أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/11/2022
819
التاريخ: 8/11/2022
1911
التاريخ: 18-5-2021
1566
التاريخ: 19-5-2021
1991
|
التجربة الأمريكية
أجرت القوات البرية والبحرية الأمريكية عمليات على أنهار منذ حرب الاستقلال الأمريكية. واعتمدت طبيعة هذه العمليات وتواترها بشكل كبير على الجغرافيا، بالإضافة إلى الإعداد العملياتي. على سبيل المثال، خلال الحرب الأهلية الأمريكية، كانت قوات الاتحاد والقوات الكونفيدرالية في الغرب مقيدة بصورة قوية بالأنهار بسبب طبيعة حوض الميسيسبي، ولكن بصورة أقل في المسرح الشرقي. ومع أن العمليات على الأنهار لم تكن دائرة حاسمة من الناحية العملية، فإنها قدمت بصورة اعتيادية مساهمة كبيرة في المتابعة الناجحة لأية حملة (1985 Fulton).
لعل العمليات العسكرية الأجدر بالذكر خلال حرب الاستقلال الأمريكية هي التحصينات والمعارك بهدف السيطرة على نهر هدسون، والتي أدت في نهاية المطاف إلى إنشاء قلعة ويست بوينت. وأصبحت هذه التحصينات ضرورية لأن نهر هدسون كان مركز الثقل الاستراتيجي في الحرب، والسيطرة على هذه المزية المهمة كانت حاسمة (1969 Palmer). ومن ثم، لم يدم الأمر طويلا بعد بدء الحرب حتى سعت القوات البريطانية والأمريكية للسيطرة على شبكة الممرات المائية الاستراتيجية ل"نهر هدسونبحيرة تشامبلين-نهر سان لوران" التي كانت حيوية في الهندسة الاستراتيجية للحرب؛ وذلك لسببين: الأول، أنها كانت الخط الطبيعي الفاصل بين نيو إنجلاند ومستعمرات إقليم الأطلسي الأوسط يضم نيويورك ونيوجرزي وبنسلفانيا)، وبالسيطرة عليها، استطاع البريطانيون دق إسفين بين مركز التصنيع والمركز الزراعي للمستعمرات، وبالتالي كسر المجهود الحربي. والثاني، أن هذا الممر المائي مرتبط مادية بالقواعد البريطانية في مدينة نيويورك ومونتریال (انظر الشكل 8-2). ومن ثم، كان الاستيلاء على الممر المائي من قبل المستعمرين ضرورية للحيلولة دون تركيز الجهد العسكري البريطاني وتفتيت قدراته على العمل في انسجام تام (1969 Palmer).
إبان حرب عام 1812، اشتبكت القوات الأمريكية والبريطانية مرة أخرى على الممرات المائية. وشهدت الحرب على المنطقة النهرية اشتباكات حاسمة ساهمت إلى حد كبير في مساعدة الجهود الأمريكية في منطقتين مهمتين استراتيجية هما: بحيرة اري ونهر سان لوران، ثم لاحقا بالقرب من نيو أورلينز. في عام 1813، قام العميد البحري بيري بتجميع أسطول على بحيرة إري لمجابهة تهدید بريطاني من كندا. وتولى بيري قيادة هذا الأسطول في سلسلة من الانتصارات المهمة على قوات البحرية البريطانية، وفاز بالسيطرة على البحيرات العظمى ونهر سان لوران، ليسمح لاحقا للأمريكيين بالتقدم إلى داخل كندا (1985 Fulton). وانتقلت مواضع الحرب عندما تحرك البريطانيون ضد نيو أورلينز في ديسمبر 1814. وعندما تجمعت قوات البحرية البريطانية في خليج المكسيك، تعاون الأمريكيون تحت قيادة العميد البحري باترسون لتشكيل قوة نهرية صغيرة لصد تقدمهم هذا. وانسحب الأسطول النهري الأمريكي الصغير وضم قواته إلى قوات الجنرال أندرو جاكسون للدفاع عن نيو أورلينز. وخلال المعارك البرية حول المدينة، استخدم باترسون أكبر زورقين حربيين لديه، وهما کارولینا ولويزيانا، لإنهاك قوات البحرية البريطانية. وقد ساعد هذا العمل إلى حد كبير على هزيمة البريطانيين على أبواب هذه المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية (1996 .Doughty et al).
