المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أشكال التشجيع ومكافأة الطفل  
  
1394   09:45 صباحاً   التاريخ: 21/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص359 ــ 374
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 2108
التاريخ: 12/9/2022 5003
التاريخ: 2-1-2023 1189
التاريخ: 15-1-2016 2303

ما هي أشكال التشجيع؟ وكيف نكافئ الطفل ونشجعه؟ وما هي الطرق والأساليب التي نستطيع أن ننتفع منها في هذا المجال؟

لأجل الجواب عن هذه الاسئلة يجب أن ننتبه إلى مجموعتين من المسائل والأمور، وهي أنواع التشجيع. وصوره العملية.

أـ أنواع التشجيع

حول صور وأشكال التشجيع المختلفة التي توجد في الكتب التربوية، نستطيع أن نذكر الموارد التالية ولكن من الطبيعي أن ما نذكره في هذا البحث لا يشمل جميع ما هو قابل للذكر:

1ـ تحسين العمل: والأصل فيه هو أن الطفل يؤدي عملاً، ولكنّه يبقى أمام حالة من الشك والتردد، لا يعرف أن العمل الذي عمله كان صحيحاً ويجب أن يستمر عليه أم لا؟ وهنا التحسين الذي يساعد الطفل أنتم بتحسينكم له تشجّعوه على أن يستمر في ذلك العمل وأدائه.

2ـ التصديق اللساني: التشجيع في بعض الأحيان قد يكون لسانياً بمعنى أن الطفل قد يقول كلمة أو عبارة ونحن نفهّمه، أنك صادق في قولك، الحق معك. انت قولك صحيح و...

على هذا الأساس نحن أوجدنا شوقاً في داخله وأمّلناه في كلامه وسلوكه وحديثه. فالتصديقات اللسانية تستطيع أن تكون عاملاً لإيجاد حالة الثقة بالنفس وتقويتها. والتي تعتبر من ضروريات الرشد وتمهد للتقدم في الحياة الحاضرة وفي المستقبل كذلك.

3ـ التأييد: التشجيع يكون بصورة التأييد في بعض الأحيان. وهذا العمل قد يكون بالرأس (أي من خلال حركته) وقد يكون بصورة عملية في بعض الأحيان (التأييد العملي) وعلى أي حال في الصورتين التي ذكرنا نحن سعينا لإيجاد موجبات الرشد والكمال فيه وتحريضه على استمرار العمل الذي هو أمام نظرنا.

هذا التأييد قد يكون بصورة ابتسامة مرضية. عندما يؤدي الطفل عملاً نحن بابتسامتنا نظهر له أننا نقبل عمله وكلامه ومن الأفضل له أن يستمر في ذلك العمل.

4ـ التحريض: التشجيع قد يأخذ صورة التحريض في بعض الأحيان وذلك في الوقت الذي يريد الطفل أن ينجز عملاً ولكنه يخاف. يريد أن يذهب الى حديقة البيت لكنه يخاف من الظلام، يريد أن يذهب الى النهر والبحر أو المسبح لأجل السباحة ولكنه يخاف من الدخول في الماء.

في هذه الموارد نحن نسعى أن نشجعه بالحديث والكلمات ونعطيه الجرأة على التقدم ونؤمله ونعطيه الاطمئنان على أن لا خطر متوجه إليه، أن حصلت له مشكلة في هذا المجال فنحن سنحميه ونسدده لأجل طي هذا الطريق الوعر.

5ـ التقدير: التشجيع في بعض الأحيان يشابه التقدير وذلك في الوقت الذي يؤدي الطفل عملاً خارجاً عن استطاعته وقدرته ونحن لا نتوقع منه مع ضعفه وعدم قدرته أن يؤدي ذلك العمل، في تلك الحالة يجب أن نقدره ونكرمه.

