أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
2461
التاريخ: 2023-09-27
1018
التاريخ: 2024-11-23
83
التاريخ: 21-4-2022
1629
|
لم يقتصر مكر وحيلة أحبار بني إسرائيل ورهبانهم على تحذير العامة من الإسلام كي يتلخص عملهم في تلبيس الحق بلباس الباطل وكتمانه، بل لقد أخذوا على عاتقهم ترغيب الجمهور بنحلتهم الباطلة وملتهم الكاسدة، وبغية تحقق ذلك فقد كانوا يُلبسون الباطل لباس الحق وبناء على ذلك، فبقطع النظر عن الكفر الشخصي وكتمان الحق، فإن انحراف رؤوس بني إسرائيل كان يشتمل على "التلبيس من ناحية، و"التسويل" من ناحية أخرى؛ أي كانوا يُلبسون الحق لباس الباطل كي لا يميل إليه أحد، ويزينون باطلهم بزي الحق كي لا يفرّ منه عامة بني إسرائيل.
وكما هو حال التلبيس، فإن للتسويل ظاهراً يخالف الباطن وهاتان الطبقتان المنافقتان والوجهان المذبذبان يكونان تارة بإبراز الباطل بصورة الحق، وتارة أخرى بإظهار الحق بهيئة الباطل وإن جهتهما المشتركة هي التزوير، والتدليس، والخداع والتحايل التي كانت تحيق بقادة بني إسرائيل وقد كشف القرآن الكريم النقاب عن هذا السرّ النفساني والدسيسة السياسية بقوله: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} [المائدة: 13] ؛ أي إنّهم دائمو الاختلاق للحيل الجديدة وسيتم إطلاعك باستمرار على ما استجد من خدعهم وحيلهم.
تنويه: النقطة التي لا ينبغي إغفالها هنا هي أن تلبيس الحق بزي الباطل هو غير خلط العمل الصالح بالعمل الطالح؛ وذلك لأنه في عملية خلط العملين يكون كل منهما منفصلاً عن الآخر وله حكمه الخاص وإنه يُستفاد من الآية {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [التوبة: 102] أن للبعض ذنوباً بمعزل عن الثواب والطاعة، وطاعة بمعزل عن المعصية، لا أن لهم عملاً ظاهره الصلاح وباطنه الطلاح؛ إذ أن مثل هذا العمل يكون طالحاً وكاسداً من الأساس.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|