المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



النظم والضوابط والانضباط  
  
1731   10:58 صباحاً   التاريخ: 18/10/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص79 ــ 84
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2017 2974
التاريخ: 19-4-2016 1921
التاريخ: 29-6-2016 2412
التاريخ: 30-4-2017 2386

يؤكد علماء النفس على الاهتمام بثلاثة أسس واصول في تربية الطفل(1)، أصل المحبة مصحوب بالحماية وأصل الحرية واصل الانضباط، ومزيج هذه الأصول مع رعاية النسب الملائمة لمصلحة ورشد الطفل يعتبر من واجبات الوالدين والمربين وان إهمالها له آثار سلبية، ومن الأمور المعقدة بالنسبة للمربين السيطرة على انضباط الطفل خصوصاً إذا كانت هناك مشاغل أخرى لدى الآباء والمربين ويتعسر عليهم التواجد دائماً إلى جنبه لإعطائه النصائح اللازمة والتحذيرات المهمة في الوقت المناسب. 

والغفلة عن ذلك أحياناً يؤدي إلى الإهمال الذي سينعكس على الوضع الحالي والمستقبلي له.

مفهوم الانضباط

الانضباط يعني ضبط النفس أمام عوامل الزلل، ويقع هذا المصطلح مقابل الحرية المطلقة وغير المقيدة. أساس الانضباط هو السيطرة والمراقبة لحالات وحركات ومواقف الفرد ولهذا منافع ملحوظة للطفل وأمان من المخاطر يحصل هذا الأمر عن طريق الآخرين أحياناً وأحياناً عن طريق الشخص نفسه، وهذا لا يعني تحطيم الرغبة الطبيعية للفرد وإنما وضعها داخل ضابطة وتحديداً لسلوكه. يمكن تشبيه الحرية بالشعلة فإن وضعت بالمكان المناسب فإنها ستؤدي إلى تدفئة المحيط وإن تركت لحالها ستسبب المخاطر. أما المراقبة الذاتية والانضباط الذاتي فإنه ينشأ من الوعي ومن أهميته القصوى، وهذا يحتاج إلى رفع مستوى معرفة الفرد وتحفيزه لكي يصبح رقيباً على سلامة جسمه وروحه وللوصول إلى هذا الهدف يلزمه ذلك الحرية.

ضرورة وأهمية ذلك

يعتبر الضبط، النظم أحد أهداف تربية الطفل. إن كان هدف الإنسان إخراج عضو مفيد للمجتمع، وإن كان الغرض هو توسيع التعاون الاجتماعي وإطلاق الحريات المشروعة والتنمية والتقدم الثقافي فإن جميع ذلك يستلزم الانضباط ووجود الضابطة.

تفرض الحياة الاجتماعية وجود الانضباط في حياة الفرد لكي يتمكن الجميع من الوصول إلى حقوقهم والإيفاء بتعهداتهم وخلاف ذلك لا يمكن حسن الظن بالمجتمع أو صلاحه.

وجود الانضباط يؤدي إلى منع الفوضى والأنانية والعجب وعدم الأمن.

يرغب الطفل أحياناً ببعض الأمور المضرة له فيضع الوالدان والمربون الضابطة لذلك، وفي بعض الأحيان يستلزم الوقوف أمامه خوفا من وقوعه في الانحراف خصوصاً في مجال سلامة الروح والأمن الفكري.

نعم يعيش الطفل والشاب حالة من الصراع لأجل تطابقه مع النظم الموجودة خارجه، توجد في داخله رغبة صريحة للحرية المطلقة وهذا ليس بصلاحه ويجب تحديدها بإطار ضبطي مع أنهم سيمانعون على ذلك.

الانضباط والحرية

التمعن في مصطلح الانضباط يبدي أنه في تضاد مع الحرية لكن الحقيقة غير هذا.

الحرية شرط لتحقق الانضباط، في ظل الانضباط يمكن للفرد أن يحصل على حقه وأن يعلن عن أهدافه السرية وأن يستجمع حريته ويوجهها إلى جهتها المناسبة.

يظهر معنى الحرية إلى جانب الانضباط وتبرز شخصية الفرد إلى العيان.

أغلب الأطفال والشباب الذين يخلقون المتاعب لآبائهم ومربيهم ومحيطهم الاجتماعي هم من الذين لم يستجمعوا حرياتهم ويضعوها في قرارها المناسب، من المهم أن يكون الإنسان منضبطاً في جميع أعماله، في تنظيم أوقات فراغه، والقيام في وظائفه ومسؤولياته، وأن يهتم بالقانون وقواعد الحياة، وأن يجعل لنفسه حيثية واحتراماً من خلال دركه وفهمه. لو تعلم الحرية مع الانضباط بصورة مناسبة وسار تحت إشراف العقل سيكون ذلك مأمن للأفراد وتصبح حياتهم ذات معنى، وسلوكهم وحركاتهم خالية من المنغصات، وبهذا نستنتج أن الانضباط ليس محطماً للحرية، ولكنه يقننها ويضعها في إطار الضابطة، وهو عامل مهم للحياة العقلية، وسبباً لاستقرار الفرد في مسيره الطبيعي باتجاه الهدف.