مقصودنا هو التقدير والتكريم من عمله وبرنامجه. يجب أن نفهمه انه أدى عملاً مهماً وحتى يجب أن نفهمه أن عمله هذا كان يجب أن يؤديه شخصاً أكبر منه وعلى هذا الأساس نقوي روح الأمل والاعتماد على نفسه وننتفع فيها في الأمور والوقائع الآتية.

6ـ الترغيب: التشجيع في بعض الأحيان يتسم بالترغيب، بمعنى أننا نوجد في وجوده حتى يؤدي ذلك العمل وهذا الأمر ممكن بصورة أن يكتشف لذة العمل في وجوده ويعرف مزية ذلك العمل وفوائده.

لنفرض أنه أدى عملاً في البيت وبعد ذلك فهم أن أباه وأمه عطفوا عليه أكثر من قبل أو اشتروا له حلويات وأشياء أخرى وهو يفهم أنه توجد علاقة بين هذا العمل وتلك الحالة. وسوف يوجد الرغبة في نفسه الى الأعمال الآتية.

ب- الصور العملية للتشجيع

وصل بحثنا الآن الى أننا كيف يجب أن نجري مسألة تشجيع الأطفال وكيف يجب أن نوصله الى مرحلة العمل؟ ماذا يجب أن نفعل حتى يحس الطفل بالشوق في نفسه ويحس بالسرور في داخله لأنه أدى العمل الفلاني؟ ما هو الطريق الذي نستطيع أن نفرح الطفل بها لأنه أدى العمل الذي طلبناه؟

جوابنا هو أنه في هذا المجال أيضاً توجد طرق وأساليب مختلفة أهمها كما يلي:

1ـ الاطراء وذكر كلمات المحبّة: المقصود ذكر عبارات وكلمات تبين علاقة الفرد ومحبته الى الطفل وكذلك الاحترام الذي يكنه المربي الى الطفل. والطفل عن طريق هذه الأشياء يحس بأن عمله كان مورداً لرضا الوالدين. وعلى هذا الأساس زادت محبتهم بالنسبة اليه.

كلمات مثل عزيزي، ابني وروحي. سيد، سيدة. التلميذ الجيد. ألفاظ مثل تفضل. تفضل ادخل، أحسنت يا أبني، أبنتي، و..، كلها تستطيع أن تحكي عن محبة الشخص ومن المؤكّد هو، يجب أن نسعى أن لا تكون هذه الألفاظ سطحية وتصنّعية حتى يفهمها الطفل.

وتصنعية حتى يفهمها الطفل.

2ـ التعريف بعمله أمام الجميع نحن نسعى أن نعرّف الشخص الذي أدى عملاً حسناً في المدرسة أو في البيت عند الأخ والأخت أو عند تلاميذ الصف ونمدح عمله هذا، هذا الأسلوب مفيد وموثر جداً الى جميع التلاميذ وفي جميع السنين خصوصاً للناشئين والبالغين.

لا شك أننا يجب أن نوضح للآخرين لماذا نقدر عمله. ومن المؤكد انه يجب أن نحرّض تلاميذ الصف على ابراز سرورهم لأجل عمله، يصلّوا على الرسول، يكبروا، وأخيراً يبرزوا حبهم ورضاهم.

3ـ اراءة آثاره وتعريفها: من الممكن أن يؤدي أو يصنع الطفل عملاً حسناً مثل كتابة الواجبات بخط حسن، رسم رسماً جميلاً، صنع شيئاً جميلاً انتفع من فن، حيث نعرضها لبقية الأطفال، كذلك نستطيع أن نوقع عليها ونعطيه درجة عليها وننصبها على لوحة المدرسة حتى يراها جميع التلاميذ. الطفل الذي يرى أثره على لوحة المدرسة ويرى أن الآخرين مشغولين برؤيتها يسر سروراً شديداً ويسعى الى تكرار تلك النماذج.

4ـ نصب صورته: نستطيع في بعض الأحيان أن نضع صورته في لوحه المدرسة أو نضعها في جنب خطه الجميل أو رسمه الجميل، أو نستطيع أن نعمل أكثر من ذلك وأوسع مثل أن ننصب صورته ونزين أطرافها بالأشياء الملونة والجميلة.

