المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

بيان الصفات الثبوتية
24-10-2014
المفهوم
16-10-2016
المسؤولية الجزائية ومواقعها في الهرب
11-7-2021
التضاد العكسي
16-8-2017
عائلة حلم ستكمايدي Stigmaeidae
23-9-2019
الاستصحاب عند تعذر بعض أجزاء المركب الارتباط
1-8-2016


نظرة الاسلام للرياء  
  
1368   09:40 صباحاً   التاريخ: 23/11/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص281 ــ 287
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19/10/2022 2012
التاريخ: 2024-07-27 598
التاريخ: 2023-02-10 1248
التاريخ: 2024-04-30 714

للإسلام نظرة سلبية حول الرياء ويعتبر. عملاً غير محبوباً وغير لائقا ولقد أنكر الاسلام مظاهر مختلفة من الرياء حتى ما يتعلق بتزكية النفس، حيث: (كل رياء شرك).

وعن الرسول (صلى الله عليه وآله) انه قال: (أخوف ما أخاف عليكم الرياء و..)، والمرائي لا أجر له عند الله (سبحانه وتعالى) وكل ما يريد يجب أن يطلبه ويبتغيه من الناس، وعلى هذا الأساس يجب أن لا يعتاد الطفل على هذه العادة.

الرياء يسبب البلادة في باطن الانسان ويجعله مستحقا لمكافأة الخلق. فيخرج ذكر الله من قلب المرائي.

ورد في سورة النساء قوله: {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142]، حيث يصل الأمر بالإنسان أن يكون عمله مشابهاً لعمل الشيطان، فينصب اهتمامه على بهارج الدنيا وزخرفها ويبتعد عن حقائق الوجود والرشد والكمال.

وعلى هذا الاساس فإن الوصايا والنصائح تنصب على ترك الرياء حيث ورد (اجتنبوا الرياء فإنه شرك بالله).

فلا حاصل ذا قيمة لهذه الصفة بل وصف بشجرة محصولها الشرك: (والرياء شجرة لا تثمر إلا الشرك الخفي واصلها نفاق).

وعلى هذا الاساس يجب أن نقضي على هذه الظاهرة.

ضرورة السيطرة والاصلاح

إذا ما لاحظنا من الطفل توجها نحو التظاهر والرياء فمن الضروري ان نتحرك لاستئصال هذه الصفة من الطفل من الجذور بالسرعة الممكنة، إلّا ما هو ضروري لنمو وحياة الطفل والذي يمثل الوسيلة لمعرفته والتعرف على امكاناته واستعداداته.

ضروري لنمو وحياة الطفل والذي يمثل الوسيلة لمعرفته والتعرف على امكاناته واستعداداته.

الأصل هو أن لهؤلاء الاطفال أعمالاً خالصة ومخلصة الغرض منها نيل رضا الله (سبحانه وتعالى) وفي نطاق معرفة المسؤولية.

يجب أن يكون قصد القربة ثابتاً وكل ما يقومون به هو في طريق رضا الله (سبحانه وتعالى). والطفل يجب أن يكون عمله وسعيه في طريق القيام بالواجبات وفي نفس الوقت يجب أن تعلم بأن منع الطفل مما هو ضروري وطبيعي لحياته وتطوره من شأنه ايجاد عوارض ومضاعفات كثيرة، فمن الممكن أن يكون ارضية لنمو العقد أو يتربّى الطفل على طريقة يكون فيها خجولاً جداً مما يعرضه إلى ابتلاءات في حياته.

فإذا لم نتمكّن من اشباع هذا الميل لدى الاطفال فبالإمكان ان يتحول الطفل إلى مهرج فينتخب طريق السخرية وكشف عورات الآخرين. أو أن يصبح مهموماً مغموماً وقلقاً أو انه ينقلب إلى لا اُبالي لا يهتم بالأمور. أو يتوسّل بأساليب أخرى.

أساليب الاصلاح

من أجل اصلاح ظاهرة التظاهر عند الاطفال يمكن التوسّل بالطرق التالية:

1ـ الاحترام والقبول: يعتبر الاحترام أصل عام لغرض اصلاح كل أنواع الطوارئ التي يتعرض لها الطفل، فالطفل يجب أن يقبل بأي وضع كان وأن نتعامل معه باحترام. فالكثير من الرياء وعدم الكفاءة نابع من وجود الطفل في محيط أو بيئة لا تهتم به حيث ان الوالدين والمربين لا يقيمون له اية اهمية.

