المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الكمال والحرية
2024-05-31
معنى التوبة وشروط قبولها
2024-05-31
مراتب النفاق وعلاجه
2024-05-31
مفاسد الغيبة الاجتماعية وكيفية علاجها
2024-05-31
التلقيح الطبيعي للملكة Natural Mating of the Honeybe:
2024-05-31
مكانة نائب كوش وحدود وظيفته.
2024-05-31

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أهمية تربية الأبناء  
  
1618   09:19 صباحاً   التاريخ: 2023-04-03
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص7 ــ 13
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016 1817
التاريخ: 29-4-2022 1802
التاريخ: 12-1-2016 2038
التاريخ: 6-2-2022 1671

ان البحث الذي سنذكره لكم ايها الأعزاء عن تربية الأطفال وهو بحث قيم مهم جداً للجميع....، لقد اثبت بوجهة نظر القرآن وروايات اهل البيت (عليهم السلام) وكذلك من التاريخ والتجربة ان للوالدين دور مؤثر في مصير الأبناء اطفالاً كانوا ام مراهقين او شباب. وبتعبير آخر فان الوالدين يؤثرون في سعادة وشقاء الطفل وكذلك سعادة وشقاء المراهق والشاب. ويستفاد من القرآن وروايات أهل البيت (عليهم السلام) ومن التاريخ والتجربة ان للأب والأم تأثير في سعادة وتعاسة ابنائهم. فللوالدين المهتمين تأثير كبير في سعادة الابناء وكذلك فان للوالدين الغير مكترثين لتربية ابنائهم تأثير عجيب في شقائهم. وهذا التأثير بليغ بحيث كما جاء في الرواية المشهورة عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال: (السعيد من سعد في بطن امه والشقي شقي في بطن أمه)(1)، وبتعبير آخر فان معنى الرواية ان الأب والأم هما اللذين يمهدان لسعادة أو شقاء أبنائهم.

ينقل المرحوم الفيض (عليه الرحمة) في تفسير الصافي رواية في ذلك الآية الشريفة: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 6]، وهذه الرسالة تضم الجميع خاصة الأهالي.

ومعنى هذه الرواية ان دعوا لي بداءً في الأمر اي انه للأب والأم دور مؤثر في مصير الابن ولا نقول ان الصلة التامة بل انهم ممهدين فالأم الجيدة والأب الذي يهتم فانهم يمهدون لسعادة واخلاق ولدهم والأم السيئة والتي لا تكترث للتربية وكذلك الأب الغير مبال لتربية ابناءه فان لهم تأثير كبير أيضاً. وأخيراً فان ما تقوله لنا هذه الرواية ان للوالدين دور مؤثر في مصير الطفل وفي مصير المراهق ومصير الشاب.

ومن وجهة النظر هذه فان من اهم الواجبات في الاسلام تربية الأبناء.

يقول القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم: 6]، اي انكم كما تفكرون في انفسكم فكروا ايضاً بأولادكم وكما تسعون لرزقكم فاسعوا لرزق ابنائكم وكما تؤدون انتم الصلاة في اول وقتها ففكروا بصلاة ابنائكم ، وكما انكم تهتمون بالحجاب فاهتموا بحجاب بناتكم فان كنتِ ترتدين الحجاب ولا تهتمين لحجاب ابنتك وان كنتَ متق ولا تفكر بتقوى ولدك. وان كنت تفكر بصلاتك ولا تفكر بصلاة ابنتك فأنك مسؤول وستكون جهنم من نصيبك ولو كنت تقياً فواجبك ان تجنب نفسك وزوجك وولدك نار جهنم ففي القرآن الكريم قد كررت هذه الآية الشديدة اللهجة: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15]، فالخاسر المبين هو الذي يخسر من أجل ابناءه في يوم القيامة ويرد الى جهنم. والخاسر المبين الذي لا ينقذ نفسه وزوجه وولده من نار جهنم. ونقرأ في الروايات: ان الويل للآباء والامهات الذين يفكرون في دنيا اولادهم ويفكرون بآخرتهم اي لا يفكرون بأخلاق وادب ابنهم. فهو يفكر ويهتم لأن يدرس ابنه ويحمل شهادة ويفكر بتأمين مستقبل ولده وتجهيز ابنته وكل هذه الأمور يجب ان تكون في محلها. لكنه لا يفكر بدين وادب وتربية ابنه. ومثلا من يصحب ولماذا يعود في الساعة التاسعة ليلا اهو في البيت ام لا ولا يفكر هل لهذا الابن اخلاق وانسانية ام لا؟ فانه لا يفكر بهذه الأمور وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): الويل لأولاد آخر الزمان من والديهم. لأن هؤلاء الآباء والامهات يفكرون بدنيا اولادهم لا بآخرتهم. يفكرون بتأمين مستقبلهم ولا يفكرون بالتربية الصحيحة وادبهم ودينهم. ثم يضيف النبي (صلى الله عليه وآله)، إني بريء منهم. اي بريء من هؤلاء الآباء والامهات الذين لا يكترثون لتربية اولادهم وتأديبهم. انا بريء منهم وهم بريئون مني.

