المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



تربية الشهوات.  
  
1715   10:29 صباحاً   التاريخ: 25/12/2022
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق.
الكتاب أو المصدر : أخلاقنا الإسلاميّة (دروس في المفاهيم الأخلاقيّة)
الجزء والصفحة : ص 109 ـ 118.
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / العفة والورع و التقوى /

أهداف الدرس:

على المتعلّم مع نهاية هذا الدرس أن:

1- يتعرّف إلى المعنى المُراد من الشهوات.

2- يعرف نظرة الإسلام إلى الشهوات.

3- يدرك أسباب الانجرار وراء الشهوات.

4- يتعرّف إلى طرق تربية الشهوات وترشيدها.

ما المقصود من الشهوات؟

الشهوة لغة رغبة النفس واشتياقها إلى شيْء: "شَهِيَ الشيءَ وشَهاه يَشْهاه شَهْوَةً واشْتَهاه وتَشَهّاه: أَحَبَّه ورَغِب فيه" (1).

والمعنى الاصطلاحيّ للشهوات لا يختصّ بالشهوة الجنسيّة بل يشمل كافة الميول واللذات والرغبات النفسيّة، كحبّ المال، والذهب، والفضّة، والطعام، والشراب، والنوم والراحة.

 والقرآن الكريم نراه قد استعمل "الشهوة" بالمعنى العامّ، وهو ميل النفس والسعي إلى إشباع ذلك الميل. وجمع في آية واحدة أحبّ شهوات الأرض إلى نفس الإنسان: النساء، والبنين، والأموال المكدّسة، والخيل، والأرض المخصّبة، والأنعام، كما في قوله سبحانه: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14].

من هنا فإنَّ المعنى المراد من الشهوة أعمّ من طلب اللذة الجنسيّة، وهو يشمل الميول الأخرى للنفس، كشهوة البطن، والمال، كما أشارت الآية الكريمة السابقة وعدّدت ستة من متاع الدنيا وهي: المرأة، والولد، والمال، والخيول الأصيلة، والمواشي والإبل، والزراعة، وهي أركان الحياة المادّية.

نظرة الإسلام إلى الشهوات:

إنّ الشهوة لا تشكّل عيباً يُعاب الإنسان به. وذلك أنّ الشهوة هي سنّة خلقية تلازم الإنسان في حياته. إنّما المشكلة تكمن في الانجرار وراء هذه الشهوات، وإخراجها عن حدّ الاعتدال فالاستغراق في شهوات الدنيا، ورغبات النفوس، ودوافع الميول الغرائزية, وعدم التوازن فيها هو الذي يشغل القلب عن التبصّر والاعتبار، ويُشكّل حاجباً على البصيرة الإيمانية، ويدفع بالإنسان إلى الغرق في لجة اللذائذ القريبة المحسوسة، ويحجب عنه ما هو أرفع وأعلى، ويعطّل الحسّ وأدوات الإنسان المعرفيّة، فيحرمه متعة التطلّع إلى ما وراء اللذة القريبة، ومتعة الاهتمامات الكبيرة اللائقة بدور الإنسان العظيم في هذه الأرض، الذي عرّفه الله تعالى أنّه خليفة الله في أرضه.

من هنا دعت الشريعة الإسلامية إلى الاعتدال والوسطية في التعامل مع الشهوات، فنهت عن إطلاقها وتحررّها بصورة كاملة، كما منعت كبتها وتدميرها. فالإسلام يدعو إلى ضبط الشهوات وتنظيمها واعتدالها، وإلى تقوية روح التسامي في الإنسان والتطلّع إلى ما هو أعلى.

ونستطيع أن نستخلص نظرة الإسلام إلى الشهوات من خلال النقاط الآتية:

1ـ يمتاز الإسلام بمراعاته للشهوات والغرائز البشرية والقبول بواقعها، ومحاولة تهذيبها ورفعها، لا كبتها وقمعها.

2ـ حرَّم الإسلامُ الرهبانيةَ، لأنها تخالف التكوين والصناعة الإنسانية، وتصادم السنن الإلهية كسنّة الزواج والتكاثر، وتعطل الحياة البشريّة. {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32].

