أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2021
2734
التاريخ: 19-1-2016
3062
التاريخ: 27-12-2021
2141
التاريخ: 19-1-2016
12075
|
إن تربية أبناء المتوفين والأيتام من أفراد الأمة الإسلامية، خاصة أولاد الشهداء لهم الأولوية بالرعاية، وهم مسؤولية أفراد المجتمع بأجمعهم.
- فالأم لها الدور الأول والأصيل في هذا المجال، وتقع عليها مهمة تربيتهم التربية الأساسية.
- وكذلك أولياء اليتيم مثل الأجداد، الأعمام، الأخوال، والأقارب.
- أولئك الذين حصّلوا الشرف والعز في ظل شهادة ذلك العظيم وكان دمه خميرة لحياتهم المادية والمعنوية.
- القائد وإمام المجتمع الذي يعتبر الولي لكل الأفراد فاقدي الولي وحسب التعبير الإسلامي أب الأيتام.
- الدولة والمسؤولين من جهة قيامهم بدورهم تجاه رعاية وحفظ الأيتام والذي يعتبر دم الشهيد سبباً لوجودهم.
- وفي النهاية عامة الناس الذين يدينون للشهداء في هذا العالم وذاك العالم. فهم مدينون للشهيد في هذا العالم بسبب إيثاره وتقديمه لدمه من أجل أمنهم واطمئنانهم وشرفهم وعزتهم، لقد أعطاهم امكانية الحياة. وفي العالم الآخر يدينون للشهيد لجهة طمعهم بشفاعته والاقتباس من نوره.
كل أولئك موظفون لحفظ الأمانة وحماية النسل العزيز الذي أكرمه الله بكرامة الشهادة. وهذا الأمر هو نوع من الوظيفة الإنسانية، نوع من معرفة قدر وأهمية الشهيد.
ـ مسالة الميتم:
قد يصل الأمر بالبعض أن يتملص من دين الشهداء عليهم ويرون المصلحة بأن ينشئوا دارا للأيتام ليضعوا فيها أبناء الشهداء.
وبذلك يعتقدون أنهم أمّنوا لهم موارد العيش وأمر التربية وأوجدوا لهم المجال للرشد والتربية.
هذا الأمر في بعض المجتمعات قد يكون أمرا مقبولاً، ولكن في المجتمع الإسلامي فإن له لون آخر وصورة أخرى، فوجود الميتم في المجتمع يدل على عدم الإحساس بالمسؤولية الدينية للناس وتقاعسهم عن أداء وظيفتهم والتهرب من المسؤولية. يدل على أن الناس بإعطائهم بعض الحقوق والأموال قد رفعوا المسؤولية عن أكتافهم وألقوها على أكتاف أناس يعتبرون الأمر حرفة ووظيفة.
هذا الأمر يجعل من الناس غافلين عن أوضاع وأحوال الأيتام، والأدهى من ذلك أنه في كثير من الأحيان يكون سبباً لضياع قدراتهم واستعداداتهم. فالتربية المسؤولة تستوجب أن يعيش اليتيم في الوسط وبين الناس. وحتى لو اضطلع أقاربه وأمه بتربيته فعلى الناس أن يسألوا عنهم ويطّلعوا على أحوالهم.
ـ وظيفة الناس مقابل اليتيم:
قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): لليتيم حق على الناس ويجب عليهم أداءه بالمحبة والإحتضان. وتعني هذه التوصية أن يدعوا الناس الأطفال الأيتام إلى بيوتهم ويجلسونهم إلى موائدهم مع أطفالهم. ويتصرفون معهم بشكل يتماثل مع ما يتصرفون به مع أولادهم.
فأفراد المجتمع كالأب والأم، والأخ والأخت لليتيم، خاصة لأولاد الشهداء، وبنفس طريقة اهتمامهم بأبنائهم عليهم الاهتمام بهم، يجب أن يكونوا مورد عنايتهم، وهذا التصرف إنما يكون بالرغبة الصادقة ولتبييض صحيفة الإنسان، دون توبيخ ولوم، أمام الله عز وجل. وعلى الناس أن ينظروا إلى أيتام الأمة الإسلامية على أنهم أمانة الله لديهم، وعليهم حفظ الأمانة بالعمل الصالح.
