نمو وتطور المحاصيل الخضرية Growth and development vegetable crops
المؤلف:
أ.د. محمد كردوش وأ.د. سهام بورق واخرون
المصدر:
مبادئ علم البستنة
الجزء والصفحة:
ص 222-226
2025-10-16
129
نمو وتطور المحاصيل الخضرية Growth and development vegetable crops
النمو هو عبارة عن التغيرات الكمية التي تطرأ على الكائن الحي وتؤدي إلى الزيادة في حجمه نتيجة زيادة عدد خلاياه وزيادة حجم هذه الخلايا وبالتالي زيادة الحجم الكلي للنبات وتجدر الإشارة إلى أن النمو يبدأ بشكل بطيء ثم لا يلبث أن يصبح بعدها معدل النمو سريعاً ثم يعود ليبطئ فيها النمو إلى أن يتوقف نهائياً.
أما التطور فهو عبارة عن التغيرات الكيفية التي تحدث في نقاط نمو النباتات والتي تؤدي في النهاية إلى ظهور الأعضاء التكاثرية والتي يعيد النبات بواسطتها دورة حياته وقد يحدث أن يتم النمو دون حدوث تطور كتحول القمة النامية للنبات من الحالة الخضرية إلى الحالة الزهرية دون أن يرافق ذلك زيادة في الحجم أي دون أن يحدث نمو.
تمر المحاصيل الخضرية خلال دورة حياتها بثلاثة أطوار متعاقبة وهي:
1- الطور البذري Seedling-stage:
يشمل المراحل الأولى من حياة النباتات، إذ يبدأ اعتباراً من البويضة المخصبة (الزيجوت) الناتجة من اتحاد النواة التناسلية الذكرية مع الخلية البيضية، وينتهي بظهور البادرات فوق سطح التربة. يتميز هذا الطور بأن عمليات النمو والتطور تتم فيه على حساب استخدام المدخرات الغذائية الموجودة في البذرة، ويقسم الطور البذري إلى ثلاث مراحل:
أ- المرحلة الجنينية: تبدأ من الإخصاب وتكوين الزيجوت ((Zygot وتنتهي بوصول البذرة إلى مرحلة النضج الشمعي. تتمايز في هذه المرحلة أجزاء الجنين المختلفة نتيجة الانقسامات الخلوية المتكررة للبويضة المخصبة، وتتميز هذه المرحلة بأن البذور (النباتات الصغيرة) تعتبر مقاومة للظروف البيئية غير المناسبة والتي تؤثر على طريق النبات الأم.
ب- مرحلة السكون: وتبدأ هذه المرحلة بنضج البذور وتنتهي بإنباتها، تتصف هذه المرحلة ببطء سير العمليات الحيوية وانخفاض نسبة الرطوبة في البذرة ويصبح الغلاف البذري قليل النفاذية للماء والغازات وتتوقف عمليات النمو. كما تتصف البذور في هذه المرحلة بقدرتها على تحمل الظروف البيئية غير الملائمة فمثلاً تستطيع بذور الخيار الاحتفاظ بحيويتها عند ارتفاع درجة الحرارة حتى 78ºم أو عند انخفاضها حتى - 273ºم.
هذا وقد يرجع السكون إما إلى الظروف البيئية غير الملائمة كعدم توفر الحرارة والرطوبة أو الأوكسجين اللازمة للإنبات وهذا ما يعرف بالسكون الخارجي أو لأسباب تتعلق بالبذرة وهو ما يعرف بالسكون الداخلي كعدم نفاذية الأغلفة البذرية للماء والغازات وفي هذه الحالة يفيد نقع البذور في بعض الأحماض (حمض الكبريت المركز) أو نقعها في ماء مغلي لمدة 30 – 60 دقيقة ومن ثم نقعها في ماء بارد لمدة 12 ساعة.
