أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2016
4976
التاريخ: 12-10-2014
2213
التاريخ: 3-12-2015
16401
التاريخ: 2023-03-25
1217
|
لا يقتصر وفاء الله عزّ وجلّ بعهده على مقدار ما يأتي به المرء من عمل صالح أو ما يبدر منه من وفاء، بل إنّه تعالى يُثيب على ذلك بخير منه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} [النمل: 89] ، أو أكثر من ذلك حتى يصل الأمر إلى عشرة أضعافَ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] أو سبعمائة ضعف: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} [البقرة: 261] ، وفي ذيل الآية الأخيرة يقول تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 261] حيث إذا كانت المضاعفة بمعنى الصيرورة ضعفين كان المقصود أنه جل شأنه يعطي البعض ألفاً وأربعمائة ضعف من الثواب، وإذا أريد منها مطلق الإضافة، كان المراد أن جزاء البعض يتجاوز مقدار سبعمائة ضعف.
ولعله يُراد أيضاً من الجملة الأخيرة لهذه الآية: {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247] أن الثواب الإلهي خارج عن قيود الإحصاء والأرقام، وأنّه لا يعلم أحد كيف وكم يعطي الله سبحانه وتعالى من الثواب للإنسان المحسن. فمن الممكن أن يهب الله إنساناً، جراء عمله الصالح، ولداً عالماً صالحاً حيث تكون قيمته أفضل من الدنيا وما فيها.
على أية حال، فإن إبرام العهد مع الرب الكريم، الواسع، العليم، في صالح الإنسان؛ وذلك لأنه جل وعلا يفي بعهده ويثيب العبد على عمله من دافع كرمه وسخائه، وليس بحسب المقاييس التجارية. من هذا المنطلق فإنه يعبر عن "الحسنة" بهذا التعبير، والحال أنه يقول بخصوص "السيئة": {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40] لا أكثر من ذلك، بل ومن الممكن أن يُقال: إن جملة {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} هي وعد وليست وعيداً، بالبيان التالي: وهو أن المراد من الجملة المذكورة هو أن المعاقبة على فعل السيئة هي سيئة بحد ذاتها وقبيحة ولا يبدر من الله سبحانه مثل ذلك؛ أي أنه لا يعاقب، ومن المسلم أن يكون التعاهد مع الله - الذي من الممكن أن يتجاوز عن جميع معاصي المرء - هو تجارة وافرة الربح.
تنويه: إذا قيس العقاب الإلهي بوصف عدل الله، فهو حسن وجميل، وإذا قورن بوصف عفو الله، وكان للمخاطب الله حق الدلال عليه، بحيث أصبح مشمولاً بعبارة "مُدلاً عليك"(1)، وكان بمستطاعه القول: "إلهي! إنْ أخذتني بجرمي أخذتُك بعفوك"(2)، فإنّه في مثل هذا المقام، لا يكون المحمود والممدوح نسبياً.
________________________
(1) البلد الأمين، ص۱۹۳؛ ومفاتيح الجنان، دعاء الافتتاح.
(2) إقبال الأعمال، ص۱۹۸؛ ومفاتيح الجنان، المناجاة الشعبانية.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
بالتعاون مع العتبة العباسية مهرجان الشهادة الرابع عشر يشهد انعقاد مؤتمر العشائر في واسط
|
|
|