنتظرهم .

فهذا أخوه موسى الذي نصب له المتوكل مصيدة ليوقعه فيما هو غير لائق به ويفضحه ويفضح أخاه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) يتصدّى الإمام بنفسه ليواجهه قبل أن يلتقي بالمتوكل ويحاول أن يبصّره بحقيقة ما ينتظره من مخاوف وأخطار معنوية[1].

وفي أكثر من مورد يبادر الإمام ( عليه السّلام ) لتقديم تجربة حسيّة يعيش من خلالها اتباعه معنى التوجه إلى اللّه واللجأ إليه في المهمّات ثم يبصّرهم بعد ذلك أهمية هذا المبدأ .

فعن أبي محمد الفحّام بالإسناد عن أبي الحسن محمد بن أحمد قال : حدثني عمّ أبي قال : قصدت الإمام يوما فقلت انّ المتوكّل قطع رزقي وما اتّهم في ذلك إلّا علمه بملازمتي لك ، فينبغي أن تتفضل عليّ بمسألته فقال : تكفى إن شاء اللّه فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكل رسولا يتلو رسولا ، فجئت اليه فوجدته في فراشه فقال : يا أبا موسى تشغل شغلي عنك وتنسينا نفسك أي شيء لك عندي ؟

فقلت : الصّلة الفلانية ، وذكرت أشياء فأمر لي بها وبضعفها ، فقلت للفتح وافى عليّ بن محمد إلى هيهنا وكتب رقعة ؟ قال : لا ، قال : فدخلت على الإمام فقال لي : يا أبا موسى هذا وجه الرضّا ، قلت : يا سيّدي ولكن قالوا انّك ما مضيت اليه ولا سألت قال : إنّ اللّه تعالى علم منّا انّا لا نلجأ في المهمّات إلّا إليه ولا نتوكّل في الملمّات إلّا عليه وعوّدنا إذا سألناه الإجابة ونخاف أن نعدل فيعدل .

وعن علي بن جعفر قال : عرضت مؤامرتي على المتوكل فأقبل عليّ عبيد اللّه ابن يحيى فقال : لا تتعبن نفسك ، فانّ عمر بن أبي الفرج أخبرني أنه رافضي فإنه وكيل علي بن محمد ، فأرسل عبيد اللّه إليّ فعرفني أنه قد حلف ألا يخرجني من الحبس إلّا بعد موتي بثلاثة أيام .

قال فكتب إلى أبي الحسن : ان نفسي قد ضاقت وقد خفت الزيغ ، فوقّع إلي : اما إذا بلغ الأمر منك ما قلت فينا ، فسأقصد اللّه تبارك وتعالى فيك . فما انقضت أيام الجمعة حتى خرجت من الحبس[2].

ويمكن تلخيص المنهج العام للتربية وبناء الذات عند الإمام الهادي ( عليه السّلام ) بما يلي :

1 - التوجيه التربوي من خلال الأحاديث التربوية التي تقدّم للإنسان أهم المفاهيم التربوية[3].

2 - التأكيد على طاعة اللّه تعالى .

3 - التأكيد على أهمية التوجه إلى اللّه في الحوائج وعدم طلب الحوائج من غيره[4].

4 - أهمية الدعاء والالتزام به في بلورة روح التوحيد والتوكّل على اللّه .

5 - الدعاء للمؤمنين .

6 - السعي في قضاء حوائجهم .

7 - الربط العاطفي بالقدوة الصالحة المتمثلة في أهل البيت ( عليهم السّلام ) من خلال زياراتهم ودراسة سيرتهم .

وأما دعاؤه للمؤمنين وسعيه في قضاء حوائجهم فيشهد له ما يلي :

1 - ما مرّ من أن الإمام ( عليه السّلام ) أجاب على كتاب عمر بن أبي الفرج إليه بأنّ نفسي قد ضاقت وقد خفت الزيغ فوقّع الإمام ( عليه السّلام ) إليه : أما إذا بلغ الأمر منك ما قلت فينا فسأقصد اللّه تبارك وتعالى فيك . فما انقضت أيام حتى خرج من الحبس[5] « 1 » .

2 - روى المجلسي عن الخرائج : روى عن محمد بن الفرج أنه قال : إن أبا الحسن كتب إليّ : أجمع أمرك ، وخذ حذرك ، قال : فأنا في جمع أمري لست أدري ما الذي أراد فيما كتب به إليّ حتى ورد عليّ رسول حملني من مصر مقيّدا مصفّدا بالحديد ، وضرب على كلّ ما أملك .

فمكث في السجن ثماني سنين ثم ورد عليّ كتاب من أبي الحسن ( عليه السّلام ) وأنا في السجن « لا تنزل في ناحية الجانب الغربيّ » فقرأت الكتاب فقلت في نفسي : يكتب إلي أبو الحسن ( عليه السّلام ) بهذا وأنا في الحبس إنّ هذا لعجيب ! فما مكث إلّا أياما يسيرة حتى افرج عني ، وحلّت قيودي وخلّي سبيلي .

ولما رجع إلى العراق لم يقف ببغداد لما أمره أبو الحسن ( عليه السّلام ) وخرج إلى سرّ من رأى .

قال : فكتبت إليه بعد خروجي أسأله أن يسأل اللّه ليردّ عليّ ضياعي فكتب إليّ سوف يردّ عليك ، وما يضرّك أن لا تردّ عليك .

قال علي بن محمد النوفلي : فلما شخص محمد بن الفرج إلى العسكر كتب له بردّ ضياعه ، فلم يصل الكتاب إليه حتى مات[6].

وقضاء حوائج المؤمنين بالإضافة إلى دوره التربوي يعدّ خطوة من خطوات التحصين الاقتصادي لهم ، حيث يشكّل عاملا من عوامل استقلالهم وعدم اضطرارهم للخضوع إلى كثير ممّا يستذلّ به الحكّام رعيّتهم .

 

[1] راجع الكافي : 1 / 502 .

[2] راجع مسند الإمام الهادي ( عليه السّلام ) : 112 و 121 .

[3] راجع تراثه التربوي والأخلاقي في الفصل الأخير من الباب الرابع .

[4] راجع تحف العقول : 361 ، وكشف الغمة : 3 / 176 .

[5] مسند الإمام الهادي ( عليه السّلام ) : 121 .

[6] بحار الأنوار : 50 / 140 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.