خاض الجيش والبحرية الأمريكية طويلا بأسلوب المعارك القتالية المنخفضة الحدة خلال حروب سيمينول (1835-1842) في فلوريدا. وعملت القوات البرية والبحرية يدا بيد باستخدام المداخل والخلجان الصغيرة والمستنقعات في فلوريدا إيفرجليدس للمشاركة في حرب محبطة. ومرة أخرى، عمل المشهد النهري وسيلة للمواصلات وخطة للعمليات. فقد شهدت حرب سيمينول بناء مراكب نهرية متخصصة جدا تم إنشاؤها للقتال حصرة في البيئة النهرية الفريدة، وهي مزية فريدة من مزايا الحروب التي ستندلع مرة أخرى خلال الحرب الأهلية الأمريكية ولاحقا في فيتنام. فالأنهار تتطلب مراكب ذات عمود إدارة قليل العمق، ومراكب مائية مستقرة قادرة على دعم التسلح الثقيل (1996 Coombe). وبالتالي، قامت القوات الأمريكية تحت قيادة العقيد و. ج. وورث والضابط البجري ج. ت. ماكلافلين بتجميع أسطول متخصص يضم قوارب ذات أرضيات مسطحة وبطاريات مدفعية عائمة وقوارب صغيرة ومواصلات خاصة للقوات من أجل العمل في المستنقعات والأنهار الضحلة في المنطقة (1985 Fulton).
شهدت الحرب الأهلية الأمريكية عمليات نهرية من جميع الأنواع، ولعلها مثلت العمليات النهرية الأكثر انتشارا من أي حرب (1996 Coombe). على المسرح الشرقي، عملت الأنهار مثل عوائق للمناورة، حيث تطلبت تخطيطا أكثر عناية وعمليات عبور أوسع. أما على المسرح الغربي، فقد تدفق نهر الميسيسبي وروافده الرئيسية بصورة اعتيادية بموازاة خطوط التقدم الاتحادية، وبالتالي عملت مثل خطوط عمليات. ولذلك، فإن الحرب الأهلية الأمريكية شهدت تطوير مراكب نهرية على درجة عالية من التخصص، وكانت مصممة أحيانا للتعامل مع الخصائص الطبيعية الفريدة لنهر معين ( Coombe 1996). كان كثير من أهم انتصارات الاتحاد عبارة عن حملات نهرية، وربما ساهمت أكثر من أية معارك أخرى، في تسريع انهيار القوات الكونفيدرالية (1994 Miles).
مثلت الحرب الأهلية ذروة العمليات الأمريكية على الطبيعة النهرية حتى الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام. ذلك أن الجبهة الغربية الجامدة للحرب العالمية الأولى قد تسببت بعمليات صغيرة ضيقة النطاق فحسب، ولم يكن لها تأثير كبير في نتائج الحرب. ومع ذلك، استلزمت العمليات خلال الحرب العالمية الثانية عددا من عمليات عبور الأنهار الرئيسية، وأحيانا كانت تستوجب مشاركة كل الفيالق والجيوش. في فيتنام، استلزمت العمليات في دلتا نهر میكونج تشكيل قوة نهرية مشتركة من الجيش والبحرية. وتم تشكيل هذه القوة من المراكب المائية الفريدة المصممة للتعامل مع المتطلبات العملياتية للطبيعة النهرية (1985 Fulton). ومما لا يثير الدهشة أن كثيرا من المراكب النهرية في زمن الحرب الفيتنامية بدت مشابهة بشكل ملحوظ لقريباتها من المراكب التي استخدمت في زمن الحرب الأهلية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|