أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-14
1259
التاريخ: 2024-06-24
709
التاريخ: 2023-11-21
1429
التاريخ: 2024-09-18
248
|
{ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ...}[الأنفال / 48]
ربما استبعد جهال من الناس ظهور الجن في صور الحيوان ، الذي ليس بناطق.
وذلك معروف عند العرب قبل البعثة وبعدها. وقد تناصرت به أخبار أهل الإسلام وليس ذلك بأبعد مما أجمع عليه أهل القبلة من ظهور إبليس لأهل دار الندوة في صورة شيخ من أهل نجد واجتماعه معهم في الرأي على المكر برسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) ، وظهوره يوم بدر للمشركين في صورة سراقة بن جعشم المدلجي. وقوله تعالى: { لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }.
وكل من رام الطعن فيما ذكرناه من هذه الآيات فإنما يعول في ذلك على مثال قول الملحدة وأصناف الكفار من مخالفي الملة ، ويطعن فيها بمثل ما طعنوا في آيات النبي(صلى الله عليه واله وسلم) ، وكلهم راجعون إلى طعون البراهمة والزنادقة في آيات الرسل ، والحجة عليهم في ثبوت النبوة وصحة المعجز لرسل الله صلى الله عليهم وسلم(1).
{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى ... لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ ...}.[الأنفال 67-68]
وقال تعالى فيهم [الصحابة ] وقد كان لهم في الإسرا من الرأي: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ...}.
فأخبر سبحانه بالنص الذي لا يحتمل التأويل أنهم أرادوا الدنيا دون الآخرة ، وأثروا العاجلة على الآجلة ، وتعمدوا من العصيان ما لا سابق علم الله وكتابه لعجل لهم العقاب(2).
[انظر: سورة آل عمران ، آية ١٤٤ ، وسورة الإسراء ، آية ٧٤ ، حول معنى العصمة واجتماعه مع التهدد ، من الرسالة العكبرية (الحاجبية): ١٥٤ وسورة التوبة ، آية ١٠١ ، من الفصول المختارة : ١٣ في توبيخ الصحابة.]
فنزل القرآن بتخطئة صاحبكم ، وجاء الخبر عن علام الغيوب بخيانته في الدين ، وركونه إلى الدنيا ، و إرادته لحطامها ، وضعف بصيرته في الجهاد ، وأظهر منه ما كان يخفيه ، وكشف عن ضميره ، وفضحه الوحي بما ورد فيه ، حيث يقول الله سبحانه: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.
وهذا يدل على أن النبي(صلى الله عليه واله وسلم) حينما استشارهما لم يكن لفقر منه في الرأي والتدبير إليهما ، وإنما كان لاستبراء أحوالهما والإظهار لباطنهما في النصيحة له أوضدها ، كما أخبره الله سبحانه بتعريفه ذلك عند نطقهما في الأمور وكلامهما وغيرهما من أضرابهما ، فقال تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30].
وإذا كان الأمر على ما وصفناه بطل ما ادعوه في العريش. وكانت المشورة بعده من أوضح البرهان على نقص الرجلين دون فضلهما على ما قدمناه(3) ،(4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الإرشاد: ١٨٤ ، والمصنفات ١١: ٣٤٩ ، من المجلد الأول من الإرشاد .
2- الإفصاح: ٥٧ ، والمصنفات ۸: ٥٧.
3- للتوسع راجع: الفصول المختارة ١: ١٤ - ١٥. الشافي ٤: ٢٨؛ بحار الأنوار ١٠: ٤١٧؛ الغدير ۷: ۲۰۷
4- الإفصاح: ۱۹۹، والمصنفات ۸: ۱۹۹.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|