المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



عبادة ونسك الإمام الجواد (عليه السلام)  
  
1314   03:11 مساءً   التاريخ: 2023-03-27
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص38-41
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام) /

كان الإمام الجواد ( عليه السّلام ) أعبد أهل زمانه ، وأشدهم حبّا للّه عزّ وجلّ وخوفا منه ، وأخلصهم في طاعته وعبادته ، شأنه شأن الأئمة الطاهرين من آبائه ( عليهم السّلام ) الذين عملوا كلّ ما يقرّبهم إلى اللّه زلفى .

ومن مظاهر عبادة الإمام الجواد ( عليه السّلام ) نشير إلى ما يلي :

1 - نوافله :

كان ( عليه السّلام ) كثير النوافل ، ويقول المؤرخون إنه : كان يصلّي ركعتين يقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة ، وسورة الاخلاص سبعين مرة[1]. وانه ( عليه السّلام ) إذا دخل شهر جديد يصلّي أول يوم منه ركعتين يقرأ في أول ركعة « الحمد » مرة ، و « قل هو اللّه أحد » لكل يوم إلى آخره - يعني ثلاثين مرة - .

وفي أول الركعة الأخرى « الحمد » و « انا أنزلناه » مثل ذلك ويتصدق بما يتسهل ، يشتري به سلامة ذلك الشهر كله[2].

وجاء في الرواية أنه صام أبو جعفر الثاني ( عليه السّلام ) لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب ، ويوم سبع وعشرين منه ، وصام معه جميع حشمه ، وأمرنا أن نصلّي بالصلاة التي هي اثنتي عشرة ركعة : تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة ، فإذا فرغت قرأت « الحمد » أربعا ، و « قل هو اللّه أحد » أربعا ، والمعوّذتين أربعا ، وقلت : « لا إله إلّا اللّه واللّه أكبر ، وسبحان اللّه ، والحمد للّه ، ولا حول ولا قوة إلّا باللّه العلي العظيم » أربعا ، « اللّه اللّه ربي لا اشرك به شيئا » أربعا ، « لا اشرك بربّي أحدا » أربعا[3].

2 - حجه :

وكان الإمام ( عليه السّلام ) كثير الحج ، وقد جاء في الرواية : « رأيت أبا جعفر الثاني ( عليه السّلام ) في سنة خمس عشرة ومائتين ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس ، وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط ، فلمّا كان الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسح بيده ثم مسح وجهه بيده ، ثم أتى المقام ، فصلّى خلفه ركعتين ثم خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم ، فالتزم البيت ، . . . ثم وقف عليه طويلا يدعو ، ثم خرج من باب الحناطين .

قال الراوي : فرأيته في سنة ( 219 ه ) ودّع البيت ليلا ، يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كل شوط ، فلمّا كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريبا من الركن اليماني وفوق الحجر المستطيل . . . ثم أتى الحجر فقبّله ومسحه وخرج إلى المقام فصلّى خلفه ثم مضى ولم يعد إلى البيت ، وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط وبعضهم ثمانية »[4].

3 - أذكار الإمام وأدعيته ومناجاته :

وهنا نورد بعضا من أذكار الإمام وأدعيته ومناجاته التي كان يناجي بها ربّه الأعلى كأحد مظاهر التسبيح والتمجيد في محراب عبادته للّه جلّ جلاله :

من أدعيته ( عليه السّلام ) في حال القنوت :

« اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة ، والآخر بلا آخرية محدودة ، أنشأتنا لا لعلّة اقتسارا ، واخترعتنا لا لحاجة اقتدارا ، وابتدعتنا بحكمتك اختيارا ، وبلوتنا بأمرك ونهيك اختبارا ، وايدتنا بالآلات ، ومنحتنا بالأدوات ، وكلّفتنا الطاقة ، وجشمتنا الطاعة ، فأمرت تخييرا ونهيت تحذيرا ، وخوّلت كثيرا ، وسألت يسيرا ، فعصي أمرك فحلمت ، وجهل قدرك فتكرّمت . . »[5].

من أدعيته إذا انصرف من الصلاة :

« رضيت باللّه ربّا ، وبالاسلام دينا ، وبالقرآن كتابا ، وبمحمد نبيا ، وبعليّ وليا ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والحجة بن الحسن بن علي ، أئمة .

اللهم وليّك الحجة فاحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، وامدد له في عمره ، واجعله القائم بأمرك ، المنتصر لدينك وأره ما يحبّ وتقرّبه عينه في نفسه وفي ذرّيته وأهله وماله وفي شيعته وفي عدوه ، وأرهم منه ما يحب وتقرّ به عينه ، واشف به صدورنا وصدور قوم مؤمنين »[6].

من دعائه ( عليه السّلام ) عند الصباح والمساء لقضاء الحوائج :

قال الراوي : كتبت إلى أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) أسأله ان يعلّمني دعاء ، فكتب اليّ :

« تقول إذا أصبحت وأمسيت : اللّه اللّه اللّه ، ربي الرحمن الرحيم ، لا اشرك به شيئا » .

وإن زدت على ذلك فهو خير ، ثم تدعو بما بدا لك في حاجتك ، فهو لكل شيء بإذن اللّه تعالى ، يفعل اللّه ما يشاء[7].

 

[1] حياة الإمام محمّد الجواد : 67 .

[2] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 220 .

[3] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 222 .

[4] حياة الإمام محمد الجواد : 68 .

[5] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 212 .

[6] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 214 - 215 .

[7] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 218 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.