- عن الصادق (عليه السلام) قال: "إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيضجون إلى ربهم ويقولون: يا رب اكشف عنا هذه الظلمة". قال: فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة فيقول أهل الجمع هؤلاء أنبياء الله، فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بأنبياء. فيقول أهل الجمع: فهؤلاء ملائكة... فيجيئهم النداء: يا أهل الجمع سلوهم من أنتم؟ فيقول أهل الجمع: من أنتم؟ فيقولون: نحن العلويون، نحن ذرية محمد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) نحن أولاد علي (عليه السلام) ولي الله، نحن المخصوصون بكرامة الله، نحن الآمنون المطمئنون. فيجيئهم النداء عند الله من عز وجل: اشفعوا في محبّيكم وأهل مودتكم وشيعتكم. فيشفعون فيُشفعون" (1)

إشارة: لما كان حق الشفاعة كمالاً وجوديّاً يحصل من خلال التقرب إلى الله، وأن للتقرب إلى الله سبحانه درجات فإن للقدرة على الشفاعة مراتب مما يمكن إثباته من خلال الروايات المأثورة عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) إن كل دليل معتبر يثبت الشفاعة لشخص أو لشيء، فإنّه ما لم يناف مضمونه الإمكان، ولم يباين الخطوط العامة للقرآن الكريم وسنة المعصومين ، فهو محط قبول واطمئنان، وإن لم تتشابه درجاته.

بناء على ما مر، فإن توفرت في الأحاديث التي تصرح بحق الشفاعة لعلماء الدين والشهداء، وحماة الولاية، والمحسنين إلى العترة، والسادة، ونظائرهم، نقول إن توفّرت فيها شروط الحجية والاعتبار بلحاظ رجال السند من جانب ومن جهة الدراية من جانب ثان وبلحاظ الصدور من جانب ثالث، ومن ناحية النص والدلالة من جانب رابع فإنّه من الممكن إسناد رسالة كل رواية، في ضمن حدودها، إلى الشارع المقدس مع الأخذ بنظر الاعتبار خصوصية المسألة من حيث أنها مبحث كلامي وليس فقهيّاً. وتأسيساً على ذلك فلن يعود هناك مجال لإنكار هذه الأحاديث أو طردها، وبعد تبيين حقيقة الشفاعة القابلة للتشكيك، لن يبقى هناك محذور من شمول السادة العدول وذرية السيدة الزهراء (صلوات الله عليها) الذين يُصنفون على أنهم من أواسط الناس - ببعض مراتب الشفاعة وإن كانت مراتب ضعيفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. الأمالي للصدوق، ص284 (حسب طبعة كتابخانه إسلاميه/ إيران، سنة 1403هـ)، وبحار الانوار، ج8، ص36.