هذا الأسلوب أيضاً مفيد ومؤثر لجميع الأطفال خصوصاً البالغين. الطفل يفكر أن عمله وفعاليته مهمه لدينا وعمله له اعتبار عندنا. ومن الطبيعي في تلك الحالة أن يتقيد بملاحظات ويحب لنفسه قيمة واعتباراً لحسن عمله.

5ـ اعطاء الجائزة نستطيع في بعض الأحيان أن نعيّن الطفل جائزة بعنوان المكافأة بتناسب عمره وجنسه وبقية الشرائط ونعطيها له. ثمن الجائزة غير مهم، المهم هو نفس الجائزة وابراز هذا الأمر أننا نريد أن نبيّن رضانا منه عن هذا الطريق.

نوع الجائزة يمكن أن تكون. قلماً، أو كرة المنضدة. ألبوم للصور. عصابة للرأس، حلويات و... وفي جميع الموارد، المهم هو أن الطفل قبض منكم جائزة.

6ـ تقريبه إلى أنفسكم: تشجيع الطفل قد يكون بصورة تقريبه الى أنفسكم بمعنى أنه بسبب عمله الحسن نجعله مقرّباً عندنا، نتوجّه اليه أكثر من السابق، ننتبه الى طلباته من السابق وأخيراً. نفهمه أننا كنا نحبّه، ولكن الآن نحبه أكثر.

المعلم يستطيع أن يقربه الى نفسه عن هذا الطريق مثلاً. يسمح له أن يأكل غذائه في المدرسة وفي الادارة معه. يسلم عليه. يسأل منه عن أحواله، يحترمه أكثر من السابق، ويذكره انه يحبه و...

7ـ اعطائه المسؤولية: بعض الأحيان يستطيع المعلم والمربي في المدرسة والوالدان في البيت أن يعطوا مسؤولية للطفل هو يحبّها ويفهموه انهم لأجل احترامه ورؤية لياقته. حولوا إليه مثل هذه المسؤولية واسعوا إلى تعليمه طرق أدائها حتى يحس بالسرور والفرح في ظل إدائها، ويدرك أننا نحسب له حساباً، ونعترف بشخصيته وأننا قبلناه في المجتمع.

8ـ ذكر القصص والروايات نستطيع أن نعد الأطفال بذكر القصص والروايات بعنوان التشجيع للأطفال الصغار نحن نعرف أن الأطفال وحتى الكبار يحبون سماع القصص من والديهم ومربيهم وهم مستعدون لترك كثير من الأعمال حتى يسمعوا قصة.

لا شك أننا بتناسب السن والجنس والشرائط المتنوعة الأخرى نسعى أن نسرد للأطفال قصصاً مفرحة وأخلاقية وقيّمة وعن هذا الطريق أيضاً نسعى الى أمر البناء والأصلاح في الأطفال

9- اعطاءه الوثيقة: تستطيع المدرسة في بعض الأحيان أن تعطيه وثيقة تحكي عن رضاها من الطفل. ومن المؤكد أننا نسعى أن لا تكون هذه الوثيقة بصورة أمرية حتى لا تكون سبباً لسوء الاستفادة. نذكر في الوثيقة مثلاً أنه كان حتى هذا اليوم وهذه الساعة طفل فعال، مؤدّب، وخلوق و... الوثيقة لا يجب أن تكون مطلقة.

10ـ الأساليب الأخرى: توجد أساليب وطرق أخرى يستطيع كل مربي أن يختار منها ما يتناسب مع الموقف ويعمل بها مثل:

ـ الابتسامة الحاكية عن المحبة التي يبتسمها المربي والأب والأم في وجه الطفل.

ـ أخذ الطفل إلى النزهة والسفر بسبب الدور الحسن الذي أداه في هذا المجال.