3ـ تتضمّن الآيات القرآنيّة مقابلة متاعَ الدنيا بنعيم الآخرة، بهدف تحقيق التوازن في سلوك الناس حتّى لا يسترسلوا في تناول شهوات الدنيا، ويستغرقوا فيها، فتشغلهم عن ذكر الله والآخرة.

4ـ إنَّ تعذيبَ الجسد، وتحميلَه ما لا يطيق، ليس من مقاصد الإسلام وأهدافه العليا، ولا من وسائله لبلوغ الكمال الإنسانيّ.

أسباب الانجرار وراء الشهوات:

الإنسان إذا لم يتخلق بالأخلاق الفاضلة فهو خارج عن نطاق الإنسانية وداخل في حدود الحيوانية، وذلك بسبب تسلّط الصفات الحيوانية عليه والاتّباع الأعمى لشهوات البطن والفرج، والغضب والعصبية والانتقام والغدر وغيرها من الصفات السبعية، فيغدو مصداقا لقوله تعالى :{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179].

وإذا غلب على الإنسان الجانب البهيميّ فسوف يكون لاهثاً طوال الوقت وراء الشهوات والملذّات الجسدية فيتسافل ليصبح أدنى من الأنعام والحيوانات لتفريطه بنعم الله التي أنعمها عليه والتي تخوّله الوصول إلى أعلى عليين، {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [الأعراف: 176].

ومن هنا فإنّ معرفة أسباب الانجرار وراء الشهوات يساعد على تربية الشهوات وعلاجها. ومن هذه الأسباب نذكر الآتي:

1 ـ ضعف الإيمان:

إنّ الإيمان بالله عزّ وجلّ هو الضمانة والوقاية من المعصية، فكلّما ضعف إيمان العبد كان أكثر جرأة على محارم الله عزّ وجلّ {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].

2 ـ جليس السوء:

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِه وقَرِينِه" (2) ظاهراً وباطناً. أمّا ظاهراً فظاهر لأنّه عند الناس مثلهم، وأمّا باطناً فلأنّ النفس مائلة إلى الشرور فتميل إلى طبع الجليس سريعاً وتسكن إليه فتستعدّ لصدور ما يصدر عنه من الأمور المنكرة، وعلى العكس إذا كان الجليس زاهداً متورعاً عالماً متديناً (3).

3ـ النظر المحرم:

قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30، 31].

عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: "النَّظَرُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ وكَمْ مِنْ نَظْرَةٍ أَوْرَثَتْ حَسْرَةً طَوِيلَةً" (4).

وعن أبي عبد الله عليه السلام: "النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة" (5).

فالنظر إلى الأمور المحرّمة التي تثير الشهوة سوف تترك آثاراً سلبية جداً على خيال الإنسان وتفكيره وحتّى تركيزه. وسوف يصبح مرتعا للصور الفاسدة التي ستجرّه حتماً إلى ارتكاب الأعمال القبيحة، فيغرق شيئاً فشيئاً في رمال الذنوب المتحرّكة التي لو لم يبادر لاستنقاذ نفسه منها سوف ترديه في الهلكة وتقوده نحو الهاوية.

4 ـ التفكير بالشهوة:

التفكير بحدّ ذاته لا محذور فيه بل هو نعمة من الله وأمر ممدوح في الإنسان. لكنّ التفكير إذا كان في أمر محرّم فقد يقود صاحبه إلى فعل الحرام، وهذا هو التفكير المنبوذ. والاستغراق في التفكير الحرام خطير جداً على نفس الإنسان وروحه خصوصاً الشابّ والفتاة. لذا لو خطرت للإنسان خاطرة أو فكرة ما محرّمة فإنّ الواجب عليه أن يقطع التفكير بها مباشرة ويشغل فكره بأمور خيّرة ومفيدة وفيها رضا لله ولرسوله ولإمام زمانه، لأنّهم جميعاً شهود على أعماله ما ظهر منها وما بطن {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا} [يونس: 61].