ونقراً في رواية أخرى، ان الأهالي الذين يسببون عقوق اولادهم لهم ملعونين؟

ومعنى هذه الجملة ان لم يرب الأهل ابنائهم تربية صحيحة ولا يعلمونهم الدين الصحيح ولا الأدب الصحيح فعادة يصبح هؤلاء الأبناء وقحين ويطغون على الآداب ويقفون في وجه الجميع وفي وجه الآباء والأمهات ويقول النبي (صلى الله عليه وآله): ملعون من سبب عقوق ولده له. فان هذا العقوق قد وجبه الأهل نفسهم فعليهم ان يربوه ان يؤدبوه لكي يكون مؤدباً في المجتمع وفي البيت ولكي يكون متديناً عطوفاً وحلوماً ولا يوقح عينه على الآخرين وعلى والديه وان كان الوالدين لا مبالين ولم يهتموا بالتربية وطغى الأبن فان كلا الوالدين مسؤولين. وسيدخل هو جهنم لأنه عاق الوالدين وهذا لأنه لم يتربَ تربية صحيحة. نقرأ في الرواية انه يوم القيامة من لم يتربَ جيداً سيرد جهنم والفتاة التي لم ترتدي الحجاب وكذلك المرأة ومن لم تكترث لعفتها فانهم سيدخلون النار لعدم عفتهم واهمالهم الحجاب. ومن ثم يقولون لأمهاتهم المحجبات العفيفات أنتم ايضاً من اهل النار لأنه كان عليك ان تأمريها بالحجاب واهملت ذلك فأهملت هي حجابها وهذا تقصير منكِ. كان عليكِ ان تربي ولم تفعلي وفي يوم القيامة يدخل الصبي الذي لم يصلِ الى جهنم لذلك والفتاة الباطلة صلاتها والمقصرين في اداء الصيام فستصلاهم النار من اجل النقص في الصلاة والصيام ومن ثم يقولون لوالده الذي لا يترك صلاة الجماعة ستدخل النار انت ايضاً لأنه كان عليك ان تربيه على الصلاة ولم تفعل واهملت ذلك. اي أنك كنت تفكر بنفسك ولم تفكر بابنك. وكنت تفكر بنفسك فقط وبتعلمك لأحكام الصلاة ولم تفكر انه على ابنتك البالغة من العمر 9 و10 سنوات ان تتعلم الاحكام وان تصلي وتصوم وكنت لا مبالِ فستدخل جهنم. معها. هي من اجل افعالها السيئة. وانت من اجل اهمالك في التربية نقرأ في الروايات انه يوم القيامة يشتكي الابناء من الاهالي. وهناك قسم منهم يشكون اهاليهم الذين اطعموهم مالاً حراماً، العياذ بالله. فالتاجر الذي هيء الطعام لأبنائه من الاحتكار والغش اي عن طريق الحرام والموظفون كذلك. فمن الواضح ان اكل الحرام يؤثر على ـ هذا الولد، ففي يوم القيامة يشتكي الفتاة والصبي من والديهما ويقولون: ربنا لقد اطعمونا مالاً حراماً وجعلونا قساة فطالب لنا بذلك منهم، هذا قسم من الابناء الذين يشكون اهاليهم وتقبل شكاياتهم. والقسم الثاني هم الذين لم يتربوا جيداً اي ان الأهل كانوا مقصرين في تربيتهم. كالفتاة التي لم تربها أمها على العفاف والحجاب والصبي الذي لم يؤدبه والده وكان همه نفسه فهؤلاء يوم القيامة يشكون والديهم. يقولون: ربنا ان أهلينا كان عليهم ان يربونا فلم يفعلوا كان عليهم ان ينبهونا لصلاتنا ولم يفعلوا ولم يؤدبوننا ولم يعلمونا الأخلاق الاسلامية الهنا فإننا من اهل جهنم وطالب لنا بذلك.

نقرأ في الروايات ان الآباء والأمهات والابناء يدخلون جميعاً إلى جهنم أما الأبناء فلأعمالهم السيئة واما الآباء فلسوء التربية او لتقصيرهم بذلك.

نقرأ في الروايات ان الأهل الذين يهتمون لتربية ابنائهم. فان ابنائهم يدعون لهم يوم القيامة ويقول لوالده: جزاك الله خيراً، فلقد احسنت تربيتي واصبحت من اهل الجنة. ويرضى الله عنهم. ويخاطبون ان ادخلوا الجنة جميعاً وعكس ذلك. فان الابن والابنة اللذين لم يحسن الأهل بتربيتهم فالفتاة التي اهملت تربيتها واصبحت عاصية وغير تقية فأنها ستقول لأمها يوم القيامة: (لا جزاكِ الله خيراً)، وهذا الابن نفسه الذي كان يشقى له الأب لدنياه ليلا نهاراً فانه يقول له: (لا جزاكَ الله خيراً). لماذا لم تربني تربية صحيحة ومن ثم يغضب الله عز وجل ويخاطبهم: انكم جميعاً من أهل جهنم فالأبناء لأعمالهم السيئة والوالدين لسوء الترية أو لعدم تربيتهم ابنائهم، ونظير هذه الروايات كثيرة جداً.

