أقرأ أيضاً
التاريخ: 26/9/2022
1039
التاريخ: 11-8-2021
2641
التاريخ: 5-2-2016
2667
التاريخ: 21-6-2021
1972
|
الاتجاهات النظرية المفسرة لعملية التحضر
لا ريب إن تاريخ الظاهرة يشكل جزا لا يتجزأ من كيانها الحاضر ومؤشر لما ستكون عليه في المستقبل ، كما أن هذا التاريخ يكون بعدا معرفيا له قيمته وإسهامه البارز في التفسير والتحليل والتنبؤ والتخطيط ومن خلال هذه الحقيقة سوف نقوم باستعراض الاتجاهات النظرية التي حاولت تفسير التحضر فيما يلي:
الاتجاه التاريخي:
يصور الاتجاه التاريخي تطور اشكال المجتمعات المحلية الحضرية الأولى ، ويهتم هذا الاتجاه كذلك بدراسة تحول المناطق الريفية إلي مناطق حضرية ، ويتناول التطور والانتشار الثقافي الحضاري ، ويتمثل هذا الاتجاه في كتابات كل من" جراس وكريستالر ولوتش واولمان " فقد ناقش هؤلاء العلماء الجذور التاريخية للمناطق الحضرية وطبيعتها وتنوعها وخصائصها، وكان من أشهر محاولات الاتجاه التاريخي تلك التي قدمها "جوردن تشيلد" حيث نجده يحدد بعض ملامح الثورة الحضرية المبكرة ، ومن بين هذه الملامح الاستيطان الدائم في صورة تجمعات
كثيفة ، وبداية العمل بالنشاطات غير الزراعية ، وفرض الضرائب ، وتراكم رؤوس الأموال ، وإقامة المباني الضخمة ، وتطور فنون الكتابة وتعلم مبادئ الحساب والهندسة والفلك ، واكتساب القدرة على التعبير الفني ، ونمو التجارة .
وعرض " لويس ممفورد " المدينة من وجه النظر التاريخية ، والقي الضوء على نموها وكبر حجمها وأشار إلى أنها تمر بمراحل ونماذج معينة هي (مرحلة النشأة ، مرحلة المدينة ، مرحلة المدينة الكبيرة ، مرحلة المدينة العظمى ، مرحلة المدينة التيرانوبوليس ، مرحلة المدينة النيكروبولويس ، وقد حدد " بوسكوف " الموجات الحضرية التي تعرض لها العالم عبر التاريخ إلي ما يلي:
1- الموجة الحضرية الأولى: من سنة 450 قبل الميلاد إلي سنة 500 بعد الميلاد ، وهي الفترة الكلاسيكية للتحضر حيث ظهرت فيها المدن الأولى حول مجاري الأنهار وأوديتها الخصبة .
2- الموجة الحضرية الثانية: من سنة 1000 إلي سنة 1800م ، وقد تزامنت هذه الموجه مع ما عرف في أوروبا بالعصر المظلم وقد ظهرت هذه المدن لتؤدي وظائف تجارية أو دينية.
3- الموجة الحضرية الثالثة: من سنة 1800م إلي الوقت الحاضر وقد ارتبطت هذه الموجة بالنمو الصناعي المكثف الذي أثر في نمو المراكز الحضرية وساعد على اتساع نطاقها مما أدى بالكثير من المدن إلي أن تخرج عن نطاق وظائفها المرسومة لها وجعلها تعاني من الكثير من المشاكل.
هذا و فقد ميز " ابريك لامبارد " بين أربعة أشكال من أشكال التحضر التي مر بها العالم وهي :
أ- التحضر البدائي: وتحدث فيه عن محاولات عديدة من قبل الإنسان ساكن المركز العمراني بصفة عامة لإحداث التكيف مع البيئتين الفيزيقية والاجتماعية.
