غالباً ما تظهر عند الطفل رغبة في اواخر الثالثة من عمره بالاختلاط ومصاحبة الآخرين تدريجياً غير الاب والام، ويسعى الى تكوين صداقة مع الآخرين، ويهدف من هذه العلاقة التي يبنيها مع أي شخص الى اللعب واللهو والتسلية فقط، ولذلك فليس مهماً بالنسبة للطفل مع من يقيم هذه العلاقة؟. غالباً ما ينشد نحو اطفال الاقارب والجيران، واطفال الارحام الذين هم اكثر قرباً ـ افراد مناسبون لأطفالنا ـ ولذلك يركز الطفل عليهم اكثر ويفضلهم على غيرهم، وربما كان لعب الطفل مع اخيه او اخته في البيت والانس بهما اكثر انواع العشرة سهولة وبساطة.

ومن الناحية التربوية فإن الاطفال الصغار بحاجة الى رفاق من العمر نفسه. والاسرة النموذجية هي التي تشتمل على عدة اولاد مع تفاوت بسيط في السن، قليل بحيث يمضون اوقاتهم مع بعضهم البعض ويقنعون ببعضهم البعض، وفي غير هذه الحالة فعلى الام والاب (واحياناً كليهما) ان يمضيا لحظات واوقات معينة في الليل والنهار بجانب الطفل ويتصابيا معه ليشبعا جانب الطفولة عنده.

وبالطبع يجب الالتفات الى نقطة مهمة في موضوع الصداقة عند الاطفال، وهي ان الطفل وبمقتضى طبعه فإنه يعيش حاضره ويقوم بتقليد ما يراه، وهذا ما يؤدي احياناً الى سوء التعليم والانحراف والانزلاق، ووظيفة ولي امره والمشرف عليه هنا هي المراقبة والإشراف في هذا المجال.