كما تعلمون أن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، في سني نبوته كان يحضر بعض الأيتام إلى منزله وكان يصل به الأمر إلى البكاء حين يؤمن لهم القوت والطعام ويقول: إن هذا الطفل ولو كان سيئ الطبع والأخلاق فلعلي أحصل باستقباله وخدمته على الأجر والثواب.
وطبيعي أن استقبال الأيتام في بيوت الاخرين مجاله حال عدم وجود الولي لهم. ولكن بوجود الأم فيجب علينا مساعدتها لتربيتهم، وأن نمدها بأسباب القيام بمهمتها ونرفع عنها الإحتياجات المادية لتكمل مسيرة تربيتهم لأننا نعلم أن إمكانية تربيتهم من قبل أمهم تكون أفضل من تربية الأشخاص الغرباء وغير المعروفين منهم.
ـ العطف والإعانة:
هناك حديث عن المعصوم يقول: أفضل منازلكم البيت الذي يرعى فيه يتيم وأسوأ منازلكم البيت الذي يساء فيه إلى يتيم.
وهناك ضرورة سياسية - اجتماعية بأن لا ينسى الناس شهداءهم وأن يبقوهم في خاطرهم وفي أذهانهم. وأحد صور هذه المسألة أن ينظروا لأبنائهم بالاحترام والعناية اللازمة وكما ينظرون إلى الشهيد يجب أن ينظروا لأولاده وأبنائه.
الأيتام وخاصة أبناء الشهيد يجب الإحسان إليهم وتلبية رغباتهم، لقد ذهب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيت جعفر الطيار بعد استشهاده وطلب أبناءه، عانقهم، قبلهم وشمهم ودللهم. هذا التصرف نفسه حدث في كربلاء من قبل الحسين بن علي (عليه السلام)، عندما وصل خبر استشهاد مسلم بن عقيل، أخذ أولاده، عانقهم، دللهم وطمأنهم بأنه مكان أبيهم.
نعم لقد وصى الإسلام بالأيتام، بمحبتهم. عدم إشباعهم بالمحبة قد يؤدي للانحراف والإندفاع نحو الجرائم. على أساس الإحصاءات في المانيا فإن 44% من الراسبين في المدارس كانوا من فاقدي الأب ومحبته و33% من الراسبين حرموا من وجود وعطف الأم.
لكن العطف يجب أن يكون بشكل لا يتصور منه الإحساس بالشفقة والرحمة لأن في هذا خطر على كبرياء الطفل وموجب لكسر خاطره.
ـ العطف على أبنائك:
يجب أن يعيش الطفل اليتيم في منزل يختلط فيه مع الأطفال الآخرين، علينا السعي ليجد في الحياة الإجتماعية والعائلية الأنس وأن يستفيد من التربية وبناء شخصيته كما يتم بالنسبة للأطفال الآخرين (في المنزل الذي يتعهده).
والمهم في هذا المقام هو الرعاية بالعدل والإنصاف فيما بين الأولاد. يجب أن لا يحس اليتيم بفارق التربية فيما بينه وبين أبنائكم. إذا قبّلتم وجنة طفلكم لا تنسوا الطفل اليتيم، وإذا أظهرتم محبتكم لطفلكم فلا تنسوا اليتيم.
والأمر الطبيعي هو أن عاطفة الوالدين نحو أبنائهم أكبر من عاطفتهم نحو الآخرين. ولكن نوصيكم أن لا تظهروا، قدر المستطاع، هذه المحبة أمام اليتيم كي لا تجرحوا شعوره، فالأطفال المميزون، أمام إظهار عاطفتكم لأبنائكم، يتذكرون حياتهم مع والدهم وكيف أنهم حرموا من العاطفة، وأمام هذا المشهد تتأجج في قلوبهم لوعة فقد أبيهم ويتأثرون.
ـ الحذر من الإفراط:
إن إبراز المحبة والرحمة على الأطفال الأيتام ضرورة من الضروريات، ولكن البعد الآخر للموضوع هو أن نراقب هذا اللطف وهذه المحبة حتى لا ننجر إلى الإفراط.
بعد أن عرفنا أن أمر تربيتهم صعب وأنه يحتاج إلى الدقة والفن، وأن الرعاية تحتاج إلى التفات واهتمام غير عادي، علينا أيضاً وبالضرورة أن نبتعد عن جانبي الإفراط والتفريط في الرعاية ونسلك طريق الإعتدال.
