أهمية تخزين الحبوب ومنتجاتها

The Importance of Storing Grains and Their Products

ان لتخزين الحبوب والمواد الغذائية اهمية اقتصادية في الوقت الحاضر، فالبلاد المنتجة للحبوب تصدر الفائض عن حاجتها للبلدان المحتاجة فلا بد من قيام المصدر والمستورد بخزن الحبوب أو المواد الغذائية الأخرى فترة من الزمن حتى يتم بيعها أو استهلاكها او توزيعها. كما توجد اسباب عديدة لخزن الحبوب والمواد الغذائية تختلف باختلاف المناطق والاغراض. فالفلاح لا بد له ان يخزن كمية اخرى لاستعمالها كبذور ( تقاوي ) للموسم القادم، والتاجر يخزنها في انتظار بيعها، والامم وخاصة الراقية منها تحاول خزن كميات كبيرة لمجابهة الازمات ولأغراض الاستهلاك والتجارة.

وقد كانت الحروب فيما سبق دافعا اساسيا لخزن كميات كبيرة من الحبوب خوفا من الحصار أو المجاعة التي سببت نكبات مشهورة في التاريخ، لذلك فان توفر الحبوب أو عدمه في مخازن الامبراطوريات الرومانية واليونانية وغيرها كان من اسباب قوة هذه الامبراطوريات او سقوطها.

وبما ان الجمهورية العراقية تعتبر منطقة انتاج للحبوب في نفس الوقت الذي تستورد فيه كميات كبيرة منها سنويا لسد النقص في انتاجها المحلي لذلك أصبح من الضروري تخزين المحصول المحلي داخل مناطق الانتاج في الريف حتى يتم التوزيع في مناطق الاستهلاك الرئيسية وهي المدن وكذلك تخزين الكميات المستوردة حتى يتم توزيعها داخل القطر. وتعتبر عملية الخزن للحبوب بصورة عامة من اهم العمليات المتممة والمكلفة في عمليات تسويق وتصنيع الحبوب. فعمليات الخزن غير الجيدة تسبب خسارات فادحة في الحبوب تصل احيانا الى أكثر من 50% في بعض الدول. وعليه يجب أن تتم عملية التخزين على الوجه الأكمل وبالطريقة الصحيحة كي لا يحدث ضرر للحبوب والمواد الغذائية المخزونة او تلف يقلل من قيمتها الغذائية، أو يجعلها غير صالحة أو حتى سامة احيانا للاستهلاك البشري أو الحيواني أو للتصنيع، أو يؤثر على درجة انباتها إذا كانت ستستعمل للتقاوي.

وبالرغم من اهتمام دول العالم الثالث بتطوير التنمية الزراعية في بلدانها ومنها تنمية انتاج الحبوب بالتركيز على تطوير العمليات الزراعية كاختيار البذور المحسنة واستعمال الاسمدة ومواد مكافحة الآفات الزراعية في الحقول حيث تصرف الكثير من الاموال والجهود بهدف زيادة غلة الوحدة الزراعية. الا اننا نلاحظ اهمالا واضحا للحفاظ على الانتاج بدءاً بفترة ما بعد الحصاد وحتى وصوله مائدة المستهلك او المعمل لغرض التصنيع. فهذه المرحلة الخاصة بخزن الحبوب لم تحظ بالاهتمام الواجب في معظم هذه البلدان. من هنا تكون خطط التنمية الزراعية مبتورة، فإذا زاد المحصول نتيجة لاستعمال الأصناف الجديدة ذات الإنتاج الوفير أو استعمال الاسمدة حدثت مشاكل كثيرة ادت الى تلف نسبة كبيرة منه لعدم وجود الامكانيات الخزنية المناسبة ولقلة المعرفة حتى بمبادئ خزن الحبوب الصحيحة ولكثرة تفشي آفات الخزن المختلفة.

وفي العراق قامت الحكومة في السنين الاخيرة بأنشاء مخازن حديثة في المحافظات المختلفة لغرض خزن الفائض من انتاجها أو خزن المستورد منها لحين تسويقه لأغراض الاستهلاك والصناعة.