أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-25
1195
التاريخ: 2024-07-25
497
التاريخ: 14-06-2015
3520
التاريخ: 2024-10-29
164
|
إن نظام الآخرة هو نظام فردي ولا تحكمه العلاقات الاجتماعية، سواء على صعيد الأسرة أو المجتمع. من هذا المنطلق فإن القرآن الكريم يعلن عن انفصام الروابط الاجتماعية بالترتيب وفي بضع مراحل على النحو التالي:
1- عدم نفع أفراد الأسرة وأعضاء العشيرة لبعضهم البعض: {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ} [الممتحنة: 3].
2- فرار أفراد العائلة من بعضهم: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} [عبس: 34-35] والفرار هنا إما لكي لا تطلب منه المعونة، لأن كل واحد متورط بعمله ومشغول بالجدال لمصلحته: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} [النحل: 111] ، أو جراء ظهور العداوة؛ وذلك لأن الأصدقاء غير الأتقياء سيصبحون يوم القيامة أعداء لبعضهم: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67] ، أو من أجل التخلص من الخجل، أو نظير فرار المدين من الدائن.
3- عدم نفع أي شخص لأي شخص آخر وهو ما يستوعب كلّ أنواع العلاقات الأسرية منها والمحلية والإقليمية والدولية. فالآية محلّ البحث وأمثالها تُعد سنداً تاماً لنفي أي شكل من أشكال إيصال النفع. والذي يمكن استظهاره من الآية المذكورة هو أن الإنسان المتورط، ومن أجل الخلاص من ورطته يشرع في البدء ب "المقاومة"، ثم يبدي بعدها "ليونة"، ومن ثمّ يعمد في المرحلة الثالثة إلى "المعاملة"، وفي نهاية المطاف يتحدث عن "المساعدة" و"المعاضدة".
والمباحث الأربعة التي تطرحها الآية محط البحث ناظرة إلى نفي كل هذه الأمور الأربعة التي بات معنى كل واحد منها وترتبها واضحاً.
تنويه:
1- من المحتمل أن يكون السر في تقديم الشفاعة على العدل والفدية في الآية مورد البحث وتقديم العدل على الشفاعة في الآية 123 من سورة "البقرة" هو التفاوت في موقف المعاد أو الاختلاف في همة المجرم؛ أي إن بعض المجرمين يحتملون منة الشفيع، لكنهم يتوانون عن بذل العدل والفدية، وبعضهم الآخر على العكس منهم. بطبيعة الحال إن ما يجري في المعاد هو ظهور الملكات الدنيوية، وإلا فليس في المعاد مال ليكون في متناول المرء.
2- على الرغم من كون الأقسام المذكورة، من قبيل الضمانة والكفالة والشفاعة وأمثالها، تقع ضمن إطار عنوان النصرة، لكن لما كان التفصيل قاطعاً للاشتراك فإن المقصود من النصرة في هذا المورد هو المساعدة المنفصلة التي تفترق عن العناوين السابقة التي من جملتها الشفاعة.
3- لتأكيد نفي أي معونة أو مساعدة فقد ذكر ضمير الجمع، وهو كلمة وهم قبل فعل الجمع والحال أن ذكره لم يكن ضرورياً.
4. أتى التعبير بصيغة الجمع في كل من الضمير والفعل لأن كلمة نفس، المذكورة سابقاً، على الرغم من كونها مفردة، إلا أن مجيئها في سياق النفي وتأييد ذلك بالقرينة المقامية يجعلها تدلّ على العموم.
5- المراد من النصرة هو الإغاثة. من هنا فإنّه يُقال للمطر الذي يغيث المزرعة العطشى والمرتع الظمآن ويحيي الأرض ويكسوها بالخضرة يُقال له: "نصر" و "غيث" ، وللأرض الممطورة يُقال: "منصورة". فالأرض المنصورة هي ذاتها الأرض الممطورة. بناء على ذلك فإنّه لا سبيل لعطاشى القيامة إلى الارتواء أبداً.
من المهم هنا الالتفات إلى نقطة جوهرية وهي أن مجرمي المعاد هم محترقون، وليسوا عطاشى وأن احتراقهم غير قابل للعلاج؛ وذلك في حالة احتراق البيت أو الثوب فإن من الممكن الخروج منه أو خلعه والتحرر منه، وفي حالة احتراق الجسد فإنه يحصل الخلاص بالموت إلا أن الاحتراق في المعاد هو بشكل بحيث لا خلاص منه بالموت؛ لأن الموت نفسه يكون ميتاً في ذلك اليوم ولا يُلاحظ أي شكل أشكال الموت هناك على الإطلاق من هذا المنطلق فإنّه كلّما احترق البدن نما عليه جلد جديد، كما أن الروح ليست قابلة للموت أيضاً. لذا فإن حكم {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} [النساء: 56] جار من ناحية، وإن أمر {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} [الهمزة: 6-7] نافذ من ناحية أخرى.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|