فالكثير من الأطفال إثر ممارسة المحبة الزائدة عن الحد ابتلوا بالإختلالات والمحبة الزائدة اليوم أدت إلى حرمانهم من سعادتهم في المستقبل. ففي المستقبل سيصبحون مزعجين، سريعي التعب، قليلي الهمة. فأعمال المحبة الزائدة والدلال عليهم أدت إلى إبعادهم عن المجتمع والناس وقد تؤدي إلى مشاكل، أي أنهم سيشعرون فيما بعد ببعدهم هذا بالخجل والانزواء.
ولأن خاطره مكسور يجب أن لا نسعى دائما لترغيبه وتدليله فهذا عمل غير صحيح. الدلال والتراحم سيصبحان فيما بعد من أهداف الطفل ويجرانه إلى الغرور، الأمر الذي على طريق رشده سيكون سدا ومانعاً، فإن استطعنا أن نمارس كل ما نمارسه على أبنائنا عليهم سيكون بذلك المناسب والأفضل.
ـ الحماية من المجتمع:
يجب تأمين الحماية والمراقبة لهؤلاء الأطفال في المجتمع حتى لا يُظلموا.
عدم إحساسهم بالأمن في محيط الخارج، ووقوعهم تحت الظلم والجور بدون حماية من أحد هي عوامل الحسرة واليأس والتي تكون سبباً لفقد روحية الشجاعة والمقاومة. وبالتالي لن يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم في المستقبل.
أوصى علي (عليه السلام) أولاده أن يخافوا الله بالأيتام: لا تتساهلوا في مسألة إطعامهم وتربيتهم...
لا مناص من أن يقع الطفل خلال مسيرة حياته وتربيته ببعض الحرمان وهذا لا بحث فيه، ولكن هكذا أطفال قد يتصورون أنهم ولسبب فقد أبيهم حرموا ومنعوا. فعلى سبيل المثال. إذا رأى أحد الأطفال لديه دراجة هوائية وهو لا يملك واحدة فسيعتبر أنه لعدم وجود أبيه لا دراجة لديه. في الوقت الذي لو كان والده موجوداً قد لا يستطيع أن يشتري له هذه الدراجة.
ـ الضبط في المنزل:
الإهتمام باليتيم وتوجيهه وتربيته ورعاية الجوانب الإنضباطية الخاصة به يجب أن تكون مترافقة مع الوعي والفراسة، وتشكل له مع بعضها العون المنشود.
ففي الوقت نفسه الذي نحتضنه فيه علينا أيضاً أن ننبهه لما يستوجب التنبيه وأن نكون واعين ومراقبين.
فاليتيم في منزل الآخرين يجب أن يعامل كما يعامل الأبناء الآخرون وأن يجري عليه ما يجري عليهم. مع الإلتفات إلى مداراته بشكل أكثر من الآخرين حتى لا ينكسر خاطره ويصاب بالكآبة. من الممكن أن تكون تربيته السابقة غير مرضية بالنسبة لك، ولكن لتحويله من نمطها إلى ما تريد مسألة صعبة إلى حد ما، وتحتاج إلى وقت ومن الأفضل أن تتحمله في وضعه وهذا هو الحل الأفضل.
ـ أجر الكفالة:
كفالة وعيالة اليتيم هي الطريق للوصول إلى الأجر الدنيوي وكذلك للحصول على سعادة الآخرة.
في هذه الدنيا تحصل على الطمأنينة والسكينة لقيامك بوظيفتك تجاه الآخرين، وورد في بعض الروايات أن تسلية ومحبة اليتيم تذهب قساوة القلب وورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله)، أن قاسي القلب يأبى أن يلاطف يتيماً.
أما الجانب الأخروي، فالإسلام أعلن أن العطف على اليتيم والإهتمام بتربيته وتأديبه يعد نوعاً من العبادات الخاصة التي لها أجرها عند الله، قال رسول الله: من كفل يتيماً وجعله في منزله يشاركم المأكل والمشرب كان له شريكاً في الجنة.
وقال أيضاً من مسح على رأس يتيم كان له بعدد ما يمسه من شعر حسنات.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|