المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تصنيف الخريطة طبقاً لكيفية تمثيل الظاهرة الجغرافية
8-2-2016
رزيق أبو العباس
15-8-2017
ري أشجار العنب
2023-12-19
استفهام (متى ؟)
9/11/2022
مفهوم الأصل في المتهم البراءة
16-3-2016
Corynebacterium glutamicum
13-12-2017


الرفق  
  
1711   08:42 صباحاً   التاريخ: 18/9/2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص172 ـ 174
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

إن الرفق صفة تؤدي إلى زيادة المودة والحب بين الناس ومعناه لين الجانب والرأفة وترك العنف والغلظة في الأفعال والأقوال مع الناس وهو يوجب البركة وزيادة الرزق حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): (إن في الرفق الزيادة والبركة ومن يحرم الرفق يحرم الخير)(1)، وقال (ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجراً وأجلهما إلى الله عز وجل ارفقهما بصاحبه)(2)، وان الرفق يؤدي إلى النجاح وتسهيل الصعاب، حيث قال الصادق (عليه السلام): (من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس)(3)، وقال الإمام علي (عليه السلام): (الرفق مفتاح النجاح)(4)، وقال: (الرفق ييسر الصعاب ويسهل شديد الأسباب)(5).

وقال لنكولن منذ مئة عام مضت: (ثمة مثل قديم يقول: إن نقطة من العسل تصيد من الذباب أكثر مما يصيد برميل من العلقم؛ وكذلك الحال مع البشر؛ إذا أردت أن تكسب رجلاً إلى جانبك فأقنعه أولا بأنك صديقه المخلص، فهذه (نقطة من العسل) تصيد قلبه، وتلك وحدها هي الطريق المؤدية إلى قلبه)(6).

قصة غريبة عن الرفق:

قال أحد مستأجري شقة في عمارة سكنية هناك مستأجر مسكن كتب للمالك وقال له: إنني سأخلي مسكني بمجرد أن ينتهي عقد الإيجار، والحقيقة إنني لم أكن أريد أن أخليه، وإنما قصدت أن أمهد لطلب خفض الإيجار ولكن الموقف بدأ ميئوساً منه لا رجاء فيه، إذ قد جرب سكان غيري هذه الوسيلة فلم تجدهم نفعاً، وعندئذ قلت لتفسي: (إني أدرس برنامجاً في فن معاملة الناس، فلماذا لا أجرب المبادئ الي درستها، مع صاحب البيت وأرى ما يحدث)، وأتى المالك لزيارتي، ومعه سكرتيره، بمجرد أن تسلم خطابي، فقابلته بتحيةٍ حارة، وترحيب بالغ، مشفوع ببسمة مشرقة، وبشاشة ظاهرة).

(ولم ابدأ الحديث عن فداحة إيجار مسكني، وإنما رحت امتدح له المسكن، وأثني على الأيام السعيدة التي قضيتها فيه.. والحق أنني كنت (مسرفاً في ثنائي، مخلصاً في تقديري)، ثم أبديت له إعجابي بالطريقة التي يدير بها أملاكه، وقلت إنني أود لو أمكث في المسكن سنة أخرى، لولا أن مقدرتي المالية لا تسمح).

 (ولاح لي كأن الرجل لم يعهد هذا الاستقبال الحار من مستأجر آخر، وبدت عليه الحيرة، ولم يدر ماذا يقول!، ثم انطلق يقص علي ما يلقاه من المستأجرين من عناء، حتى إن أحدهم أرسل له أربعة عشر خطاباً في شهر واحد بعضها جارح مهين، وهذا آخر يهدد بفسخ عقد الإيجار إن لم يكف ساكن الطابق الذي يعلوه عن شخيره المزعج، ثم أردف قائلا: فيالها من سعادة أن أجد مستأجرا مسالماً مثلك)، ودون أن أسأله شيئاً، قبل الرجل أن يخفض إيجاري إلى الحد الذي أريده)، وبينما أنا أودعه التفت إلي وسألني: أمن زخرفة أستطيع أن أزين بها مسكنك؟، فلو اني حاولت أن أخفض إيجار مسكني بالطرق التي يستخدمها المستأجرون الآخرون، لكنت حقيقاً بأن أحصل على الخيبة نفسها التي صادفوها، لكني بلغت ما أريد بفضل الحديث الودي والرفق والتقدير)(7).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: ج2، ص119، ح7.

2ـ المصدر السابق: ص120، ح15.

3ـ المصدر السابق: ص120، ح16.

4ـ غرر الحكم: ص244، ح4975.

5ـ المصدر السابق: ح4993.

6ـ من كتاب كيف تكسب الأصدقاء (ديل كارنيجي)، ص45.

7ـ المصدر السابق: ص147. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.