المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Long Division Symbol
14-11-2019
خصائص الرعي التجاري
25-1-2023
الأئمة عليهم السلام يذمون الشيعة
18-11-2016
أنماط الزراعة في العالم - زراعة البحر المتوسط Mediterranean Sea Agriculture
28-3-2021
النقود في الفكر الاقتصادي التجاري
22-9-2020
Exponential Function
2-5-2019


المشفوع لهم  
  
1209   03:40 مساءً   التاريخ: 2023-04-09
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص288 - 294
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

كان بنو إسرائيل يدّعون أن النار لن تصل إليهم إلا لبضعة أيام. فيقول الله عز وجل لهم: هل يا ترى أخذتم عهداً من الله على ذلك؟ فإن الله لن يخلف عهده، أم إنكم تنسبون إلى الله كذباً ما لا تعلمون؛ {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 80] فتنسبون إلى الله بغرور وعلى أساس الافتراء ما تخالونه حقاً وما لا تعلمونه : {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [آل عمران: 24]. يُفهم من هذه الآية أن مجرد الارتباط النسبي مع نبي مثل إسرائيل ليس هو سبباً للنجاة في يوم القيامة ونيل الشفاعة، بل إنّه يُستفاد من الآية: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] أنه لا يشمل بالشفاعة إلا من كان مرتضى ومحط رضاً.

طبعاً لابد من الالتفات إلى أنه على الرغم من أن العمل له دخل في العهد، إلا أن المراد من الرضا في بحث الشفاعة هو كون أصل دين المرء وعقيدته محط رضا الله وليس تمام عمله؛ وذلك لأن المستفاد من الآيات والروايات هو أنه من الممكن حتى لمرتكبي كبائر الذنوب أن يشملوا بالشفاعة مع أن المبتلى بالكبيرة هو غير مرضي في العمل قطعاً؛ إذ ما من شك في أن كل ذنب كبير فهو مبغوض ومغضوب عليه من الله، وليس مرضيّاً من قبله تعالى. وإنه من هذا المنطلق يقول الله عز وجل في سورة "الإسراء" بعد إحصائه لبعض كبائر الذنوب {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء: 38] حيث من المسلَّم أن سرد هذه الذنوب هو من باب التمثيل وليس التعيين، وأن كل ما كان سيّئة أو معصية فهو مكروه عند الله؛ كما أن المقصود من الكراهة هنا هو كون الشيء مبغوضاً وليس الكراهة بالمعنى الفقهي.

وعند ضم هذه الملاحظة إلى الآية التي مفادها: إنكم إن اجتنبتم كبائر الذنوب فإن الله سيتجاوز عن صغائرها؛ {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31] تكون النتيجة أن مرتكبي الذنوب الكبيرة هم المشمولون بالشفاعة وحسب؛ كما يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) له في الحديث المروي من قبل الفريقين: "ادّخرتُ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" (1).

ومما يجدر الالتفات إليه هنا أن عبارة "من أمتي" ناظرة إلى عين قضية كون المرء موحداً في الدين ومرضيّاً عنه فيه وأن المعيار هو فحسب، وإلا لقال: ... لأهل الكبائر من مؤمني أُمتي" وما إلى ذلك.

على أي حال فإن المقصود من الرضا الذي يكون معياراً للشفاعة هو الرضا في الدين وليس الرضا في جميع الأعمال؛ وذلك لأنه لو كانت أعمال المرء مرضيّة عند الله تعالى لما احتاج إلى الشفاعة من الذنب التي هي في مقابل الشفاعة الترفيعية).

وطبقاً للآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فإن الدين المرضي عند الله والعقيدة المرتضاة لديه هما الإسلام فقط؛ كما أن مقتضى الآية: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] هو ذاك أيضاً، وأن كل ما كان في مقابل الإسلام؛ أي العقائد الإلحادية التي تندرج تحت "عنوان الكفر"، فإن أيّاً منها - وفقاً للآية: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر: 7] - ليس بمرضى عند الله، وإن مقتضى الجمع بين هذه النقطة (عدم كون الكفر مرضياً عند الله) والآية: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] هو أن الكفار في القيامة سوف لن ينعموا بشفاعة أي شفيع على الإطلاق، بل إن الأشخاص الوحيدين الذين من الممكن أن ينعموا بالشفاعة أولئك الذين يموتون يوم القيامة على الدين المرضي، يعني الإسلام، حتى وإن كانوا قد ابتلوا بكبائر الذنوب.