يجب أن نهتم بالطفل غاية الاهتمام لئلا يحتاج إلى سلوك طريق غير مشروع (يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره...) فإذا ما أولينا أهمية للطفل وأصبح مقبولاً عندنا فإننا سوف نبعده عن كثير من الصعاب ونجعل العسير عليه يسيراً.

2ـ المحبة والملاطفة: يجب أن يحظى الطفل بالمحبة والملاطفة فيُقبل ويُشم وحبّه يجب أن يتجسّد قولاً وفعلاً حتى يحس بالإشباع والقناعة. والمحبة يجب أن تكون بكيفية يلمسها ويحس بها الطفل.

ان الكثير من الأمور غير الطبيعية والسلوك السيّء، نابع من الاحساس بنقص المحبة، وطبق التحقيقات المستفيضة عن الجرائم والانحرافات فإن القائمين بهذه الجرائم أو ذوي الانحرافات ممّن لم ينالوا قسطاً وافراً من محبة الوالدين في زمان طفولتهم.

3ـ الاشباع الغير مشروع: من الضروري في بعض الأحيان أن يهيئ الوالدين والمربّين الأرضية المناسبة لكي يقوم الطفل بعرض فنّه واستعداداته. فمثلاً يمكن ترتيب مسرحية يلعب الطفل فيها دوراً يقوم من خلاله بعرض فنّه وامكاناته فيصبح فرحاً ومسروراً.

ان البيت والمدرسة يعتبران محيطين مناسبين من أجل اشباع ما يرغب الطفل بممارسته. فمثلاً اطلب منه أحياناً أن يقرأ شعراً في حضور جمع من الافراد أو أن يقص قصة أو يعرض أعماله الصغيرة التي قام بها أو ان يري للآخرين كيفية قيامه بواجباته البيتية ويجب أن يسمع كلمة تشجيع ممن يحيط به.

وعلى العموم يجب أن نخلق أرضية من خلالها نثبت له بانّه شخص لائق وحريّ بالاحترام والتقدير.

4ـ تقبيح العمل: في بعض الموارد يلزم أن نفهم الطفل بأن عمله رياءاً أو خطأ أو اشتباهاً ولا يجب أن يمارس مثل هذا السلوك، وفي هذا المجال نستطيع الاستفادة من التعاليم الدينية والاخلاقية.

ويجب أن يفهم بأن أبويه لا يحبّان هذا العمل، وفي السنين المتقدمة يجب أن يفهم بأن الله (سبحانه وتعالى) لا يحب هذا العمل، يجب أن يرى التنفر والكراهة وأن يفهم هذه النقطة بأن مدح واطراء الآخرين لا يعتبر ملاكاً للرشد والتطور ويجب أن لا يعتمد على هذا الأمر. وكذلك يجب أن نذكره بعواقب الاعتماد على مدح الآخرين لكي يكون سبباً لترك هذه الصفة.

5ـ ترك العمل: ومن طرق الاصلاح والسيطرة يجب أن يفهم الطفل بان هذا الطريق لا خير ولا لذة وكرامة فيه ولا يليق به سلوكه وعلى هذا الأساس يجب اجتنابه. يجب أن يعلم بان شأنه أعلى وأرفع من أن يسلك طريق الرياء.

اطلب منه بان يغلق باب هذا الطريق الخاطئ والكاذب وان يسدل على هذه الصفة ستار النسيان ويجب أن يفهم بانّ هناك طرقاً كثيرة من شأنها أن توفر له الاحترام والعزّة، ومن بينها ترك هذه الصفة.

6ـ التذكير: في بعض الأحيان يخطأ الطفل ويكرر خطأه لان الانسان موجود كثير النسيان فيجب أن نذكره مراراً وتكراراً بأنه سلك طريقاً خاطئاً وغير سوي.

يجب أن نُفهمه بسعة صدر والتسامح بأنه ارتكب خطأ وانه سوف لا يحصل على توفيق ونجاح في هذا الطريق فالخداع والحيلة لا تمكنان الانسان من الوصول إلى هدفه. وأحياناً نستفيد من المزاح والكناية في تحقيق هذا الهدف.