ـ اعطاء صورته الى جريدة المدرسة أو جرائد الصبح والعصر حتى عندما تنشر ويراها سوف يحس بالغرور والغبطة.

ـ اعطاءه فرصة اظهار رأيه عن طريق ادخاله في الجمعيات أو الفعاليات التي توجد في المدرسة.

ـ ادخاله في صف الكبار بعنوان احترامه وباعتبار أننا نحسب له حساباً و...

- ملاطفة رأسه، وجهه باليد أو تقبيله واحتضانه.

- لعب المعلم والمربي مع الطفل والانتباه والتوجه اليه...

وبصورة عامة، الاستفادة من جميع الطرق والضوابط المشروعة التي تسبب في تحريك الطفل وتقدمه. نحن في هذا المجال نستطيع أن نبدأ من أبسط الطرق الابتدائية الى أعقد الطرق وأصعبها، كل واحدة في مكانها وبتناسب شرائطها الخاصة.

أفضل أنواع التشجيع

على رأى علماء النفس فأن أفضل أنواع التشجيع هو التأييد الناشئ من الوجود والنفس والذي يحس الطفل بسبب أداء عمل الرضا من كل قلبه ووجوده، قد لا نحصل على هذا الأمر عند الأطفال الصغار ولكنّ هذه الحالة توجد من سنين السابعة عندما تنشأ مسألة التفكير المنطقي وتتقدم وتنمو.

أساس المسألة هي أن يرشد وجدان الطفل، هو يجب أن يجد حقيقة الأمر ويلمسها في وجوده ويحسها نستطيع أن نثبت في ذهنه من السنة السابعة مسائل قيمة أداء الوظيفة وقداستها وبالتنبيهات والتلقينات وببيان القيمة العملية للأمور نستطيع أن نوصله إلى مرحلة يحس بالرضا من كل قلبه.

نحن لا بد لنا من أن نبيّن ونعرف فوائد الأمور التي نرقب فيها، وهي أن الانسان يجب أن يعرف وظيفته وأن لذة العمل والجهد لا يتيسر إلا في ظل معرفة الوظائف نستطيع أن نذكر نماذجاً ومصاديقاً كثيرة في هذا المجال الى الطفل، بصورة نبين في كل عمل نموذجاً من ذلك.

الأطفال والكبار ان عرفوا بحقيقة الأمر ووصلوا اليه وعرفوا أن القيم توجد في ظل معرفة الوظائف فأنهم لا يحتاجون الى محرك. يذهبون وراء أعمالهم ومساعيهم ويفرغون منها. لأنهم في تلك الحالة يحسون بعامل التشجيع والتأييد في داخلهم.

التوصية التربوية للإسلام أيضاً متوجهة الى هذا الأمر. أننا يجب أن نوجد غبطة وسرور في وجود الفرد حتى يؤدي عمله بدون أي أمل كاذب. وهو يكون مؤيداً لنفسه ولا يحتاج الى مدح الآخرين وتحسينهم. هو يجب أن يعرف أن الأصل أداء الوظيفة، ومربيه أيضاً وظيفته أن يشجعه في قبال العمل الذي أدّاه.

التشجيع المعنوي

وكذلك من النكات المهمة في التشجيع هي أن نسعى بحدود الامكانيات المتاحة من تقليل التشجيع المادي، يجب أن نؤكد على المجالات الغير مادية. هذا العمل ناتج من أننا لو أردنا أن نخصص تشجيعاً مادياً لكل عمل حسن يعمله الطفل:

1ـ لا تكفي نقودنا وثروتنا الى ذلك الحد لأننا مجبرين لأجل تأثير هذه التشجيعات من زيادة المكافأة عن المرة السابقة في كل مرحلة، ومثلا لو خصصنا في المرة الأولى 20 ريالاً فيجب أن نخصّص إلى الموارد البعدية بالترتيب 25 - 30 ـ 40 و.. ريالاً وإلا سيكون تشجيعنا تكرار المكررات ويفقد تأثيره.

