أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-23
![]()
التاريخ: 2025-01-16
![]()
التاريخ: 2025-01-15
![]()
التاريخ: 9-7-2021
![]() |
هناك عوامل عديدة تساعد على ارتكاب الغيبة وقد ذكر أهل المعقول أسباباً عديدة بالإضافة إلى الغضب والحقد والحسد.
منها:
(السخرية والاستهزاء): وهي من رذائل القوة الغضبيّة كما يقول علماء الأخلاق إذ يقوم الفرد بمحاكاة أقوال النّاس أو أفعالهم أو صفاتهم أو خلقهم قوةً وفعلاً أو إيماءً وإشارةً على وجه يضحك منه الآخرين، وباعثه العداوة أو التكبّر واستصغار المستهزئ به عادّة.
ومنها:
(اللعب والهزل): وهو من رذائل القوة الشهويّة فيذكر غيره بما يضحك الناس على سبيل المحاكاة والتعجّب لتمضية الوقت بالضحك نتيجة عطله وفراغه وما شابه ومن هنا اختلف هذا السبب عن الأول إذ إنّ الأوّل باعثه العداوة أو التكبّر عادة أمّا الثاني فباعثه الشهوة عادة.
ومنها:
(إرادة الافتخار والمباهاة): ومنشأ هذا العامل من التكبّر أو الحسد في أغلب الأحيان إذ يشعر بأنّه أفضل من الآخرين فيبدأ بانتقاصهم وذكر عيوبهم حتّى يشعر الناس بأنّه ليس فيه هذا العيب وما شابه. مثلاً التاجر الفلانيّ إذا ذكر أمامه أحد التجار فيقول: إنّه لا يعلم شيئاً ويريد بذلك أن يرفع نفسه وينتقص من الاخر.
ومنها:
(إشراك الاخرين في القبائح المنسوبة إليه): فإذا كان شخص يتّصف بشيء قبيح فتراه يحاول إشراك الآخرين بهذه القبائح دون أن يرفع نفسه عنها ومنشأ ذلك - عادة - صغر النفس وخبثها.
ومنها:
(المجاملة في الصحبة): إذ إنّ بعض الأفراد لا يريد أن يفقد بعض الأصدقاء فيحبّ مرافقتهم والتحدّث معهم دائماً وإذا لم يجد حديثاً ما يبدأ بذكر عيوب الناس ومساوئهم ظنّاً منه أنّه مجاملة في الصحبة، أو موافقة لأصحابه فإنّهم إذا كانوا مشغولين بذكر الأعراض فيرى أنّه لو أنكر أو قطع المجلس استثقلوه ونفروا عنه فلذا يبدأ يساعدهم ويرى ذلك من حسن المعاشرة.
ومنها:
أن يستشعر من رجل أنّه سيذكر مساوئه، أو يقبح جاله عند محتشم، أو يشهد عليه بشهادة، فيبادره قبل ذلك بإظهار عداوته، أو تقبيح حاله، ليسقط أثر كلامه وشهادته.
وقد ذكروا أيضاً للغيبة بواعث أخرى منها الرحمة والتعجّب والغضب لله تعالى فإذا ترحّم شخص على آخر معلول وذكر اسمه فهو غيبة أو يتعجّب من صدور المنكر الخفيّ من إنسان ما عند جماعة أو يغضب منه وإن كان غضبه لله تعالى وأظهره للغير بحجة إظهار المنكر وقد روي:
«إن ّرجلاً مر على قوم في عصر النبي (صلى الله عليه وآله) فلما جاوزهم قال رجل منهم: إنّي أبغض هذا الرجل لله، فقال القوم: والله لبئس ما قلتَ! وإنّا نخبره بذلك، فأخبروه به، فأتى الرجل رسول (صلى الله عليه وآله) وحكى له ما قال، وسأله أن يدعوه. فدعاه، وسأله عمّا قال في حقّه، فقال: نعم! قد قلتُ ذلك. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ولِمَ تبغضه؟ فقال: أنا جاره وأنا به خبير، والله ما رأيته يصلّي صلاة قط إلا هذه المكتوبة! فقال: يا رسول الله، فاسأله هل رآني أخّرتها عن وقتها أو أسأت الوضوء لها والركوع والسجود؟ فسأله، فقال: لا! فقال: والله ما رأيته يصوم شهراً قطّ إلاً هذا الشهر الذي يصومه كلّ برّ وفاجر! قال: فاسأله يا رسول الله هل رآني أفطرت فيه أو نقصت من حقه شيئاً؟
فسأله، فقال: لا! فقال: والله ما رأيته يعطي سائلاً قطّ ولا مسكيناً، ولا رأيته يُنفق من ماله شيئاً في سبيل الخير إلا هذه الزكاة التي يؤدّيها البرّ والفاجر! قال: فاسأله هل رآني نقصت منها شيئاً أو ماكست فيها طالبها الذي يسألها؟ فسأله، فقال: لا!
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للرجل: قم، فلعلّه خير منك» (1).
وقد جمع ما ذكرناه من أسباب الغيبة [الآتي]: «وأصل الغيبة تتنوع بعشرة أنواع: شفاء غيظ، ومساعدة قوم، وتهمة، وتصديق خبر بلا كشفه، وسوء ظنّ، وحسد، وسخرية، وتعجّب، وتبرّم، وتزيّن، فإذا أردت السلامة فاذكر الخالق لا المخلوق، فيصير لك مكان الغيبة عبرة، ومكان الإثم ثواب» (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جامع السعادات: ج 2، ص 301.
(2) البحار: ج72، ص 257، باب 66، ح48، ط ـ بيروت.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|