وقد يعود السكون الداخلي للمقاومة الميكانيكية لأغطية البذرة بحيث تمنع تمدد الجنين أو إلى سكون الجنين أو أحد أعضائه بالإضافة إلى وجود مواد كيميائية مانعة للإنبات حيث تؤثر هذه المواد على الإنزيمات وعلى نفاذية البروتوبلازم وعلى منع دخول الماء إلى البذرة. وتجدر الإشارة إلى أن مرحلة السكون قد تكون قصيرة وقد تطول لعدة سنوات (يختلف ذلك باختلاف النوع).
ج- مرحلة الإنبات: تبدأ هذه المرحلة عند توفر الظروف البيئية الضرورية لهذه العملية كارتفاع درجة الحرارة وتوفر الرطوبة المناسبة ووجود الأوكسجين الضروري لعملية التنفس.
تمتص البذور في هذه المرحلة كمية كبيرة من الماء وتزداد في الحجم مما ينتج عنه ازدياد نسبة تمزق الغلاف البذري وتنشط التفاعلات الكيميائية والبيوكيميائية ويزداد نشاط الإنزيمات في هضم الأغذية المختزنة وتتحول المواد الغذائية المعقدة إلى مركبات بسيطة ذوابة كتحول البروتينات إلى الأحماض الأمينية وتحول الدهون إلى الأحماض الدهنية والسكريات المتعددة إلى سكريات بسيطة.
هذا ويؤدي توفر المواد الغذائية بحالة سهلة الامتصاص إلى تنشيط جنين البذرة وتتميز هذه المرحلة بشدة نمو الجنين مما يؤدي إلى تمزق الغلاف البذري وظهور الجذير الذي ينمو بسرعة ويتضاعف في الحجم.
في هذه المرحلة لابد من توفر درجات حرارة مناسبة ويختلف ذلك تبعاً للنوع المزروع فلإنبات بذور الخس لابد من توفر حرارة تتراوح على الأقل ما بين 2 – 5ºم، والذرة الصفراء والفاصولياء ما بين 8 – 9ºم.
2- طور النمو الخضري Vegetative Growth:
يبدأ هذا الطور بتفتح الأوراق الفلقية وظهور الورقة الحقيقية الأولى ويتراوح عدد مراحل هذا الطور من مرحلة وحتى ثلاث مراحل ويختلف ذلك باختلاف المحصول المزروع.
أ - مرحلة تشكل السطح التمثيلي: تعتبر هذه المرحلة أولى مراحل الطور الخضري عند جميع محاصيل الخضر وتعتبر المرحلة الوحيدة من طور النمو الخضري بالنسبة للنباتات الحولية الورقية والحولية الثمرية.
في هذه المرحلة تجري عملية التمثيل الضوئي بشكل فعال وتستخدم نواتج عملية التمثيل الضوئي في بناء المجموع الجذري والمجموع الخضري. ويفضل في هذه المرحلة تهيئة الظروف التي تساعد على النمو الخضري وتؤخر أو تمنع انتقال النباتات لتشكيل الشماريخ الزهرية خاصة بالنسبة للخضار الحولية الورقية وللخضار ثنائية الحول التي تزرع من أجل الحصول على أعضائها الادخارية، وذلك لأن ظهور الأزهار أو الشماريخ الزهرية يؤثر على نوعية الأوراق وعلى قيمتها الغذائية كما يؤثر على تشكيل الأعضاء الادخارية.
أما بالنسبة للخضار الثمرية والبذرية فيجب تهيئة الظروف التي تساعد على دفع النبات للإزهار السريع وتشكيل الثمار.
ب- مرحلة توضع المدخرات الغذائية: تتميز النباتات في هذه المرحلة بتشكيل أعضاء لتخزين المواد الغذائية والتي يستخدم في بنائها كميات كبيرة من نواتج عملية التمثيل الضوئي لذلك يجب تهيئة الظروف التي تعمل على إيجاد توازن بين المواد الكربوهيدراتية التي يصنعها النبات بنتيجة عملية التمثيل الضوئي من جهة وبين المواد التي يستخدمها في تكوين البروتوبلازم والتنفس من جهة أخرى بحيث لا تستهلك كل المواد الكربوهيدراتية في تكوين الساق والأوراق وإنما لتتوضع أيضاً في الأعضاء الادخارية.