بطبيعة الحال إن لغة الآية: {لا يشفعون إلا لمن ارتضى} ومثيلاتها لا تدل على أن كل من كان مرضي الدين ومات مسلماً فهو مشمول بالشفاعة على نحو الإيجاب الكلي، بل هي بمعنى أن المشفوع لهم هم ممن يتمتعون بدين مرضي عنه؛ أي إنّ الذين ليس لهم دين مرضي عنه ولم يكن الواحد منهم مرتضى فإنّهم - على نحو السالبة الكلية  لن يشملوا بالشفاعة. لكن هذا لا يعني أن كلّ مرضي عنه فهو ينال الشفاعة بصورة الموجبة الكلية، وإن كان إمكان الشفاعة هو على نحو الإيجاب الكلي. والمراد من هذا الكلام هو أن الوعد الضمني المستفاد من أمثال هذه الآيات هو بصورة الإيجاب الجزئي، على الرغم من أن إمكان الشفاعة على نحو الإيجاب الكلّي قابل للانطباق على الجميع.

الفئة الثانية من المشمولين بالشفاعة هم أصحاب اليمين" (وإن كان اندراج الطائفة الأولى تحت عنوان أصحاب اليمين ليس بالبعيد). فقد جاء في سورة "المدثر": أن كل نفس مرهونة بما صنعت إلا أصحاب اليمين فهم قد فكوا الرهن وتحرّروا {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} [المدثر: 38-39] ، وهذا لا يعني أنهم لم يكونوا في رهن أبداً؛ وذلك لأن الذين لم يكونوا في رهن أساساً وليسوا بمرهونين (لكونهم ليسوا بمدينين) هم "المقربون". لكن أصحاب اليمين هم في رهن بالمعنى الخاص)، إلا أنهم سوف يُستثنون من الرهن في مرحلة البقاء ببركة الشفاعة فيتحررون، وهذا على خلاف أصحاب الشمال الذين يبقون في الرهن إلى أبد الآبدين.

ومن خلال قرينة المقابلة يمكن استخلاص خصوصيات أصحاب اليمين من الآيات التي تتلوا هذه الآية؛ حيث جاء فيها أن أصحاب اليمين في الجنة، وفي أثناء إشرافهم على المجرمين وأصحاب النار، يبادرونهم بالسؤال: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر: 42] وكيف لم تشملكم الشفاعة ولم تتحرروا من ربق الرهن؟ فيطرحون في جوابهم أموراً تعود إلى نفس النقطة السابقة، أي إنّهم لم يكونوا مرضيّين في الدين؛ فيقولون: لأننا كنا، حتى آخر أعمارنا، تاركين للصلاة ولإطعام المساكين، وكنا من أهل مجالس اللهو والخوض في الدنيا كما إننا كنا منكرين ليوم الجزاء؛ {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر: 43-47] فيُقال في حقهم في الآية التالية: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48].

وبالالتفات إلى أن سورة المدثر" هي من أقدم السور ومن السور التي نزلت في أوائل البعثة في مكة، حيث لم تكن الزكاة قد جعلت بهيئتها الفقهية إلى حين نزول السورة، ولم يكن أصل الصلاة قد اكتسب شهرة فقهيّة يُعتد بها بعد أيضاً، إذ لم تكن كيفية الصلاة معلومة قبل المعراج، إذن فالصلاة في هذه الآية جاءت كناية عن الخضوع والعبودية بين يدي الحق والتمتع بروح التسليم، والإطعام أيضاً كناية عن مطلق الإنفاق والسعي والاجتهاد من أجل تلبية الحاجات الاقتصادية للناس المعوزين، فيصبح من المعلوم أن أساس الإسلام هو بضعة أمور هي:

1. التوجه إلى الله

2. والنظر في أحوال المساكين

3. وعدم الخوض في الدنيا مع أهل الباطل

4. والإيمان بالقيامة.