تربية الشهوات:

على الإنسان المؤمن أن يعمل على تربية نفسه من خلال إخضاعها لحكم الشرع والعقل المنوَّر بنور الشرع، لما لهذه التربية من دور حاسم وفعّال في السيطرة على الشهوات وعدم السماح لها بالتحكّم المطلق بالإنسان. وقد أشارت الآيات والروايات الشريفة إلى ما يمكن أن يقوّي النفس الإنسانية ويعطيها العزيمة والقوى اللازمة لتتمكّن من مواجهة مدّ الشهوة الجارف. وسوف نكتفي بذكر ثلاثة من هذه العناوين وهي:

 1 ـ تعزيز الحكمة والمعرفة:

الحكمة هي العلم بحقائق الأشياء. وأشرف العلوم وأحسنها هو علم العقيدة المُعرِّف لأصول الدين، وعلم الأخلاق المعرِّف لمنجيات النفس ومهلكاتها، وعلم الفقه المعرّف لكيفية العبادات والمعاملات. وكلمّا عزّز الإنسان الجوانب المعرفية والعلميّة فيه، كان أكثر تحصّناً أمام الشهوات. من هنا وجب على الإنسان معرفة أسباب الإنجرار وراء الشهوات، حتّى يكون في مأمنٍ منها. عن الإمام عليّ عليه السلام قال: "كلّما قويت الحكمة ضعفت الشهوة"(6).

وعنه عليه السلام أيضا أنّه قال: "اغلب الشهوة تكمل لك الحكمة" (7).

2- تربية النفس على العفّة:

من الطرق المعروفة في علاج الأمراض الأخلاقية المواظبة على ضدّها. والنظرية التي تضادّ نظرية الشهوات تماماً هي نظرية العفّة، فعلاج حبّ الشهوات يكمن في تربية هذه الشهوات بطريقة صحيحة من خلال تربية العفّة في نفوس المؤمنين.

والعفّة هي صفة نفسية في الإنسان وتعني صون النفس وتنزيهها عن كلّ أمر دنيّ. والتحلّي بالعفة يرفع من مقام العبد ويحصنّه من الوقوع في المعاصي ومنها الشهوات المحرّمة، عن الإمام علي عليه السلام: "لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ" (8). فهذه الرواية تشير إلى أنّ العفّة سبب في ترك المعاصي والقرب من الله تعالى بحيث يصبح سلوكه كله طاعة لله تعالى وكأن العفيف ملك من الملائكة، وعنه عليه السلام: "ثمرة العفة الصيانة" (9).

ووصف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام المتقين بأنّ "أَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ" (10) وذلك لاعتدال قوّتهم الشهوية ووقوعها على الوسط بين رذيلتي الخمود والفجور فلا يعجزون عن الحقّ ولا يميلون إلى الفجور (11).

وعَنْ مُفَضَّلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله عليه السلام: "إِيَّاكَ والسَّفِلَةَ فَإِنَّمَا شِيعَةُ عَلِيٍّ مَنْ عَفَّ بَطْنُه وفَرْجُه واشْتَدَّ جِهَادُه وعَمِلَ لِخَالِقِه ورَجَا ثَوَابَه وخَافَ عِقَابَه فَإِذَا رَأَيْتَ أُولَئِكَ فَأُولَئِكَ شِيعَةُ جَعْفَرٍ" (12).

وحسب ما ورد في كلام أمير المؤمنين عليه السلام: "المتّقون أنفسهم قانعة وشهواتهم ميتة ووجوههم مستبشرة وقلوبهم محزونة" (13)، فالعفة تحفظ النفس وتجعل الشهوات في موقع وسطيّ معتدل. من هنا كان لا بدَّ للمؤمن من تربية نفسه على العفّة بكل مواردها، ليصبح مصداق قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 273].

3- التفكّر بعواقب الشهوة المحرّمة:

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: "تَرْكُ الْخَطِيئَةِ أَيْسَرُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ وكَمْ مِنْ شَهْوَةِ سَاعَةٍ أَوْرَثَتْ حُزْناً طَوِيلاً" (14). والمراد من الحزن في كلام الأمير عليه السلام هو الحزن بعد الموت بمشاهدة سوء العاقبة أبداً، أو قبل الموت أيضاً، فما يتبع الشهوة بعد انقضائها هو الحزن الشديد، وذلك لعلم الإنسان بقبح وظلمة آثارها (15) من هنا نجد أنَّ التفكّر بتوابع وعواقب الشهوات المحرّمة يردع الإنسان عن الوقوع في مهالكها، ويجنّبه الحسرة والندم والحزن وغيرها من الآثار الوخيمة.