ب- التحضر المميز: ويبدا في هذا الشكل من أشكال التحضر ظهور المدن وتتحدد وظائفها وتستبين خصائصها وتبرز مشكلاتها وهذا النوع من التحضر كان واضحا بالنسبة لمناطق مصر والعراق.
ت- التحضر الكلاسيكي : وتظهر فيه قيود عديدة حول نمو المدن وسكانها ويتسم هذا الشكل بالتمركز لعاصمي وظهور الدول المدينة مثل أثينا وروما وهو يمثل بداية الاستقرار الحضري الحقيقي.
ث- التحضر الصناعي : وهو المرحلة الأخيرة من التحضر التي بدأت تتضح ملامحها مع بدايات القرن العشرين حيث بدأ سيل الهجرة من الريف إلى المدن أملا في الحصول على فرص عمل أفضل وتحقيق مستوى معيشي أحسن.
وتناول " فوستيل دي كلانج " تاريخ المدينة العتيقة وأرجعها الى نفوذ الدين الحضري ، وعرض لويسی ممفورد المدينة من وجهة نظر تاريخية والقي الضوء على نموها وكبر حجمها وأشار إلى أنها تمر بمراحل ونماذج معينة هي:
1- مرحلة النشأة: ويقصد بها المدينة في فجر قيامها وتتميز بانضمام بعض القرى إلى بعضها واستقرار الحياة الاجتماعية إلى حد ما وقد قامت المدينة في هذه المرحلة بعد اكتشاف الزراعة واستئناس الحيوان وقيام الصناعات اليدوية والحرفية.
2- مرحلة المدينة: وتمتاز بوضوح التنظيم الاجتماعي والإداري والتشريع، وتتفشى فيها التجارة وتتسع الأسواق للمبادلة، وتتنوع الأعمال والوظائف والاختصاصات وتتميز بالتمييز الطبقي بين مختلف الفئات ، واتساع أوقات الفراغ ، وظهور الفلسفة ، ومبادئ العلوم النظرية والاهتمام بالفلك والرياضيات وقيام المؤسسات - والفنون ونشأة المدارس وعقد لقاءات المناظرات.
3- مرحلة المدينة الكبيرة: وتعرف بالمدينة الأم ويتكاثف فيها عدد السكان ويتوفر فيها الطرق السهلة وتربطها بالريف شبكة من المواصلات السريعة ، وتتهم فيها الحكومة بتحقيق مطالب سكانها وتنفرد بمميزات خاصة كالتجارة أو الصناعة وتتنوع الوظائف وتعدد المهن والتخصص ونشأة المعاهد الفنية العليا.
4- مرحلة المدينة العظمى: وتتمثل في انبثاق المدن العظمى في القرن التاسع عشر، ويبدو في هذه المدن التنظيم الآلي والتخصص وتقسيم العمل، وظهور الفردية وتنتشر النظم البيروقراطية في الإدارة وأجهزة الحكم ، ويظهر الصراع الطبقي بين العمال وأصحاب العمل ، مما يؤدي الى تناقضات اجتماعية وفساد في الادارة وتنتشر الانحرافات والجرائم في محيط الأحداث.
5- مرحلة المدينة الثيرانوبوليس: وتمثل أعلى درجات الهيمنة الاقتصادية للمدينة فيها تعتبر مسائل الميزانية والضرائب والنفقات من أهم الميكانزمات المسيطرة كما تظهر المشكلات الإدارية والفيزيقية والسلوكية الناجمة عن كبر الحجم ، ويشهد المجتمع حركة واسعة النطاق للرجوع إلى الريف او إلى مناطق الضواحي والأطراف هربا من ظروف العيش غير المرغوبة.
6- مرحلة المدينة النيكروبوليس: ويمثل هذا النموذج الحضري نهاية المطاف في مراحل التطور التاريخي ومع أنه لم يتحقق بعد إلا أنه آت لا محالة عندما يصل الانحلال إلى ذروته مقترنا بدرجة الحضرية وإحياء جديدة للريفية وظهور مدن الأشباح.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|