7ـ تمرين المحافظة على النفس: في بعض الأحيان يجب مساعدته على القيام بعمل حسن لكن بشكل مخفي، فمثلاً في جلسة وقد انشغل الكل في الكلام عن بطولات ابنائهم بل ان الاطفال أنفسهم أخذوا يتظاهرون كل بحسب طريقته. هنا يقوم الأب بتقريب ولده منه والهمس في اذنه بأن هذه المسائل ليست مهمة.

يجب أن يعلم بأنه من الضروري ان يحافظ على عزة نفسه وان نقول له اننا نعلم مدى لياقتك فلا تحتاج إلى التظاهر والرياء. وفي السنين القادمة يجب أن نشجعه على ان يكون ارتباطه وامله بالله (سبحانه وتعالى) ويجب أن يتوكل عليه وان يطلب منه المكانة والجاه والعزة.

8ـ تكليفه بمسؤولية: في بعض الأحيان ومن أجل ان نثبت له بأنه يستطيع ان يقف على قدميه بدون التوسل بالرياء، نكلفه بمسؤولية، فإذا قام بها بحسب ما هو مطلوب فنشجعه ونكافأه، وهذا العمل بالإمكان القيام به تكراراً في المدرسة والبيت.

وقد يكون الرياء نتيجة لعدم معرفته باستعداداته وامكاناته، فإناطة المسؤولية به يكون سبباً لاختبار قابلياته ولكي يعرف إلى أي مدى يمكنه الاعتماد على نفسه. وعندما ينجز ما كلف به فإنه لا يحتاج بعد إلى التظاهر والرياء.

9ـ البرود واللاابالية: من أجل اطفاء جذوة العطش إلى التظاهر عند الطفل فإننا يجب أن نتعامل معه ببرود ولا اُبالية فلا نعبأ لتظاهره ولا نهتم بريائه.

فالطفل يتظاهر امامك يرجو مدحه والثناء عليه وهنا يجب عدم الاهتمام والاكتراث بعمله، فلا نضحك بوجهه ولا نمدحه، وفقط نكتفي بنظرة باهتة تنم عن ان الذي عمله ليس ذا اهمية ولا يجب ان يتظاهر به.

10ـ الاخطار والتوبيخ: عندما نرى الطفل يميل إلى الافراط في الرياء ويتوسل بالأساليب الغير مناسبة فيعمل ما بوسعه لكي يحصل على مكانة واهتمام فيجب ان نعلم اولا بأن الطفل يعاني من النقص والعجز الشديدين.

وثانياً ان الرياء استأصل في نفسه وأصبح خلقاً ونزعة وفي هذه الظروف فمع السعي من أجل جبران النواقص والعجز نسعى أيضاً عن طريق الاخطار والتوبيخ جلب توجهه بعاقبة هذا الأمر. وحتى نستفيد من اللوم. بأن نقول له لماذا فعلت هكذا؟ وكيف تسمح لنفسك ان تكون صغيرة إلى هذا الحد وإذا تكرر الأمر فإن عواقبه ستكون هكذا، ويجب أن يفهم بان الذي يضع على وجهه قناع الرياء ويخفي روحياته سوف لن يكون موفقاً. فعاقبة هذا الأمر الفضيحة.

الوقاية

في هذا الطريق بالإمكان الاستفادة من المحبة والاهتمام والاحترام وايجاد الملاحظات العاطفية. وفي بعض الأحيان عن طريق الاخطار والتذكير والعقوبة. ولكن يجب أن نحذر من ان تكون يدنا مفتوحة في العقوبة، يجب أن لا نبرز الخشونة والشدة كثيراً حيث بالإمكان ان تحصل مقاومة وعناد من قبل الطفل. كذلك يجب أن نحرص على عدم فضحه وإراقة ماء وجهه بين الجميع وعندها يكون جبران ذلك عملاً مستعصياً وصدمة شديدة وفي نفس الوقت يجب أن نراقب هذه الحالة بحيث لا تصبح عادة متأصلة لديه عندها يكون استئصالها صعباً مستعصباً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.