المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

اختيار نوع الحبر
17-3-2020
الاحتياجات البيئية لزهرة الشمس (عباد الشمس) Environmental requirements
13-11-2019
تعريف الغنَّة
2023-12-26
علة الامامة من نسل النبي
28-7-2016
قوة الموضوع للنص القانوني
2024-03-24
التعريف بعدد من الكتب / نهج البلاغة.
2023-05-18


العلل والعوامل لنشوء صفة الخداع عند الاطفال  
  
1034   10:11 صباحاً   التاريخ: 2023-02-20
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص208 ــ 212
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

في طريق اصلاح وضع الأطفال الذين ابتلوا بهذه الصفة. حيث يجب ان نرى ما هي العوامل والعلل التي سببت في ظهور هذه الصفة؟ وحل المشكلة. وعلاجها يبدأ من هذا الطريق. وهنا يجب ان نسلط الاضواء على علل كثيرة منها:

1ـ العوامل الاجتماعية: في نطاق العوامل الاجتماعية نشير إلى الامور التالية.

- ان أحد الموارد التي تكون عاملاً لان يتعلم الطفل الحيلة هو القدوة العائلية. أي من الوالدين والمربين فبإمكان الطفل ان يتعلّم بعض حيله من امه وأبيه أو من بقية افراد عائلته.

- التعلم من معلمه ومدرسه أو من الذين يتولون أمر تربيته.

- أحياناً تكون هذه الحالة تقليدية من اصدقاء ومن يعاشرهم الطفل في المجتمع الذي يعيش فيه.

- أحياناً من لعبة غير مناسبة تكون درساً سيئاً للطفل فمثلاً أحياناً يقوم أحد الاشخاص بتقديم قطعة حلوى للطفل وفي الوقت الذي يقوم الطفل بمد يده لأخذ تلك القطعة فإن ذلك الشخص يضعها في فمه.

- الوعود الكاذبة للوالدين وعدم الوفاء بالوعود التي يواعدون بها طفلهما.

- وجود الامور الغير طبيعية والظروف المعيشية السيئة التي تلجأ الطفل بصورة لا ارادية إلى الاساليب الاغوائية.

- وعلى العموم يجب ان لا ننسى بأن الأطفال يتعلمون الخداع من الكبار. فعين واذن وذهن الطفل مفتوحة كالأبواب لتستقبل ما يصدر من الآخرين، فالذي يسمعه الطفل ويراه يود ان يختبره فبالإمكان ان يكون لعبادات الاب المرائي والام المرائية حيث يعتبر الأب نموذجاً للتقوى والام نموذجاً للعفة تعطي للطفل درساً في الحيلة والمكر. وفي كل الأحيان يكون هذا الاحتمال وارداً بأن اعمالنا تمثل درساً سيئاً للطفل حيث نفتح الباب امامه ليكون محتالاً ومكاراً.

2ـ العوامل العاطفية: ان خداع الأطفال في بعض الاحيان ذو منشأ وجذور عاطفية، مثلاً:

- يكون الاحتيال أحياناً لغرض تسخير القلوب وجذب الآخرين لأطاعته. وفي ظل ذلك يستطيع تأمين ما يريد.

- الاضطرابات والشعور بعدم الامن من العوامل التي توجد الارضية للخداع والمكر عند الاطفال.

- الشهوة والقلق الناجم عنها تكون من الاسباب المساعدة في نشوء الخدعة والاحتيال، حيث بهذه الواسطة يرغب ان يكون بعيداً عن الشر والصدمات والعقوبة.

- أحياناً تنبع من الحسد ولغرض تنبيه المحسود ولأجل خداع الوالدين ليتوجهوا إلى ملاطفته.

- وأحياناً يكون هذا الامر من أجل الاساءة للآخرين وقد خطط لإيقاع شخص في شباكه فيتجنب الغضب والعصبية ويتوسل بالحيلة والمكر من أجل تنفيذ ما يريد.

3ـ العوامل النفسية: أحياناً يكون للخداع جذور نفسية وهنا موارد عديدة في هذا الباب نذكر منها:

- التعلّق الشديد باللذائذ المادية والذي يجعل الافراد يتوسلون بهذه الصفة بسبب خوفهم وحرصهم على ذلك.

- التبريرات والاساليب التي يتوسل بها من شأنها ان تثبت هذه الصفة لديه.

- اعتبار آرائه ونظراته واعتقاداته صائبة حول أحد الامور.

- حب التسلط على الآخرين المقرون بطريقة واسلوب حياته اليومية.

- في بعض الاحيان يعتبر عمله هذا بمثابة ذكاء وحذاقة وعلى هذا الأساس فإنه يريد ان يعرض فنه على الآخرين.

- الاحساس بالضعف وعدم الكفاية تجعله يتمسك بضرورة اغواء الآخرين والاحتيال عليهم من أجل جبران ما يعاني منه.

- طلب الجاه والمقام والمكانة أو تثبيتها عند الطفل وبالأخص بالنسبة للعلاقات.

- الرغبة في الوصول إلى هدف عن طريق غير طبيعي. أو انه لا يستطيع ان يستفيد من ذلك الطريق.

- وكذلك الحاجة إلى كسب الامتيازات والرغبة في الفوز والنجاح في الحياة اليومية.

4ـ العوامل الانضباطية: احياناً يلجأ الأطفال إلى الخداع والحيلة وذلك للتخلص من العقوبة. فاذا ما ارادوا التخلص من العقاب أو التوبيخ فإنهم يتوسلون بهذه الصفة. أو لغرض رفع الحرمان والآلام التي يعانون منها ولكي يبعدون شبح النظام والانضباط الشديد عن اعينهم.

ان البعض من الوالدين والمربين من الافراد الاشداء والذين يتميزون بالخشونة والشدة، فتكون مقرراتهم وتوصياتهم صعبة وغير قابلة للتحمل، فهؤلاء في وضع حتى إذا ما انجزوا اعمالهم بصورة صحيحة فإنهم لا يأمنون العقوبة فيضطرون إلى اللجوء إلى الحيلة والمراوغة للخلاص من ذلك.

أحيانا فان الطفل وبسبب احساسه بالحرمان من المحبة أو انه يقع في معرض التحقير والقياس الغير منصف، يرغب القيام بعمل ولكن التضاد والتعارض المتأصل في شخصيته يمنعه من ذلك. يريد ان يوضح علل سلوكه ولكنه يخاف من التوبيخ والعقوبة، وفي النتيجة فإنه يتوسل بالحيلة والخداع.

5ـ العلل التربوية الأخلاقية: للخداع عند الأطفال احياناً علل وجذور ثقافية وتربوية واخلاقية والموارد التي نود ذكرها في هذا المجال كثيرة، ومن جملتها:

- الاوضاع والظروف الدراسية للطفل، فبسبب ضعفه ولغرض تبرير درجاته الضعيفة يتوسل بهذا الاسلوب.

- حفظ ماء وجهه وحيثيته الاجتماعية يجبره على التوسل بالأساليب الملتوية.

- أحيانا يعيش الطفل في بيئة ملوثة. وقد تعلم بأن الحيلة والمكر من الاساليب التي تضمن له الموفقية في حياته.

- أحياناً يقوم الوالدين بالاحتيال على الطفل حيث يكون عملهم هذا بمثابة درس سيء لطفلهم. فمثلاً يقولون له: هيا لنذهب للنزهة أو ضيافة أحد، فيأخذوه بدلاً من ذلك إلى الطبيب ليزرق له ابرة.

- أحياناً يحس بأنه إذا لم يغش في الامتحان فإنه سوف يتعرض إلى عقوبة لا تطاق.

- في كثير من الاحيان يكون للآداب والسلوك الأخلاقي التي تكون في الواقع طريقا للخداع مثل ذكر عبارات (انا مخلص لك) وغيرها والتي يعتبرها الطفل كذبا. آثاراً على لجوء الطفل كمقلد إلى الخداع محتذياً بمن يستفيد كذباً من هذه الاصطلاحات.

6ـ العلل الاخرى: وهناك عوامل وعلل اخرى نذكرها في هذا السياق:

- الهرب من التوبيخ والسخرية والاستهزاء والمقايسة بالأخرين والتي تسبب آلاماً وزجراً للطفل.

- الحصول على الغذاء أو المال أو الثروة والجاه والتي تعتبر من الامور التي يرغب بها الطفل.

- يريد اظهار نفسه بالطهارة من الذنوب والزلل.

- جلب الانظار من خلال عرض فنه أو امراً فيه ابداع أو اختراع.

- اغفال الاخرين أو اسقاطهم في مواطن الخطأ اثناء جلوسه لمشاهدة احدى الحوادث.

- الذكاء القوي ومحاولة اختبار ذلك الذكاء لكي يرى هل له لياقة وقابلية ذلك. أو إلى اي حد يتمتع بالذكاء؟ 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.