2ـ يصير الطفل بالتدريج مادياً ومحبّاً للمال والاسراف. وفي مقابل كل عمل يعمله يتوقع مالاً مع أننا نحتاج في الحال والمستقبل الى أشخاص يخصصون في بعض الموارد اللازمة روحهم وحياتهم لأجل سلامة الحياة الاجتماعية ولا يتوقعون شيئاً من أحد.

3ـ توجد في ظل هذه التشجيعات الخاطئة في وجود الطفل عادة سيئة ليس بالإمكان الاستمرار عليها فيما بعد. لأنه شاء أم أبى سيدخل الى المجتمع ويتوقع نفس التوقعات من المجتمع. ومن الطبيعي أن لا يقضيها له وهذه هي علة لترك الوظائف بسبب اليأس والفشل، فالمجتمع لا يقدم كلاماً تافهاً بعنوان التشجيع فكيف بالأمور التي يكون فيها المال ومعها.

بيان علّة التشجيع

النكتة المهمة الأخرى التي هي جديرة بالذكر، بيان علة التشجيع، وهذا الأمر سيوضح بأن هدفنا هو تشجيع الطفل وهدايته وتوجيهه وتحريضه على تكرار ذلك العمل والاستمرار فيه. وفي مثل هذه الحالة من الطبيعي أن يعرف الطفل سبب التشجيع.

عدم الانتباه الى هذا الأمر يخلق فائدة وأهمية الى الطفل وعمل المربي في التشجيع والتحسين بالنسبة الى الطفل كرمي النبل والرصاصة في الظلام أو نثر البذر الثمين في الأرض الصالحة والتي ستتضح عند حصاد المحصول أو عند زراعته ورشده.

كذلك من الضروري أن يعرف الطفل سبب التشجيع هل هو عمله أو سلوكه أو شخصه ونفسه؟ مثلاً لو كان التشجيع بسبب السلوك الفلاني. يجب أن يطمئن الى أن في حالة ترك ذلك السلوك، ينقطع التشجيع أيضاً.

التشجيع من قبل من؟

المقصود هنا. من هم الأفراد الذين يجب أن يؤدوا التشجيع حتى يكون مؤثرا أكثر ويوجد في الطفل حس الأبداع؟ الجواب هو، أن التشجيع يجب أن يكون من قبل الأشخاص الذين يحترمهم الطفل ويحبهم. خصوصاً في الأمور المهمة يجب أن نطلب العون من الكبار والذين يحبهم الطفل أو الذين لهم وجهة اجتماعية. وأخيراً في نظر الطفل يكون فرداً عزيزاً ومكرّماً.

كانت السنّة في عصر الرسول والأئمة (عليهم السلام) أن الطفل أن عمل عملاً جائزاً ومناسباً فأنهم يأخذوه الى محضر المعصوم (عليه السلام) ويطلبون منه أن يقدروه ويشجعه، وهذا الأمر يصدق على النصائح والمواعظ والتنبيهات أيضاً.

في الوقت الحاضر التشجيع من قبل الوالد والأم. المعلم. المدير أو بقية الأفراد المحترمين في المجتمع، مثلاً علماء الدين يجب أن يكونوا في المقدمة. نطلب منهم أن يشجعوا الطفل بسبب العمل الذي أداه. وكلما كان هذا الأمر في مرحلة أعلى فانه سيكون مؤثرا أكثر في التحقيق.

التأديب والتشجيع

أنجزت من قبل بعض المربين وعلماء النفس بحوثاً في هذا المجال لتبيّن أثر التشجيع والتأديب والضرب في أمر هداية الطفل وبنائهم ودور أيهما أهم وذو أثر أكثر. وأيهما يعطي نتيجة أفضل وأكثر؟.

نتيجة البحوث بيّنت أن أثر التشجيع ودوره أكثر بمراتب من التأديب، وكذلك من الضروري للمربين أن يستفيدوا من التشجيع أكثر هذه التحقيقات أجريت على الأطفال المتخلفين وأعطت نفس النتيجة.

