المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6287 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



طرائق توثيق الرواة / الطريقة الثامنة عشرة / كون الراوي مشهوراً.  
  
1484   01:26 صباحاً   التاريخ: 16/11/2022
المؤلف : الشيخ محمد طالب يحيى آل الفقيه
الكتاب أو المصدر : سدرة الكمال في علم الرجال
الجزء والصفحة : ص 157 ـ 159.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الرجال / مقالات متفرقة في علم الرجال /

كون الراوي مشهوراً:

محلّ الكلام في بحثنا شهرة الراوي كزرارة ومحمد بن مسلم والسكوني والبطائني وغيرهم، وليس المراد منه شهرته في الرواية... من جهة البحث في وثاقة الرجل لكثرة روايته.

فمحلّ الكلام في وثاقة الراوي المشهور ذاتاً لا من جهة كثرة رواياته، وهؤلاء الرواة على قسمين: منهم من اشتهر بالوثاقة أو الضعف كزرارة بن أعين ويونس بن ظبيان، ومنهم من جهل أمره رغم شهرته، وذلك كالسكوني والنوفلي وغيرهم الكثير، ومحل كلامنا هو هذا القسم بالخصوص.

وأما علماؤنا (رحمهم الله برحمته) فلا إشكال في وثاقتهم، بل لا يحتاجون إلى تنصيص على وثاقتهم كما بيّن ذلك السابقون من فقهائنا كالشهيد الثاني في درايته إذ قال: "تُعرَف العدالة العزيزيّة في الراوي بتنصيص عدلين عليها، وبالاستفاضة بأن تشتهر عدالته بين أهل النقل وغيرهم من أهل العلم، كمشايخنا السالفين من عهد الشيخ محمد بن يعقوب الكليني وما بعده إلى زماننا هذا لا يحتاج أحد من هؤلاء المشايخ إلى تنصيص على تزكية ولا تنبيه على العدالة..."(1).

وما أفاده (رحمه الله) في محله فإنّ شهرة ورع علمائنا السالفين - بالجملة - تغني عن لزوم التنصيص على وثاقتهم، وذلك كالشيخ حسن ابن الشهيد الثاني وابن أخته السيد السند والسبزواري وكاشف الغطاء وصاحب الجواهر وغيرهم، فإنّ هؤلاء وأمثالهم أعلى من درجة الوثاقة، ولذا لا يحتاجون إلى التنصيص على ذلك.

وأمّا مشهورو الرواة كالسكونيّ والنوفليّ وعمر بن حنظلة وغيرهم فهل أنّ شهرتهم تغني عن التصريح بوثاقتهم؟

أقول: إنّ الذهاب إلى القول بالوثاقة صعب وذلك لعدم الدليل الدال على كفاية الشهرة للقول بوثاقتهم، بل الواقع يكذّب ذلك إذ كم من الرواة المشهورين ممّن لم ينصّ الأصحاب على ضعفهم أعرضوا عن أخبارهم وتركوا رواياتهم، وما ذلك إلا لجهالتهم، فكانت النتيجة أن تركت أخبارهم وذلك للحكم بضعفهم بعد مجهوليتهم.

إن قلت: إنّ قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].

مانع من العمل بخصوص خبر الفاسق، أي: المعلوم الفسق، بينما المجهول لا يُنسب إليه الفسق، وعليه يكون خارجاً عن مورد نهي الآية المباركة.

وبعبارة مختصرة: إن كان الجائي معلوم الفسق فتبيّنوا، ومفهومها إن لم يكن معلوم الفسق فلا تتبيّنوا، والمجهول من الرواة ليس معلوم الفسق فلا تتبيّنوا، أي: لا يجب التبيّن، وبذلك تثبت حجية قول المجهول.

قلت: العلّة في الردع عن العمل بقول الفاسق إيقاع القوم بالجهالة، والعلّة هذه محقّقة في المجهول من الرواة، وعليه يكون مردوعا عن العمل برواياته، ولهذا قال الأصوليّون: إنّ مفهوم الآية: "إن جاءكم عادل" لأن العدالة هي التي تقابل الفاسق، فإذا تمّ ذلك - وهو صعب - تكون الآية بمفهومها مانعه عن العمل بخبر المجهول لعدم تحقّق عدالته.

بل يقال: إنّه على القول بعدم تحقّق المفهوم للجملة الشرطية، فإنّ الآية

المباركة لا تثبت جواز العمل بأخبار الراوي المجهول، لأنّ مفهومها الشخصيّ: إن لم يكن فاسقا فلا تتبيّنوا بملاك الفسق خاصة، وهذا لا ينفي وجوب التبيّن بملاك آخر وهو كون الراوي مجهولا.

هذا كلّه، إضافة إلى الآيات الدالّة على حجيّة خبر الثقة أو الروايات الدالة على ذلك ما تسقط معه حجية خبر المجهول من الرواة، وهذه الآيات والروايات - على القول بالمفهوم الأول للآية - تكون رادعة بمنطوقها عن مفهوم الآية السابقة، وبذلك يعلم عدم حجية قول المجهول من الرواة سواء كان مشهوراً أم غيره.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الدراية، للشهيد الثاني، ص 69.

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)