المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

زيد الخباز كان يبيع الخبز كوفي
8-9-2017
بيت الحكمة.
2023-05-19
تطبيقات للجمع العرفي
1-9-2016
ضبط رموز المشتقات : Notations For Derivatives
11-11-2021
Bracket Polynomial
12-6-2021
العلاقة بين الإدارة العامة والاقتصاد
8-9-2021


سنوات المحن والاضطرابات  
  
1286   05:08 مساءً   التاريخ: 8/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص81-83
القسم :

كانت الفترة الممتدّة بين عامي ( 66 و 75 ه ) بالنسبة للشام والحجاز والعراق فترة محن واضطرابات ، فلم يتحقّق في هذه المناطق الهدوء والأمن .

وشهد الحجاز هجوم قوات عبد الملك على مكة ومقتل عبد اللّه بن الزبير ، إلّا أنّ نصيب العراق من الاضطرابات كان أكبر من المنطقتين السابقتين . ويمكن القول بجرأة أنّ ما لحق بأهل العراق كان هو النتيجة الطبيعية لدعاء سبط الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) عليهم ، إذ رفع الإمام الحسين ( عليه السّلام ) يده بالدّعاء في كربلاء وقال :

« اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسنيّ يوسف وسلّط عليهم غلام ثقيف فيسومهم كأسا مصبّرة فإنّهم كذّبونا وخذلونا . . . »[1].

وانتقم اللّه تعالى من أهل العراق الذين كذّبوا الحسين بن عليّ ( عليه السّلام ) وخذلوه بواسطة رجل ارهابي مستبد هو الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان « لا يصبر عن سفك الدماء ، وارتكاب أمور لا يقدر عليها غيره »[2].

واتّخذ الحجّاج سجونا لا تقي من حرّ ولا برد ، وكان يعذّب المساجين بأقسى ألوان العذاب وأشدّه ، فكان يشدّ على يد السجين القصب الفارسي المشقوق ، ويجر عليه حتى يسيل دمه .

يقول المؤرّخون : إنّه مات في حبسه خمسون ألف رجل ، وثلاثون ألف امرأة منهنّ ستّ عشرة ألف مجرّدات ، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد[3] واحصي في سجنه ثلاثة وثلاثون ألف سجين لم يحبسوا في دين ولا تبعة[4] ، وكان يمرّ على أهل السجن فيقول لهم : إخسأوا فيها ولا تكلّمون[5].

وقد كان يسخر من المسلمين الذين يزورون قبر النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ويقول : تبا لهم ، إنّما يطوفون بأعواد ورمّة بالية ، هلّا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك ! ألا يعلمون أنّ خليفة المرء خير من رسوله[6] ؟ !

وعهد عبد الملك بن مروان بالملك من بعده إلى ولده الوليد ، وأوصاه بالإرهابي الحجّاج خيرا ، وقال له : وانظر الحجاج فأكرمه ، فإنّه هو الذي وطّأ لكم المنابر وهو سيفك يا وليد ويدك على من ناواك ، فلا تسمعنّ فيه قول أحد وأنت إليه أحوج منه إليك ، وادع الناس إذا متّ إلى البيعة ، فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا . . .[7].

ومثّلت هذه الوصية اندفاعاته نحو الشرّ حتى الساعات الأخيرة من حياته ، إذ لم يبق بعدها إلّا لحظات حتى وافته المنيّة ، وكانت وفاته في شوال سنة ( 86 ه )[8] وقد سئل عنه الحسن البصري فقال : ما أقول في رجل كان الحجاج سيئة من سيئاته[9].

 

[1] تاريخ الطبري : 5 / 451 وعنه في وقعة الطف : 254 وقريبا منه في الإرشاد : 2 / 110 ، 111 . وليس فيه : سنين كسنيّ يوسف ، ولا غلام ثقيف .

[2] حياة الحيوان : 167 .

[3] حياة الحيوان : 1 / 170 .

[4] معجم البلدان : 5 / 349 .

[5] تهذيب التهذيب : 2 / 212 .

[6] شرح النهج : 15 / 242 عن كتاب : افتراق هاشم وعبد شمس للدبّاس . وقد ورد الخبر قبله في الكامل للمبرّد : 1 / 222 . وفي سنن أبي داود : 4 / 209 والبداية والنهاية : 9 / 131 والنصائح الكافية لابن عقيل : 11 عن الجاحظ ، وفي رسائل الجاحظ : 2 / 16 .

[7] تاريخ الخلفاء : 220 .

[8] البداية والنهاية : 9 / 68 .

[9] مروج الذهب : 3 / 96 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.