أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
2420
التاريخ: 2024-06-10
705
التاريخ: 2024-05-18
751
التاريخ: 2023-09-22
1109
|
قال تعالى : {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك : 1، 2]
إنّ حياة الإنسان محدودة على أيّة حال، والموت يرافق كل حياة، وأوّل سؤال يُطرح هنا هو : ما هي الغاية من الحياة والموت؟
وقد تحدّث القرآن المجيد في الآية من آيات البحث عن هذا الأمر فقال :
{تَبَارَكَ الَّذى بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ* الَّذِى خلَقَ المَوْتَ والحَيَاتَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ العَزيزُ الغَفُورُ}.
فالقرآن هنا يبيّن أولًا أنّ خلق الموت والحياة هما من دلائل قدرته الواسعة، ثم يضيف إلى ذلك : إنّ الهدف من هذا الخلق هو امتحان لأحسنِ الأعمال .. امتحان يهدف إلى تربية البشر وهدايتهم إلى منزلة القرب الإلهي.
ويستفاد من هذه الآية عدّة امور :
أولًا : إنّ الموت والحياة كلاهما مخلوقان، فإذا كان الموت بمعنى الفناء والعدم المطلق فإنّ كونه مخلوقاً سوف لا يكون ذا معنىً، والسبب في ذلك هو أنّ الموت عبارة عن الانتقال من عالم إلى عالم آخر، لذا فهو أمرٌ وجوديٌ وبالإمكان خلقه.
ثانياً : إنّ ذِكْرَ الموت قبل الحياة إمّا أن يكون للدلالة على موت الدنيا وحياة عالم الآخرة، وإمّا أن يكون للدلالة على المرحلة التي كان فيها الإنسان تراباً، فتعتبر الحياة بمعنى الخلق من التراب، وإمّا أن يدلّ على كليهما معاً.
ثالثاً : قد عُرِّفت الدنيا بأنّها ساحة اختبار .. ساحةٌ لانتخاب «أفضل الأفراد من حيث العمل»، ومن البديهي أنَّ شهادة النجاح في هذا الامتحان تُمنَح في الدار الآخرة.
رابعاً : إنّ المقياس الذي يعيّن قيمة الإنسان لدى اللَّه تعالى هو العمل الصالح، ومن البديهي أيضاً أنّ الأعمال الصالحة تنبع من العقائد المخلصة والقلب المؤمن والنّية الخالصة، وذلك لأنّ العمل يكون دائماً انعكاساً لهذه الامور.
ومن المحتمل أن يكون هذا هو دليل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله عند تفسير جملة {أَحْسَنُ عَمَلًا} في أحد الأحاديث المروية عنه، قال صلى الله عليه و آله في تفسيرها : «أتَمُّكُمْ عَقْلًا وَأشَدُّكُمْ للَّهِ خَوْفاً وَأَحْسَنُكُمْ فيَما أمَرَ اللَّهُ بِهِ وَنَهى عَنْهُ نَظَراً، وَإنْ كَانَ أقَلُّكُمْ تَطَوُّعاً» «1».
فمن هنا يتضح أَنّ التفسيرات المختلفة التي فُسِّرت بها «أحْسَنُ عَمَلًا» مثل : تفسيرها بالأعمال الخالصة أو الأكثر عقلًا أو الأكثر زهداً أو الأكثر ذِكراً للموت أو الأكثر تأهّباً لسفر الآخرة، يتضح أنّها مترابطة مع بعضها البعض، ولا تعتبر تفسيرات مختلفة، وذلك لأنّ هذه التفسيرات كالسيقان والأوراق والجذور والجذع والفواكه للشجرة الواحدة.
خامساً : إنّ القيمة الواقعية تختصّ ب «جوهر الأعمال» لا ب «كمِّها وحجمها»، فرُبَّ عملٍ صغيرٍ ذِي كيفية عالية من جهة الإخلاص والإيمان والمعرفة فاقَ أعمالًا كثيرة، لذا جاء في احدى الروايات عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير أنّه «أحْسَنُ عَمَلًا» قال : «لَيْس يَعْني أكثَرُ عَمَلًا وَلكِنْ أصْوَبُكُمْ عَمَلًا» «2».
سادساً : إنّ الأفعال الإلهيّة هادفة ويصطلح عليها بأنّها «معللة بالاغراض»، على خلاف مايراه المغفَّلون من أنّ أفعال اللَّه غير هادفة.
سابعاً : ومن أجل احتمال أن يشعر الإنسان بالوحدة والعجز في ساحة الاختبار العظيمة، أو أن يُهيمن عليه اليأس بسبب العثرات وصف اللَّه نفسه في ذيل الآية بالعزيز الغفور وذلك للقضاء على هذه المخاوف، فالآية تقول للإنسان : إنّك لست وحيداً، فلا تخف من رهبة الاختبار، وليكن قلبك مع اللَّه، فإنّ عثرت فالجأْ إلى عفو اللَّه وغفرانه.
________________________
(1) تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 322.
(2) اصول الكافي، ج 2، ص 16، (باب الإخلاص) ح 4.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|