تعريفات في مفهوم الإقليم:

تعني لفظة "إقليم بصفة عامة جزاء من سطح الأرض (وحدة مساحية) تتميز بشكل ما عن المناطق المحيطة به, ويقوم التقسيم الإقليمي على أساس وحدات مساحية تحتوي على أنماط مميزة ومتسقة من الظواهر الطبيعية والبشرية.

ويقول بريان  P. W. Bryan: إن الإقليم هو مساحة تتكر ضمنها ملامح مشتركة كنوع من الوحدة في التنوع لقد جاء استخدام تعبير "الإقليم" وتعبير "الجغرافية الإقليمية" لتمييز دراسة المناطق ككل عن الدراسات العلمية الأخرى، كالجيومورفولوجيا، وعلم المناخ والجغرافية الحياتية والجغرافية الاقتصادية وإلى آخره، وهذا التمييز سيساعدنا في أن نصف ونحدد على الخريطة أنواع عديدة من الأقاليم، كالأقاليم الصناعية والأقاليم الزراعية والأقاليم المناخية والأقاليم التضاريسية والأقاليم العقائدية الدينية) والسياسية وغير ذلك من أنواع الأقاليم.

أما فريمان فيؤكد أن لكلمة "إقليم" عشرات من التعاريف والمعاني التي تمتد إلى ما وراء الجغرافيا فهي تتضمن مجموعات من الأقطار أو غير ذلك من الوحدات السياسية التي تربطها أغراض ادارية أو اجتماعية أو تجارية  ومن الجدير بالذكر إن الخيط الذي يربط دراسات كل من الجغرافي الطبيعي والجغرافي البشري هو "الإقليم" ولقد أوجد هربرتسون (Herbertso) في انكلترا فكرة الإقليم الطبيعي (Natural Region) وهو مناطق واسعة من العالم تتشابه فيها المناخ والتربة والنبات الطبيعي كما أننا في الدراسات الجغرافية نجد أن الجغرافية الأصولية تحاول أن تعطي صورة مترابطة للعالم بالنسبة لعنصر أو ظاهرة معينة (كالأمطار مثلاً أو الصناعة أو الزراعة، بينما تحاول الجغرافية الإقليمية من ناحية أخرى إعطاء صورة كلية مترابطة لمكان معين. فالجغرافية الأصولية تتجه إلى انتاج أفكار ومبادئ عامة، بينما الجغرافية الاقليمية تتلقى هذه الأفكار والمبادئ لكي تطبقها على مكان معين (إقليم)، فتربطها وتنسق بينها حتى تبني الصورة المتكاملة لهذا المكان. فكأن الجغرافية الإقليمية بالنسبة للجغرافية الأصولية كالمخ بالنسبة للأعصاب الحسية الطرفية فهو يمتص اكتشافاتها وينسقها ويربطها.

ولما كان من صميم اختصاص الجغرافيا هو أبراز الاختلافات الإقليمية نظرا لأن مفهوم التباين المكاني هو هدف كل دراسة جغرافية. فالكشف عن التباينات أو التشابهات في كل ظاهرة طبيعية أو بشرية على حدة أو ابراز التباينات أو التشابهات الإقليمية للظواهر الطبيعية والبشرية مجتمعة، من خلال ما يطرأ من تفاعل وتبادل تأثير بين الإنسان والبيئة.

أن فهما كاملاً للتباين بين المناطق لا يمكن أن نحصل عليه بمجرد أن نضيف إلى بعضها البعض أقساماً مناسبة من الجغرافية الأصولية من الضروري دراسة كلية العلاقات المتبادلة لجميع الملامح الجغرافية معا في مكان واحد وهذه هي الجغرافية الإقليمية.

ولما كانت الجغرافية الإقليمية تذهب بتفاصيل وصفية كثيرة عن ظواهر وحالات في المكان وتفحص الترابط المكاني للظواهر، لذا فأن أهميتها كما يقول "جلبرت": أن علم المكان الإقليمي نهض بعلم المكان ككل. كما أن الإقليم الحضاري يتطلب منا ذكره كونه: هو في الغالب توافقات (Combinations) بين أجزاء من أقاليم طبيعية مختلفة, فالكثير من مظاهر  الحضارة تعود إلى التباين الإقليمي