كذلك بينت بعض البحوث الأخرى أنه، لأجل استحكام وتقوية سلوك وتثبيت الحالة الحسنة عند الطفل. فان دور المكافأة كبير جداً، مع أن الضرب والتأديب يضعف ذلك السلوك، وأن أدى الى تأثيرات كثيرة في زمان مؤقت.

وبصورة عامة. من الضروري للمربي أن يتعمق في كل مورد يريد أن يتخذه وما هو الموقف الذي يجب أن يتخذه وكيف وبأي أسلوب يجب أن يعمل.

فترة التشجيع

من أي عمر والى أي عمر يجب أن نشجع الأفراد؟ الجواب هو أنه لا يوجد حد معين للتشجيع من ناحية العمر. من بدء الحياة الى لحظة الموت. نحن نحتاج في جميع أدوار حيانا الى محرك يحركنا الى العمل والسعي ويحرضنا على الأعمال الحسنة، لا يوجد أي شخص لا يحتاج الى محرك في فترة من فترات حياته.

أما ذكر هذه النكتة ورعايتها مهمة وهي أن الفرد بالتدريج وبالتقدم من زمان الطفولة إلى البلوغ والشباب. يجب أن يعمل بصورة لا يحتاج الطفل الى تشجيع الآخرين ويكسب تأييداً داخلياً ونفسياً في وجوده. العمل الذي يراه صحيحا يؤديه بدون الانتباه الى تأييد الآخرين ويحسب ذلك العمل وظيفة كانت بعهدته وأدّاها.

بواعث التشجيع

أفضل البواعث على العمل والجهد هي تلك العوامل التي تنشأ من وجود الانسان وتفي بدور الحارس والحاكم الداخلي على الافراد، وهؤلاء هم الأفراد الذين وصلوا الى مرحلة الوجدان الأخلاقي. ومن الطبيعي أن الوصول الى هذا المستوى والمرحلة غير يسير ولكن الحقيقة هي أن الانسان كلما يتقرب الى سن البلوغ والتكليف زاد أمله للحصول على كسب هذه المرحلة.

لا شك أن في المراحل العليا للرشد وفي السنين الآتية نعرف أشخاصاً يصلون في ظل الزهد والرشد الى درجة لا تكون عبادتهم لأجل الطمع في الجنة أو الخوف من العقوبة في جهنم، (.... بل وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك).

الافراط في التشجيع

يجب أن يكون التشجيع متعادلاً ويجب ابعاده عن الأفراط والتفريط. عدم التشجيع أو قلته يمهد المجال لكثير من عدم التوجهات والاهمال واليأس بالنسبة إلى العمل والحياة وحتى في بعض الأحيان سبب التظاهر والتغرير لجلب انتباه الآخرين. وهذه مسألة نلحظها في كثير من هؤلاء الذين هم من هذا النمط. الافراط والاسراف في التشجيع أيضاً يسبب أخطاراً وأعراضاً، من جهة أن الطفل يتربّى على التعلق الشديد بالتشجيع ويفتح عينيه على الآمال الكاذبة، كذلك اعطاء الجوائز القيمة والثمينة نوع من الأفراط بجهة أن الطفل أن أدى عملاً مهماً فيما بعد فأن الانسان لا يستطيع أن يرضيه ويقنعه.

 عندما نشجع الطفل باللسان. يجب أن لا ننسى أننا نشجع الطفل ولا يجب أن يصل هذا العمل الى المدح والثناء والتملق للطفل، المدح الذي يخرج عن حدوده نوع من التملق وهو مذموم في الاسلام، وقد قال الإمام علي عليه السلام: (الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق).

الافراط في التشجيع يصل الى احدى نتيجتين: أما أن يفقد أثره عند الطفل ويصير نوع من تكرار المكررات أو يسبب في نشوء رغبة كاذبة في الطفل ويحرّضه على المنافسة والتسابق بدون حساب وهذا خطر كبير للطفل.

