أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/9/2022
843
التاريخ: 23/9/2022
964
التاريخ: 13/9/2022
1229
التاريخ: 16/9/2022
1428
|
نشأة الإخراج
لم ينتشر استعمال كلمة إخراج إلا منذ أواخر القرن التاسع عشر ولو أنها من الناحية العملية كانت تمارس منذ القدم وكانت ملازمة للدراما منذ نشأتها وقد عرف الإخراج في مصر القديمة في ظل الكهنة والمنشدين للأناشيد وعرفته اليونان القديمة كذلك وكان يمارس على أيدي مدربين وممارسين وظهرت فئات الملقنين والأصوات والمؤثرات الصوتية وحتى على ألسنة الشخصيات التي تلعب أدوارة في الدراما فمثلا عرف الإخراج في روايات شكسبير وعلى لسان هاملت الذي كان يلقى دائمة النصائح على الممثلين الجائلين.
وعرف الإنسان الإخراج المسرحي في فترة متقدمة جدا من التاريخ وذلك بناء على ما وجد في الآثار المتبقية من الإنسان القديم حيث ترك لنا دلائل واضحة وملموسة على ممارسته للفنون المسرحية وعلى سبيل المثال المسارح المنتشرة في أرجاء المعمورة والتي يرجع تأسيسها إلي تواريخ قديمة ومن ذلك المسارح الموجودة في المخلفات الأثرية الفرعونية وفي الآثار الفينيقية والإغريقية والرومانية.
كان الإخراج المسرحي يعتمد على حركة الممثلين على خشبة المسرح دون التقيد بملابس أو إضاعة أو حتى دون حوار محدد ومن ذلك كانت عملية الإخراج ذاتية حيث أن كل شخصية تقدم ما تراه مناسبة وفي أحيان أخرى كان أحد أفراد المجموعة هو الذي يتولى عملية القيادة التي نسميها نحن اليوم بالإخراج.
ومع تطور المجتمع البشري وتمدنه تطور المسرح وأخذ بالتخصيصية حيث أصبح يعالج مواضيع سبق التخطيط لها ومن ذلك توصل الإنسان إلى النص المسرحي وبخروج النص المسرحي دعت الحاجة إلى وجود من يتصور كيفية تنفيذ ذلك النص ومنها توصلنا إلى ما يعرف اليوم بالمخرج الذي يضع تصورا معينا لتنفيذ ذلك العمل وبذلك يشرف على التنفيذ من البداية إلى النهاية هذا ما يعرف بالمخرج المطلق اي من يقوم بكافة التصورات ومحاولة تنفيذها حرفيا.
ومع ظهور التكنولوجيا وتطور المعدات وتقدم الإنسان فنيا دعت الحاجة إلي أنواع من التخصصية حيث ظهر تخصص الإضاءة وهندسة المناظر والملابس والتنكر وبذلك تعقد عمل المخرج حيث أصبح يحتاج إلي أكثر من مجهود إنسان واحد.
والإخراج المسرحي هو أقدم أنواع الإخراج التي عرفها الإنسان وكذلك هو أصعبها حيث يعتمد على الحركة الدائمة والحوار الجذاب والتناسق في ربط المشاهد والفصول مع بعضها البعض والإخراج المسرحي هو عملية فنية إنسانية لا دخل للآلة فيها إلا في حالات محدودة جدا وفي العصر الحديث تعقد الإخراج المسرحي حيث تشعب في التخصص من المسرح الجماعي إلى المسرح الغنائي والمسرح الفردي ويشمل المسرح الجماعي نوعين من المسارح منها التراجيدي (المأساوي) والكوميدي (الضاحك) ومن ذلك يتضح مدى صعوبة العمل في الإخراج المسرحي.
ويعتمد الإخراج المسرحي على ثلاث عناصر أساسية هي النص الجيد والممثل الجيد والمكملات الجيدة إذا غاب النص الجيد سيفقد عنصر الجذب الموضوعي وبذلك ستفقد المعالجة الإخراجية قيمتها كذلك الكلام بالنسبة للمثل إذا غاب الممثل الجيد فإن عملية الإخراج سيقضى عليها حتى وإن كان النص جيدا أما المكملات وهو ما نقصد به الإضاءة والمؤثرات الصوتية والملابس فإنها عوامل مساعدة لإبراز العمل المقنع وإضافة الجو المناسب لما هو مطروح من ذلك نخلص إلى أن عملية الإخراج المسرحي هي عملية اختيار لكل شيء من النص الى مناسبة العرض فإذا وفق المخرج في عملية الاختيار كتب لعمله نصيب من النجاح والاختبار يتمثل في الأسلوب ومن يقدم ذلك العمل من فنيين وفنانين.
ومع بداية القرن الخامس عشر بدأ الإنسان تجاربه على التصوير الضوئي وبعد فترة من الزمن توصل إلي التصوير المتلاحق وكان المصور هو كل شيء أي أنه هو المخرج وصاحب النص غير أن ذلك لم يدم طويلا حيث تكررت نفس قصة المسرح عندما تقدمت آلة التصوير وتطورت ودخل النص والممثلون مجال الأشرطة وبذلك بدأ العمل يتعقد في البداية كانت الأشرطة الخيالة تعتمد على تسجيل الظواهر الطبيعية واللقطات العامة الغير مقيدة بموضوع معين ولكن دخول النص والممثلين في هذا المجال جعله يتعقد وعليه دعت الحاجة الى التخصص ومنها نتج التخصص في التصوير والكتابة والإخراج.
أصبح التخطيط في تنفيذ الأعمال السينمائية خطوة مهمة والتخطيط يشمل البحث في النص المناسب ومن يقوم بتنفيذ ذلك النص وكذلك طرق تركيب ذلك النص مع وضع بداية ووسط ونهاية كل ذلك يحتاج إلي تصور ومن هنا كان دور المخرج مهما.
إذ أن المخرج هو من يضع التصور لتنفيذ عمل معين وعليه فهو يحتاج إلي مجهودات مساعدة سواء في التصوير أو الإضاءة أو الجميع وظهر التخصص في مجال السينما وأصبحت ملموسة حيث تجد مدير التصوير ومدير الإضاءة ومهندس الصوت وكذلك مصممي الأزياء والمناظر ومن ذلك يتضح كما في المسرح أن دور المخرج هو تجميع مجموعة من الجهود وجعلها تعمل في مسار واحد لتنفيذ عمل معين.
وتطورت السينما تطورا كبيرة في مدة ليست بالطويلة حيث أصبحت تشمل عدة تخصصات في مجال الأشرطة منها التعليمي والإرشادي ومنها الوثائقي والروائي ومنها ذو مغزى تجاري بحت ومنها ما هو فني من أجل الفن ذلك كله أدى إلى ظهور صناعة خاصة تعتمد على الفن السينمائي الذي بدوره فرض وظائف معينة مثل وظيفة المخرج فالمخرج السينمائي هو الإنسان الذي يضع تصورا لشريط معين ويعمل على الإشراف المباشر على كافة الطاقات المنفذة للتصور الذي وضع مسبقا منه وهو المسئول الأول والأخير على كل كبيرة وصغيرة في تخطيط ذلك العمل وفي اختيار العناصر المنفذة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|