هذه الروايات التي قرأتها تفسير هذه الآية الشريفة: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15]، فان الخاسر المبين في يوم القيامة الذي يرد إلى جهنم من اجل ابناءه اللامبالين. ومن اجل اللامبالاة في تربيتهم قد ادخلوا جهنم وكذلك الأهل فانهم من اهل جهنم. لذلك فإننا نقرأ في الروايات أنه كما للوالدين. حقوق على الأولاد وهذه الحقوق كثيرة جداً وهذا الحق عظيم جداً بحيث ان القرآن الكريم قد اورد حقوق الوالدين إلى جانب حق الله (عز وجل)، واوصى الجميع ان ينتبهوا إلى حقوق الوالدين وعظمة هذا الحق بحيث انه ان لم يرضَ الأب او الأم عن أبنائهم حتى ولو كانوا مقصرين معهم فان الأبناء سيكونون من اهل النار حتى انه قد نزل في الخطاب: (اعمل ما شئت)، بما ان والديك غير راضيين عنك فإنني لن اغفر لك. ان حق الأب والام كبير وعظيم وكذلك فان حق الأولاد على الوالدين كبير ايضاً.

من المشهور انهم يقولون ان أباً قال لولده لا تسيء إلي فتصبح عاقاً لي فأجاب الابن بل انت قد تكون عاقاً لي فهذا صحيح فانه احياناً يصدق العقوق على الوالدين اي انه لم يراع الوالدين حق الأبناء فان الوالدين مسؤولان.

ومن جملة الحقوق الواردة في تربية الأبناء الحق المتعلق بالدنيا. فعلى الوالدين ان يزوجوا ابنتهم عندما ترغب بالزواج وكذلك ابنهم ان كانوا يقدرون على ذلك - وهذه من واجبات الوالدين الكبيرة. على الاهل اًن يلتفتوا إذا ارتكب ابنهم محرماً لعدم زواجه وكان الأب قادراً على تزويجه ولم يفعل. فانه مسؤول عن ذلك الابن مسؤول عن ذنبه والأهل شركاؤه في المعصية. وهذا حق قد عين للأبناء.

عادةً عندما تحصى الحقوق في الروايات أحد الحقوق هي تزويج الابنة والابن عندما يرغبون بذلك. وهذه من الواجبات الكبيرة ويجب ان يعمل بها. عليكم ان تلتفتوا عندما ترغب ابنتكم بالزواج لئلا تبقوها في البيت وان رغب ابنكم بالزواج وكنتم قادرين على تزويجه ولم تفعلوا فأنكم مسؤولون. وكذلك في تأمين المستقبل فإن للصبي والبنت حق على الوالدين. فإذا استطاع الأب ان يؤمن حياة (متوسطة)، لابنه فهذا من حق ابنه وعليه ان يفعل ذلك. وكذلك الفتاة فان لها الحق ان تأخذ من والديها لتؤمن مستقبلها ولقد احصيت هذه من الحقوق في الروايات وان هذا الحق عظيم جداً حيث اننا نقرأ في رواية انه مات رجل من الانصار وكان لديه اطفال صغار وقد أنفق ماله في سبيل الله (عز وجل) وكان يسأل أطفاله الناس ليساعدونهم. وعندما بلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) سأل: ماذا فعلتم بجنازته قالوا دفناها فأجاب: لو كنت اعلم ذلك لما دعيتكم تدفنونه في مقبرة المسلمين لقد فقد ماله وترك اطفاله يشحذون بين الناس(2).

فلينتبه الآباء والأمهات لتأمين مستقبل ابنائهم. وذلك في الحد الوسط ليلتفتوا إلى حياة الابن وزواج الابنة والابن (في الحد الوسط)، هذه أحد الحقوق اما الحقوق الأهم من هذه فهي الأخلاق.

من الحقوق المعدودة، تعليم الأخلاق الإنسانية للابن والبنت، فعليكم منذ اليوم الأول ان تنتبهوا لكيلا تبتلي ابنتكم بالحسد. فلو رأيتموها تتصرف مع اختها الصغيرة بحسد فامنعوها من ذلك. فلو رأيتم العجب والكبر والأنانية في هذا الطفل الصغير فعليكم أن تمنعوا ذلك. خاصة ان كنتم والعياذ بالله أنتم انفسكم متكبرين وأنانيين وحسودين فإن قانون الوراثة ينقل ذلك. وسيصبح الطفل ايضاً انانياً ومتكبراً وحسوداً وأخيراً فانه يجب ان تبعد هذه الصفات الرذيلة عن الطفل وان يعطى العاطفة (الكافية).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تفسير روح المبين، مجلد1، ص104، وكنز العمال خبر490.

2ـ قرب الاسناد، ص31، نقلا عن كتاب الطفل للفلسفي، مجلد 2، ص2.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.