التشجيع بلا سبب

في هذا المجال من الضروري أن نذكر، أن شدة علاقة الأبوين والمربين، يجب أن لا يكون سبباً لتشجيع الطفل بدون دليل واستحقاق وبدون أن يعمل شيئاً يصل الى أجر وثمن لأن هذا العمل يزيل أثر التشجيع بعنوان محرك وموجه للطفل على التقدم والرشد.

التشجيع وسيلة وأحد الأدوات المساعدة على التربية. يجب أن نرى أين وكيف يجب أن نستعمله؟ يجب أن نشجع الطفل في زمان نريد أن نثبت في ذهنه أمراً مدبراً ومحسوباً، أو نضع ركن اساسي في تربيته، وذلك أيضاً الى الحد الذي يستطيع أن يتحرك هو بعد ذلك باطمئنان وأهل.

التشجيع بلا دليل، يحسب نوع من التصنع عند الطفل. والطفل على مستوى شعوره وفهمه يستطيع أن يدرك التصنع وهذا الدرك مضر لتربيته. الأطفال في بعض الأحيان يعرفون أن الوالدين والمربين يشجعونهم اليوم لأجل مقاصد خاصة، حتى ينتفعوا منها في الأيام الآتية.

عندما لا يوجد حق في التشجيع فأن الطفل يهرب وينفر عن كل ما يسمى بالتشجيع، لا يطفأ عطشه من طلب الرشد والترقي ولا تستجاب توقعاته وطلباته يجب أن نشجعه في وقت يحس الطفل أنه مستحق للتشجيع ولو قليلاً.

التشجيع والرشوة

أن من الموارد المهمة التي يجب أن ننتبه اليها في تشجيع الطفل، ابعاده عن الرشوة. التشجيعات الارتشائية أمور خطرة وتخاطر بمستقبله الأخلاقي والسلوكي وحتى اخلاقه وسلوكه الحالي.

هذا ومن الخطأ أن تقول الأم لأبنها: ان كنت ولداً جيداً وهادئاً فأني سأشتري لك (البوضة)، سأشتري لك (الشكولاته) إذا أصبحت هادئاً، أو إذا كسبت درجة جيدة في الامتحان فاني سأعطيك 50 ريالاً، ان أتيت لي بكأس من الماء فاني افعل لك كذا وكذا...

مثل هذه الأعمال نوع من اعطاء الرشوة وتسبب في أضرار على أخلاقه وسلوكه. هذا امتياز في غير محله نعطيه الى الطفل ونجعله حراً في انتخاب الطريق، هو يحسب لنفسه هذا الحق على أن يعمل العمل الفلاني أن احتاج الجائزة الفلانية أو يترك العمل وكلما لا يحتاج الى شيء فانه حر ولا تقييد له.

نعم، من الممكن أن تكون لهذه التشجيعات آثاراً آتية ومؤقتة، ولكنها وبمرور الزمن ستكون لها آثاراً مضرة، وحتى نعتقد نحن أن التشجيع يجب أن لا يكون عن اعطاء وعد أو شروط مسبقة. لأنه في تلك الحالة يروج حالة التصنع والميل الى الماديات عند الطفل، الأمر الذي يؤثر تأثيراً سيئاً على أخلاقه وسلوكه وأقل تلك الأضرار هي انه يقلل ويضعف من دور التبعية للضوابط المعنوية.

الكيفية اللازمة في التشجيع

يجب الانتباه الى كيفية معينة في تشجيع الطفل، ومن جملتها:

1ـ يكون سعينا على أن نجعل التشجيع أمراً مهماً ونؤديه بصورة محترمة. حتى يحس الطفل في ظل التشجيع أنه فرد عزيز ومكرم.

