المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24



الأخلاق في الأدب العربيّ.  
  
1901   11:45 صباحاً   التاريخ: 11/12/2022
المؤلف : السيد محمد هادي الخرسان.
الكتاب أو المصدر : محاضرات في علم الأخلاق.
الجزء والصفحة : ص 115 ـ 119.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2021 1965
التاريخ: 2023-04-09 1234
التاريخ: 27-11-2021 2616
التاريخ: 2023-03-27 1383

اهتمّ الأدب العربي بالأخلاق والآداب فدعا إلى التحلّي بالخلق الجميل والتمسك بالأدب الرفيع وشدّد على اجتناب السيئ من الفعل والقول حفظا للشخصية الإسلامية فردا ومجتمعا في المجتمعات الإسلامية وابقاءً على القيم والخصال الحميدة وإن لم تكن المجتمعات إسلامية، فنجد في طيّات الأدب العربي بمختلف صنوفه وأساليبه الدعوة إلى الوفاء والصدق والخلق الجميل وغيرها والحثّ على نبذ الكذب والغدر وغيرهما.

ولا يخفى ما للبيان العربي من تأثير في نفوس سامعيه فرُبَّ بيت شعر يتأثّر به السامع أكثر من تأثّره بالشرح الطويل حول خلق ما ورُبَّ مثل يردع المتلقّي عن خصلة ذميمة في الوقت الذي لا يستجيب فيه لحكم شرعي والنتيجة أنّ للشعر والنثر مكانة في القارئ فيتفاعل مع النص الأدبي أكثر من تفاعله مع النص الشرعي من آية أو حديث شريف ولا يمثل هذا منقصة في النص الشرعي بل يمثّل حجم تفاعل المتلقي واستجابته والمهم أن يستجيب الإنسان لنداء العقل بالامتناع عن الرذائل وبالتحلّي بالفضائل ليعيش الإنسان حياة هانئة مستقرة.

لقد حوت كتب الأدب العربيّ الكثير من شعر الحكمة والأخلاق والأدب والكثير من الحكم والأمثال والوصايا، فهناك الكلمات القصار للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في آخر نهج البلاغة وهناك الحكم والمواعظ للنبي (صلى الله عليه وآله) وآل البيت (عليهم السلام) في تحف العقول مثلا وهناك مقصورة ابن دريد وقصيدة البستي وغيرهما في جواهر الأدب للهاشميّ ونقتصر في بحثنا هذا على نماذج من الشعر والنثر مراعاة للمنهج ومن باب التواصي بالحق لقوله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} [العصر: 3] ولأنّ "الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق" كما قال الإمام علي(عليه السلام) (1).

وقال أيضا: "إنّ هذه القلوب تمل کما تملّ الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم "(2).

1ـ للإمام علي (عليه السلام) في الشعر المنسوب له:

عليك ببر الوالدين كليهما                 وبرّ ذوي القربى وبر الأباعد

وكفّ الأذى واحفظ لسانك واتقِ          فديتك في ود الخليل المساعد

وكن واثقاً بالله في كل حادث       يصنك مدى الأيام من شر حاسد (3)

أما والله إنّ الظلم شؤم                 ولا زال المسيء هو الظلوم

إلى الديّان يوم الدين نمضي              وعند الله تجتمع الخصوم (4)

2 - للمثقب العبدي (ت: 587هـ) من شعراء الجاهلية:

لا تقولنَّ إذا ما لم ترد              أن تُتِمّ الوعد في شيء (نعم)

حس قول (نعم) من بعد (لا)       وقبيح قول (لا) بعد (نعم) (5)

3- لأبي الفتح البستي (ت 1122هـ) من قصيدة طويلة في الأخلاق والحكم منها:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم          فطالما استعبد الإنسان إحسان

أقبل على النفس واستكمل فضائلها       فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

من يتقِ الله يحمد في عواقبه       ويكفّه شر من عزّوا ومن هانوا (6)

4 ـ للشيخ علي الشرقي (ت 1384هـ/ 1964م):

يا رامي الشجر العالي بأكرته            هلا تعلمت أخلاقا من الشجر

ترميه بالحجر القاسي بلا خجل          وإنّه دائما يرميك بالثمر

قل للجاذر ظلماً أنتم من بقر              إن ينسبوك وهذا الوحش من بشر

قُدّست من بشر لولا مجاملة              لقلتُ في حقه قُدّست من بقر (7)

5 ـ من وصيّة العلامة الحلي (648-726هـ) لابنه فخر المحققين: (8)

" فإنّي أوصيك كما افترض الله تعالى على من الوصية وأمرني به حين إدراك المنيّة:

أ- بملازمة تقوى الله تعالى فإنّها السنّة القائمة والفريضة اللازمة واللجنة الواقية والغدّة الباقية وأنفع ما أعدّه الإنسان ليوم تشخص فيه الأبصار ويعدم عنه الأنصار.

ب - عليك باتّباع أوامر الله تعالى وفعل ما يرضيه واجتناب ما يكرهه والانزجار عن نواهيه.

ج - وقطِّع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانيّة وصرف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلميّة....

د- ومساعدة الإخوان ومقابلة المسيء بالإحسان والمحسن بالامتنان.

هـ- وإيّاك ومصاحبة الأرذال ومعاشرة الجهّال فإنّها تفيد خلق ذميم ومَلَكة رديّة.

و- بل عليك بملازمة العلماء ومجالسة الفضلاء فإنّها تفيد استعداداً تامّاً لتحصيل الكمالات...

ز- وعليك بالتوكّل والصبر والرضا وحاسب نفسك في كل يوم وليلة.

ح - وأكثر من الاستغفار لربك واتّقِ دعاء المظلوم...

ط - وعليك بصلاة الليل فإنّ رسول الله، حثّ عليها وندب إليها...

ي- وعليك بصلة الرحم فإنّها تزيد في العمر.

ك - وعليك بحسن الخلق ...

ل - وعليك بصلة الذرية العلوية فإنّ الله تعالى أكّد الوصيّة فيهم وجعل مودتهم أجر الرسالة والإرشاد فقال تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23].

م- وعليك بتعظيم الفقهاء وتكريم العلماء ...

ن - وإيّاك وكتمان العلم ومنعه من المستحقّين

س- وعليك بتلاوة القرآن العزيز والتفكّر في معانيه... وتتبّع الأخبار المحمديّة والآثار المحمديّة والبحث عن معانيها...".

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نهج البلاغة: الحكمة 80، ص 364.

(2) نهج البلاغة: الحكمة 197، ص381.

(3) جواهر الأدب: الهاشمي، أحمد، مط. المقتطف، مصر، 1341هـ/1923م، ص661.

(4) جواهر الأدب: ص660.

(5) جواهر الأدب: ص659.

(6) جواهر الأدب: ص670.

(7) ديوان الشرقية الشرقي، علي (ت 1384 هـ/ 1964م) علي، جمع إبراهيم الوائلي وموسى الكرباسي، دار الحرية، بغداد، 1979م، ص357.

(8) قواعد الأحكام: العلامة الحلي، الحسن بن يوسف (648-726هـ) منشورات الرضي، ج2، ص346-347.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.