نوع الانضباط

كما أشرنا إلى أن الضبط يمكن أن يكون ذاتي ويمكن أن يحصل من الغير، لكن الانضباط المهم والقيم للجانب التربوي هو النابع من الذات والمحمل على النفس ليصبح جزء من وجوده، أما الانضباط المفروض هو تقليدي وأعمى وقصير الأمد وان استمر يصبح قسرياً ومرفوضاً لكن الرقيب الذاتي مدعوم من الباطن وهو طويل الأمد وبدون أي قسر أو فرض ولا يصاحبه شعور بالعذاب والانقياد بل العكس العمل به باعث على النشاط، إذن نوع الضبط علاوة على كونه ذاتياً يجب أن يتناسب مع عمر وسعة صدر الفرد وأن يتصف بالشمولية وأن يخضع جميع الأعمال والسلوكيات إلى سيطرته، وبالتالي فإن هذا النوع يجب أن يأخذ بيد الفرد إلى الأهداف العالية وأن يكون أرضية مناسبة للخير والسعادة.

أسلوب تطبيق الانضباط

يجب تطبيقه بالشكل الذي يشعر بحاجته الطفل دائماً وأن لا يتحسس منه سلباً ويولد لديه عقدة، يجب أن يكون بصورة لا يعتقد الطفل بأنه نوع من الظلم وعدم عدالة الأبوين.

مستوى الضغط على الطفل في ظل الانضباط يجب أن يكون عقلائياً وطبيعيا وغير قسري أو يكون التسليم المطلق هي الغاية، يجب أخذ رغبات الطفل المشروعة بنظر الاعتبار، وان لا يتولد لديه شعور بأن ما يطلب منه ناتج من ضعفه أو صغر سنه أو قلة حيلته وعدم نضوجه، يجب أن نجعله يقتنع بمواقف والديه وما يطلباه منه بحيث يصيح مماشياً ومؤيداً لهما حول الضوابط المطلوبة، وحتى يجب عليه أحياناً أن يمارس تمرين الانضباط وأن يخطط لنفسه ولحياته ويضع برنامجاً لهما حتى أن شكله ومظهره يجب أن يكون بالوضع الذي يشعر معه بالسرور والنشاط.

البداية والعاقبة

يجب أن تبدأ عملية الضبط من الأشهر الأولى لعمر الطفل ليعتاد عليها، ويوضع له نظام في غذائه ومنامه واستحمامه وتنظيفه، يجب أن يوضح له من السنين الأولى بأن هناك حدوداً يجب مراعاتها، لا يمكنه الذهاب إلى كل مكان أو لمس كل شيء أو القيام بأي حركة يريدها.

الموانع والمحدوديات تتناسب مع عمر الطفل ومقدار استيعابه والأجدر بذل الجهد لجعل تلك الضوابط متأصلة في ذاته لتصبح جزء من وجوده ويجب أن يرافق ذلك تعليم وهداية وحسب قول أحد العلماء:

ليس الانضباط أن تمنع الطفل من الصعود إلى الشجرة ولكن الانضباط هو تعليمه طريقة الصعود.

ويستمر الضبط إلى نهاية العمر معه إلا أن فترة تكونه هي دور الطفولة ويجب أن يستقر قوامها في فترة الشباب وأن تصبح من الثوابت في رجولته وهكذا فإن التذكير المستقبلي سيجعله يتكامل ويتقدم.

بعض النقاط المهمة في تطبيق الحرية والانضباط

يجب أن لا ننسى ما يلي:

- الانضباط ليس هدفاً وإنما وسيلة إلى التربية الصحيحة.

- يجب تفهيمها إلى الأفراد قبل تطبيق أصولها وضوابطها وهنا يؤخذ بنظر الاعتبار فهم ودرك الأفراد.

- إذن درك وفهم الأمور الضبطية يجب أن ينفذ بصورة حتمية من خلال تطبيق الضغوط لأن وجود الحدود إلى هذه الغاية يعتبر من الأساسيات والمهمات.

- يقوم أصل تطبيق الانضباط على المداراة وليس على التهديد والتخويف والعقاب والاستبداد.

ـ مع وجود المراقبة المستمرة في تطبيق الأمور، إلا أنه يجب غض النظر عن البعض منها.

ـ لا يفوتنا أن الأصل في الانضباط هو استعمال الأسلوب الصحيح للقوى الفطرية والظروف والإمكانات.

ـ يجب تفهيم الطفل خلال تطبيق أسلوب الضبط بأنه وللوصول إلى الحرية يجب بذل السعي الأكثر وبناء النفس وإظهار القدرات الذاتية إلى الخارج.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ للكاتب: علم النفس وتربية الطفل ص83. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.