2ـ الاحترام اثناء التشجيع ضروري ولكن مقداره يجب أن لا يصل الى درجة نحسّ بالندامة عليه فيما بعد أو نكون محتاجين الى اصلاحه بعد ذلك.

3ـ عند اجراء التشجيع من الضروري الى حد الامكان أن يعرف الطفل الهدف والقصد من التشجيع. ويعرف لأجل أي شيء يشجع ويكافئ. مثلاً نقول له: أحسنت لأنك راعيت نظافتك، أحسنت لأنك راعيت النظم والترتيب في خلع ملابسك وارتدائها، غسلت يدك حتى لا تمرض و...

4ـ التشجيع يجب أن يكون بصورة يحس الطفل دائما بالجاذبية والتجدد. يجب أن لا يكون من نوع تكرار المكررات لأنها تأخّر وتمنع الانسان عن العمل والوظيفة، لأن التشجيعات في حالة التكرار تفقد أثرها.

5ـ يجب أن لا تكون التشجيعات تزيد حالة الطمع والجشع عند الطفل وبالتالي تجعله يتخذ اسلوب الحيلة والمكر والتصنع لأجل الحصول عليها، يجب أن يكون الأصل على دخول العاملين والساعين في هذا الوادي.

6ـ يجب أن لا تكون التشجيعات بصورة الهدف والغاية لأنها في تلك الحالة تسيطر على سلوكه وأخلاقه وتتم جميع أعماله ومساعيه وأفعاله لأجل التشجيع.

سرعة الاجراءات

ان كان الطفل مستحقاً للتشجيع والمكافأة بسبب عمل وسلوك صدر منه، فمن الضروري أن نقدم فوراً في هذا المجال. ايجاد الفاصلة بين العمل والتشجيع تسبب في خمود هيجان الطفل، وبعد ذلك يفقد هذا العمل أثره المحرك، وإذا حسبنا أن التشجيع اجرة بالنسبة الى الطفل، فعلى أساس القوانين الاسلامية. يجب أن تعطي اجرة كل فرد بعد اتمام عمله وقبل أن يجف عرقه حتى يزال التعب من جسمه وتوجد روح جديدة لأجل السعي والجهد والفعالية في وجوده. هذه احدى الأوامر الاسلامية.

التسريع في العمل له فائدة وهي أن نفس العمل سيكون جميلاً في نظر الطفل، وسيولد رغبة وشوق بالنسبة الى الاستمرار على ذلك العمل، ويوجد قدسية واحترام بالنسبة الى نفس العمل في الذهن حيث نراه فرحاً دائماً من عملكم واقدامكم هذا.

نكات أخرى في التشجيع

ما أكثر الملاحظات الأخرى التي يجب أن تتوفر في طريقة التشجيع ويجب أن يراعيها المربي في هذه العملية. نحن لا نستطيع أن نعدد جميع تلك الموارد، الذي نستطيع أن نذكره زيادة على ما ذكرناه فيما سبق على وجه الاختصار:

1ـ يمكن أن يكون التشجيع وسيلة للانتفاع من النقاط السلبية للطفل وهدايته الى طريق الصواب والطريق الصحيح.

2ـ يجب أن يكون التشجيع بصورة يثبت ويركّز العمل الصائب أو القول الصحيح في ذهن الطفل وكذلك آثاره.

3ـ يجب أن لا يؤدي التشجيع إلى توليد أهانه وتحقير بالنسبة الى شخص آخر أو يسبب في نشوء الحسد والعقدة والاختلاف.

4ـ عند تشجيع الطفل، خصوصاً في ذكر الكلمات والعبارات يجب أن تفكر في الأيام الأخرى يجب أن نفكر في الأيام التي سوف يقدم فيها أعمالاً اخرى ويحتاج إلى تشجيع آخر.

5ـ يجب وضع أصول وضوابط معينة في تشجيع الأطفال وشرحها لهم بصورة من الصور حتى يعرف هؤلاء ما هي الأعمال التي توجب التشجيع وما هي الأعمال التي توجب التأديب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.