الآثار البيئية لتلوث التربة:

تتضح اثار تلوث التربة وانعكاساتها السلبية على عناصر البيئة الأخرى الناجمة عن ذلك من خلال الحقائق الاتية:

1- يترتب على تلوث التربة مشاكل بيئية خطيرة منها ضعف خصوبة التربة وانخفاض أنتاج المحاصيل الزراعية ويؤثر تلوث التربة في تكوين النبات الطبيعي ويترتب على تلوثها أيضا لحجز جزء منها عن التطور وكذلك تغير خصائصها الفيزيائية والكيميائية والبايلوجية كما في التركيب والمسامية والتوصيل الكهربائي وللأيونات الموجبة والسالبة، فضلا عن الكائنات الحية الموجودة في التربة والمسؤولة عن تحطيم وهضم للبقايا النباتية وبالتالي تحدد نسب المادة العضوية في التربة.

2- تشير الدراسات العلمية إلى أن مناطق في العالم وخلال العقدين من القرن العشرين للمدة من (۱۹۷۰-۱۹۹۰) فقد فقدت حوالي (4۸۰ بليون طن) من السطح العلوي الخصب للتربة وهو ما يعادل ما تمتلكه الهند بأكملها من تربتها الزراعية وكان التلوث التربية الدور الأكبر في ذلك إن لم يكن له الدور كله.

3- يؤدي تلوث التربة بالكيمياويات إلى حدوث أضرار على الماشية والأغنام والطيور والدواجن بأمراض يسهم في انخفاض الإنتاجي الحيواني كما يؤثر في النبات وتكوينه الطبيعي مما يؤدي إلى انخفاض قيمته الغذائية ، وتصنف الأمم المتحدة (15.6%) من الأراضي الزراعية المتردية في العالم على اساس انها متردية جدة، وهذه هي الاراضي التي تدمرت وظائفها البايلوجية الأصلية أي قدرتها على تحويل المغذيات الى شكل ممكن استعماله من قبل النبات الى حد كبير.

4- نقص المواد الغذائية اللازمة لنمو الإنسان ومسئوله عن حياته على سطح الأرض أي قد تتسبب في تسمم النباتات والحيوانات والنظام البيئي واختفاء مجموعات نباتية وحيوانية أو بمعنى انقراضها مع مرور الزمن ، ويوجد في اليابان نحو(1675) دونم من الأراضي الزراعية ملوثة بدرجة لا تسمح بإنتاج الرز، كما بلغ ما فقد من الأراضي الزراعية بسبب صهر الفلزات في المملكة المتحدة منذ العصر الروماني (۱۰۰۰۰۰۰) دونم.

5- تشير الدراسات العلمية أيضا إلى أن ما أستعمل من مواد كيمياوية خلال الحرب الكيميائية في حرب الهند الصينية الثانية الحقت الضرر بالترب وبالبيئة بصفة عامة ، فقد تم رش ملايين اللترات من مختلف مبيدات الأعشاب فوق مساحة تبلغ (۳۵۰۰۰۰) دونم في الهند الصينية في المدة من عام (۱۹۹۱–۱۹۷۱) مما اسفر عن تدمير واسع النطاق للمحاصيل والأحراش وأدى ذلك إلى تأكل واسع النطاق التربة والقضاء على الحياة البرية الارضية.

6- اثبتت البحوث العلمية أيضا، بأن نسبة (50%) من كمية المبيدات التي يتم رشها للمحاصيل تصل إلى التربة الزراعية بطرائق مباشر أو غير مباشرة وهذه البقايا من المبيدات لها تأثير مباشر على الكائنات الحية الموجودة في التربة التي تلعب دورا هاما في خصوبتها فهي المسؤولة عن هدم المواد العضوية او تثبيت الأوزون الجوي وانتاج النشادر والنترات والنتريت واي اخلال في نشاط هذه الكائنات هو في الحقيقة تقليل خصوبة التربة التي انعكست على كمية الإنتاج.

7- أسهمت عملية رش الأراضي الزراعية بالمبيدات في جمهورية مصر العربية في تلويث التربة الزراعية بكميات هائلة من المبيدات لا تقل عن (۳۰۰) الف طن وتشير بعض الدراسات إلى أنه لم تبق بقايا المبيدات الملوثة لسطح النبات مدة لا تقل عن (۲۱) يوما نجد أن نفس المبيد يبقى في التربة الزراعية عدة اشهر او سنوات فعلى سبيل المثال مبيد (D.D.T) لا يبقى على سطح النبات اکثر من ۲۱ يوما بينما يبقى في التربة 40 عاما ويبقى مبيد اللندين والديلدرین ۱۳ سنة والاندرين والهيتاكلور 15 سنة.

8- ويؤثر تلوث التربة والمياه على نوع وكم الكائنات الحية في النظام الأيكولوجي، فقد أشارت أحد التقارير الى أن هناك أكثر من (600) نوع من الحيوانات والطيور معرضة لخطر الانقراض بسبب تلوث البيئة وأكثر من ۱۰۰۰ نوعا من النباتات النادرة أخذت بالانقراض.

9- تؤدي سقوط الأمطار الحامضية على الترب الجيرية إلى إذابة عنصر الكالسيوم والمغنيسيوم فتحدث تأكل في التربة، وتحمل معها هذه العناصر الى الأنهار والمياه الجوفية كما تؤدي الإمطار الحامضية إلى زيادة ذوبان كثير من العناصر الغذائية للنبات في التربة مثل الحديد والمنغنيز والزنك والنحاس والكالسيوم والمغنيسيوم وتصبح هذه العناصر غير متيسرة في التربة و البعيدة عن امتصاص جذور النباتات فيقل انتاج المحاصيل الزراعية كذلك تؤثر على الكائنات الدقيقة في التربة.

10- نتيجة لانفجار المفاعل النووي في (تشرنوبل) في الاتحاد السوفيتي السابق فقد تأثرت التربة الزراعية في المناطق الزراعية واكد البروفسور ((جرودزنسكي)) آن نحو مليوني هكتار من الأراضي الزراعية في اوكرانيا وبيلوروسيا قد اصبحت ملوثة بالإشعاع نتيجة تساقط السحب المشعة مع الأمطار فوق هذه التربة وجعل التلوث الكيميائي في بولندا ربع التربة غير صالح لإنتاج الغذاء.

11- يؤدي تلوث المحاصيل الزراعية بالكيمياويات الضارة إلى إصابة الإنسان بالإمراض فضلا عن إصابة الأغنام والدواجن بالإمراض التي تؤدي إلى انخفاض الإنتاج الحيواني.

12- يسهم الرعي الجائر خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة الى تقليل الغطاء النباتي ويفكك التربة السطحية ويجعلها أكثر عرضة لتأثير الرياح.

13- تسبب العناصر الثقيلة الصداع المزمن للإنسان والإرهاق العام وتلف الكلى وارتفاع ضغط الدم وأمراض في الجهاز العصبي، أن تدخل العناصر الثقيلة الى جسم الإنسان ضمن الدورة الطبيعية (تربة ونبات وحيوان وإنسان) وعند دخولها إلى إحدى حلقات الدورة الطبيعية تؤدي إلى انهيار الحلقات البيئية نتيجة لسميتها المتزايدة.