والنتيجة هي أن أولئك المشمولين بالشفاعة يتمتعون بتلك الخصال الأربع التي تشكل روح الدين وحقيقته وأن مرجع تلك الخصال يعود إلى أن دين هؤلاء مرتضى ومرضي عنه عند الله عز وجل.

ويُستشف مما سبق ذكره أولاً، إن كون المرء مرضيّاً عنه عند الله لا يعني بالضرورة كونه معصوماً أو عادلاً، بل هو بمعنى أن هذا الشخص هو مؤمن بدين الله، الذي هو الإسلام والإيمان، عن إقبال منه وأنه من أصحاب اليمين (وهم المشوب عملهم - بسبب ما لديهم من تدين وبعض الأعمال الصالحة - باليمن والبركة والذين يستلمون صحيفة أعمالهم يوم القيامة بيدهم اليمنى، وإن كان من المحتمل أن يكونوا من المؤمنين المدنسين بالذنوب أيضاً: {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [التوبة: 102]، وليس من أصحاب الشمال والمشأمة المتورطين بعذاب أليم، وليس من المقربين الذين يتنعمون بالروح والريحان وهم غير متدنسين بدرن الآثام.

ثانياً، الشفاعة التي يثبتها القرآن لبعض المجرمين لا تكون سبباً لتجرؤ الناس؛ وذلك لأنه لم يؤت على ذكر اسم شخص أو جماعة ممن تشملهم الشفاعة من جهة، ولم يعيَّن ذنب يُعفى عنه بالشفاعة من جهة أخرى، بل قد أعطي وعد مؤمل بعناوين كلية من قبيل "أصحاب اليمين" و" من ارتضى"، ونتيجة لكون المبحث مبحثاً عاماً ومبهماً، فهو لا يسهم في إزالة أصل الخوف ولا في إيجاد الغرور، وسنتطرق إلى توضيح أكثر لهذا البحث في الإشارة التالية في غضون الخوض في الإجابة على شبهات الشفاعة.

وبتعبير آخر، ليس بمقدور أحد الادعاء أنه سيغادر الدنيا وهو من أصحاب اليمين أو ممن ارتضي دينهم، وليس لامرئ الادعاء أنه لن يُبتلى بالكبائر حتى ساعة موته، أو أنه - على أساس: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31] سيُعفى من صغائر معاصيه إذا كان مبتلى بشيء منها، بحيث أنه سيُصاب بالغرور ويتجرأ على اقتراف ما صغر من الذنوب. إن مفاد الآية المذكورة هو كالتالي: إذا حشر شخص يوم القيامة وهو بريء من الكبائر فإننا سنغفر له صغائر ذنوبه، وليس لأي شخص عادي أن يكون واثقاً من أنه لن يُبتلى بالكبائر حتى آخر حياته. وكنتيجة لذلك فليس له أن يتجرأ الآن على الصغائر؛ لأنه من المحتمل أنه سيتلوث، حتى آخر عمره، بالكبائر ويرد المحشر بها وفي هذه الحالة لن يُصار إلى العفو عن صغائر معاصيه. بناءً على ذلك، فبمستطاع المرء أن الشفاعة من دون غرور ، وبما أن هذا الوعد لم يُعط بنحو الموجبة يرجو الكلية؛ بأن كل من ابتلي بكبائر المعاصي عدا الشرك فهو مشفوع له، بل اكتفي بالقول: إن المشفوع لهم هم من أصحاب الذنوب الكبيرة، من دون تعيين نوع الذنب أو تشخيص المذنبين، فلن يكون مثل هذا الوعد سبباً للغرور والتجرؤ على المعاصي، وهو فقط يبعث الأمل والرجاء في نفوس العاصين حتى لا ييأسوا، وأن يعتبروا طريق النجاة مُشرعاً على الدوام، وأن يعمدوا إلى إصلاح أنفسهم والالتحاق بقافلة المفلحين والفائزين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 1، ص299؛ وبحار الأنوار، ج8، ص62، والجامع لأحكام القرآن، مج3، ج5، ص141. وقد روى النووي في شرح صحيح مسلم عن القاضي عياض: أنه جاءت الآثار، التي بلغت بمجموعها التواتر، بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين وقد أجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السنة عليها. (راجع بحار الأنوار، ج8، ص 62 - 63).




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .