المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

المبيدات الفطرية وتقسيماتها
10-12-2015
فيروس شفافية عروق الخبيزة MALVA VEIN - CLEARING VIRUS
24-6-2018
سلمان المحمدي
12-8-2020
الشعور بالنقص
26-7-2016
مجالات دراسة الحالة
17-3-2022
التجهيز اللوجستي في التقرير الميداني
27-7-2021


الظروف التي تحيط بالأب وتجعله عصبي المزاج دائما وكيفية تفادي هذه الظروف؟!!  
  
2340   12:58 صباحاً   التاريخ: 21-10-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص79ـ80
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2022 1747
التاريخ: 2024-05-19 706
التاريخ: 20-2-2022 1715
التاريخ: 14-8-2021 2718

هناك العديد من الظروف التي تحيط بالأب وتجعله عصبي المزاج دائما منها الظرف العائلي السيء أو الظرف الاقتصادي والأزمات المالية وظروف المرض وظروف الخسارة إذا كان يعمل في الحقل التجاري وما شابه من الظروف الحياتية الصعبة ولكن هذه الظروف غير ملزمة بشكل مستمر فان الدنيا فيها العسر واليسر ومع هذا فيجب على الأب أن يقتطع من وقته شيئا لأولاده وأن يتفادى هذه الظروف السيئة بحكم خبرته وحنكته وحكمته في الحياة وألا يجعلها تؤثر سلبا على علاقته بأولاده ليترك الحبل على الغارب لأولاده دون حسيب أو رقيب بحجة الظروف دون استخدام منطق العقل والتروي فذخيرة الإنسان حينما يكبر أولاده وبناته فالبنت سفيرة أبيها وأسرتها في بيت زوجها تسطر ما تعلمته دائما في بيت أهلها مقياسا مهما تعود له في كل تصرف مع زوجها وأسرتها الجديدة وأطفالها.

والشاب إذا وجد أباه غارقا في أمواله وظروفه فسينشأ جدار بين الأب وابنه حينها سيذهب الابن إلى أصدقائه لحل مشاكله ونظرا لغضة خبرتهم وقلتها فقد تقوده هذه الآراء الغضة إلى حل الخطأ بالخطأ وعلاج الخطيئة بأمر منها. كما أن الابن يجب أن يجد الصدر الرحب عندما يفاتح والده أو أسرته بمشكلة قد يكون هو سببها لا أن يصب على رأسه الويل والثبور على سياق المثل القائل (يخلق من الحبة كبة) على رأس ذلك المسكين الذي قد يلجأ إلى أولاد السوء أو قليلي الخبرة لحل مشاكله بمشكلة أخرى وليس علاجها علاجا جذريا. فمثلا لو أخذنا أبوين قام أحدهما بجعل أولاده يتركون المدرسة ليقوموا بمهمة البيع والشراء في دكانه ليكبر بعد ذلك متجره ويزداد دخله وثروته وأب آخر ترك لأولاده المجال في مواصلة الدراسة وتحمل هو أكبر العبء في التعب والإرهاق في محله ومتجره وبقيت ثروته تراوح في مكانها إلى أن أكمل الأولاد دراستهم ووصلوا إلى مراحل متفوقة فمن يكون اكثر ثروة عندئذ؟ سيكون الأب الذي توصل أولاده إلى مراحل متفوقة في الدراسة مع قلة ثروته ودنانيره أما الأب الذي لم يكمل أولاده دراستهم سيكون أقل ثراه لأن أولاده لم ينالوا نصيبهم من العلم وبقوا لا يعرفون التصرفات السليمة وأقل هفوة تهبط قيمة ثروتهم وتجعلهم على البساط لا هم استغلوا العلم والمعرفة ولا هم حافظوا على الثروة بينما الأب الذي توصل أولاده إلى مستوى رفع من العلم والمعرفة فسيبقى يحمل هو وأولاده كنزا لا ينضب من الثروة أينما كانوا.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.