المدارس البيئة الفلسفية:

- المدرسة الحتمية (الحتم البيئي): يعتقد أصحاب هذه المدرسة بأن الإنسان أبن البيئة، وهي من أوجدته وهي من تتكفل في رعايته، أي تؤثر فيه دون أن يؤثر بها، بمعنى أن الإنسان مخلوق سلبي لا يمكن له أن يسهم في تغيير بيئته. ومن أنصار هذه المدرسة (هيبو قراط) الذي ربط بين المناخ من جهة وبين طبائع الشعوب من جهة أخرى، وتشير مثل هذه الآراء إلى التأثير الكبير للبيئة على الانسان الى درجة الاعتقاد بان الانسان هو نتاج البيئة التي توجه فكره، وتؤثر على جميع أنشطته في الحياة والذي ورد في كتابه (الهواء، الماء، المكان)، كما يعد ارسطو وكتابه (السياسة) الذي انعكست افكاره في تأثير البيئة على الانسان فقد وجد ترابط بين المناخ وطبائع الشعوب، ويعد ابن خلدون في القرن الرابع عشر الميلادي) من المؤيدين بالحتم البيئي وقد ظهر ذلك في كتاباته وخاصة في العمران والحضر، ومن بعده ظهر الاهتمام بتأثير البيئة في الانسان في أوربا وخاصة في عصر النهضة وحركة الكشوف الجغرافية. ومن رواد هذه المدرسة ايضة الألماني ريتر (Riter) الذي أشار إلى تأثير البيئة على الأنسان، فضلا عن كونه لم يغفل دور الانسان في البيئة، وأشار همبولت (HumboLtt) الى التأثير المباشر والشديد للبيئة على الإنسان، في حين أشار هيكل إلى (نظرية العلاقة بين الأرض والانسان) وأطلق على هذه العلاقة بعلم الارتباط بالبيئة ( Ecology) بمعنى إنها دراسة العلاقة بين الكائنات الحية وبيئتها في مكان واحد، وقد اشار راتزل (Ratzel) ومن بعده تلميذته (الين سمبل ) (Elensample) إلى الانسان واعتبروه بأنه من (نتاج الأرض) حاله حال النبات ترعرع فيها وتغذى منها.