المفاهيم الرئيسة:

1-  الشهوة لغة رغبة النفس واشتياقها إلى شيْ: شَهِيَ الشيءَ وشَهاه يَشْهاه شَهْوَةً واشْتَهاه وتَشَهّاه: أَحَبَّه ورَغِب فيه (16).

2-  والمعنى الاصطلاحيّ للشهوات لا يختصّ بالشهوة الجنسيّة بل يشمل كافة الميول واللذات والرغبات النفسيّة، كحبّ المال، والذهب، والفضّة، والطعام، والشراب، والنوم والراحة.

3-  يمتاز الإسلام بمراعاته للشهوات والغرائز البشرية والقبول بواقعها، ومحاولة تهذيبها ورفعها، لا كبتها وقمعها.

4-  حرَّم الإسلامُ الرهبانيةَ، لأنها تخالف التكوين والصناعة الإنسانية، وتصادم السنن الإلهية كسنّة الزواج والتكاثر، وتعطل الحياة البشريّة {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32].

5-  تتضمّن الآيات القرآنيّة مقابلة متاعَ الدنيا بنعيم الآخرة، بهدف تحقيق التوازن في سلوك الناس حتّى لا يسترسلوا في تناول شهوات الدنيا، ويستغرقوا فيها، فتشغلهم عن ذكر الله والآخرة.

6-  إنَّ تعذيبَ الجسد، وتحميلَه ما لا يطيق، ليس من مقاصد الإسلام وأهدافه العليا، ولا من وسائله لبلوغ الكمال الإنسانيّ.

7-  أسباب الانجرار وراء الشهوات: ضعف الإيمان، جليس السوء، النظر المحرم، التفكير بالشهوة.

8-  الحكمة هي العلم بحقائق الأشياء، وكلمّا عزّز الإنسان الجوانب المعرفية والعلميّة فيه، كان أكثر تحصّناً أمام الشهوات.

9-  من الطرق المعروفة في علاج الأمراض الأخلاقية المواظبة على ضدّها. والنظرية التي تضادّ نظرية الشهوات تماماً هي نظرية العفّة، فعلاج حبّ الشهوات يكمن في تربية هذه الشهوات بطريقة صحيحة من خلال تربية العفّة في نفوس المؤمنين.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر: ابن منظور، محمد بن مكرم‏، لسان العرب‏، تحقيق وتصحيح جمال الدين الميردامادي، ‏بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - دار صادر، 1414هـ، ط 3، ج 14, ص 445.

(2) الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 375، باب مجالسة أهل المعاصي، ح3.

(3) المازندراني، شرح أصول الكافي، ج 10، ص 33.

(4) الشيخ الكليني، الكافي، ج5، ص 559، باب نوادر، ح12.

(5) الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص 18، ح 4970.

(6) الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص 395.

(7) المصدر نفسه، ص 75.

(8) السيد الرضي، نهج البلاغة خطب الإمام علي عليه السلام، ص 559، الحكمة 474.

(9) الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص 208.

(10) الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 132، باب ذم الدنيا والزهد فيها، ح15.

(11) المازندراني، شرح أصول الكافي، ج 8, ص 366.

(12) الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 233، باب المؤمن وعلاماته وصفاته، ح9.

(13) الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص 58.

(14) الشيخ الكليني، الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 451، باب أن ترك الخطيئة أيسر من (طلب) التوبة، ح1.

(15) انظر: شرح أصول الكافي، مولي محمد صالح المازندراني، ج10، ص 200.

(16) انظر: ابن منظور، محمد بن مكرم‏، لسان العرب‏، تحقيق وتصحيح جمال الدين الميردامادي، ‏بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - دار صادر، 1414هـ، ط 3، ج 14, ص 445.

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.