هذا وتعتبر هذه المرحلة مميزة للنباتات ثنائية الحول والمعمرة والتي تشكل جذوراً متضخمة أو أوراقاً خازنة وأبصالاً أو درنات وكذلك بالنسبة لبعض النباتات الحولية التي تشكل جذوراً متضخمة (فجل) أو رؤوساً (خس ملفوفي) أو أوراقاً خازنة (الخس).
ج- مرحلة السكون: تعتبر مرحلة السكون مميزة للنباتات ثنائية الحول والمعمرة، إذ تدخل النباتات في هذه المرحلة بعد توضع المدخرات في أعضائها التخزينية، بينما لا تتميز الخضار الحولية بوجود هذه المرحلة في دورة حياتها لأنها تنتقل مباشرة بعد اكتمال نموها أو توضع المدخرات الغذائية في براعمها الزهرية أو رؤوسها أو جذورها إلى الطور التكاثري، في هذه المرحلة تتوقف عمليات النمو وتموت أوراق وجذور النباتات ثنائية الحول وتبطء عملية الاستقلاب الغذائي ونقل العصارة بشكل كبير. هذا ويختلف طول السكون تبعاً للنوع والصنف المزروع فقد تكون مرحلة السكون قصيرة لدى أصناف الملفوف المبكرة بالنضج والجزر والشوندر وتكون أطول من ذلك لدى أصناف الملفوف المتأخرة بالنضج ولدى البطاطا.
3- الطور التكاثري Reproductive growth
يعتبر هذا الطور هاماً ومميزاً للنباتات التي تستعمل ثمارها وبذورها في التغذية. وتجدر الإشارة إلى أن تحديد هذا الطور يختلف تبعاً للخواص البيولوجية للنوع المزروع فبعض النباتات لا تبدأ بتشكيل الأزهار إلا بعد أن تنتهي من الطور الخضري كما في السلق، السبانخ، البقدونس، الملفوف، الجزر، اللفت، أي أن الطور التكاثري عند هذه النباتات مستقل عن الطور الخضري في حين لا يمكن اعتبار الطور التكاثري طورا "مستقلا" عن الطور الخضري لدى بعض النباتات التي تستعمل ثمارها في التغذية كالفاصولياء، البازلاء، الفول، الخيار، الكوسا، البطيخ الأحمر والأصفر والفليفلة والبندورة والباذنجان وغيرها. إذ تنمو هذه النباتات نمواً خضرياً في البداية ثم تبدأ بتشكيل الأزهار ثم يستمر النمو الخضري والثمري جنباً إلى جنب حتى نهاية دورة الحياة، هذا ويقسم هذا الطور إلى ثلاث مراحل:
أ- مرحلة التبرعم: تتشكل في هذه المرحلة البراعم وحوامل النورات الزهرية (الشماريخ الزهرية).
ب- مرحلة الإزهار: وتبدأ بنضج حبوب اللقاح وعندما تصبح المياسم مستعدة لاستقبال حبوب اللقاح وتنتهي بالتلقيح والإخصاب وتكوين الزيجوت.
ج- مرحلة حمل الثمار: يتم في هذه المرحلة تكوين الثمار ونضجها ومن ثم نضج البذور.
وتجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأخيرة من الطور التكاثري تعتبر هي المرحلة الأولى من الطور البذري في نفس الوقت.
هذا وللانتقال من أحد أطوار النمو إلى الطور الآخر لابد من توفر بعض الظروف البيئية المناسبة، فمثلاً لكي تنتقل النباتات المتحملة للبرودة (ملفوف عادي، خضار جذرية) من طور النمو الخضري إلى الطور التكاثري، لابد من أن تتعرض لدرجات حرارة منخفضة 1 – 5ºم حيث تساعد الحرارة المنخفضة على تهيئة هذه النباتات للإزهار وعلى العكس من ذلك فالنباتات المحبة للحرارة (خيار، كوسا، بندورة، فليفله) يجب أن تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة 20 – 30ºم لكي تزهر.
الاكثر قراءة في مواضيع متنوعة عن المحاصيل
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة