المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



من تراث الشهيد: في رحاب القرآن الكريم  
  
1675   04:14 مساءً   التاريخ: 28-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص216-218
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2016 3289
التاريخ: 18-3-2016 8540
التاريخ: 18-3-2016 3498
التاريخ: 18-3-2016 3331

لقد اعتنى أهل البيت الطاهرون بالقرآن الكريم اعتناءا وافرا فعكفوا على تعليمه وتفسيره وفقه آياته وتطبيقه وصيانته عن أيدي العابثين والمحرّفين ، وتجلّت عنايتهم به في سلوكهم وهديهم وكلامهم . وقد اثرت عن الإمام أبي عبد اللّه الحسين ( عليه السّلام ) كلمات جليلة حول التفسير والتأويل والتطبيق ، وهي جديرة بالمطالعة والتأمل نختار نماذج منها :

أ - قال ( عليه السّلام ) : « كتاب اللّه عزّ وجل على أربعة أشياء : على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق ، فالعبارة للعوام ، والإشارة للخواص واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء »[1].

ب - « من قرأ آية من كتاب اللّه في صلاته قائما يكتب له بكل حرف مئة حسنة ، فإن قرأها في غير صلاة كتب اللّه له بكل حرف عشرا ، فإن استمع القرآن كان له بكل حرف حسنة ، وإن ختم القرآن ليلا صلّت عليه الملائكة حتى يصبح ، وإن ختمه نهارا صلّت عليه الحفظة حتى يمسي . وكانت له دعوة مستجابة وكان خيرا له ممّا بين السماء والأرض »[2].

ج - وعنه ( عليه السّلام ) في تفسير قوله تعالى : تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ يعني بها « أرض لم تكتسب عليها الذنوب ، بارزة ليست عليها جبال ولا نبات كما دحاها أوّل مرة »[3].

د - وسأله رجل عن معنى ( كهيعص ) فقال له : لو فسّرتها لك لمشيت على الماء[4].

هـ - وقال النصر بن مالك له : يا أبا عبد اللّه حدّثني عن قول اللّه عزّ وجلّ هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ، قال : « نحن وبنو أمية اختصمنا في اللّه عزّ وجلّ ، قلنا صدق اللّه ، وقالوا : كذب اللّه ، فنحن وإيّاهم الخصمان يوم القيامة »[5].

و - وفي قوله تعالى : الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ قال ( عليه السّلام ) : « هذه فينا أهل البيت »[6].

ز - في قوله تعالى : قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال ( عليه السّلام ) : « انّ القرابة الّتي أمر اللّه بصلتها وعظم حقّها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب حقّنا على كلّ مسلم »[7].

ح - وفسّر النعمة في قوله تعالى : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ « بما أنعم اللّه على النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) من دينه »[8].

ط - وفسّر الصمد بقوله : إنّ اللّه قد فسّره بقوله : لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [9].

ي - وقال : « الصمد : الذي لا جوف له ، والصمد : الذي قد انتهى سؤدده ، والصمد :

الذي لا يأكل ولا يشرب . والصمد : الذي لا ينام ، والصمد : الدائم الذي لم يزل ولا يزال »[10].

ك - وروي أن عبد الرحمن السلمي علّم ولد الحسين ( عليه السّلام ) سورة الحمد ، فلمّا قرأها على أبيه أعطاه ( عليه السّلام ) ألف دينار وألف حلّة وحشا فاه درّا ، فقيل له في ذلك ، فقال ( عليه السّلام ) : وأين يقع هذا من عطائه ؟ يعني بذلك تعليمه القرآن[11].

 

[1] موسوعة كلمات الإمام الحسين : 551 عن جامع الأخبار : 48 .

[2] المصدر السابق : 551 ، عن الكافي : 2 / 611 ، الحديث 3 .

[3] المصدر السابق : 560 عن تفسير البرهان : 2 / 323 .

[4] المصدر السابق : 561 عن ينابيع المودّة : 484

[5] المصدر السابق : 563 عن حياة الحسين : 2 / 234 .

[6] المصدر السابق : 564 عن بحار الأنوار : 24 / 166 .

[7] موسوعة كلمات الإمام الحسين : 565 عن بحار الأنوار : 23 / 251 الحديث 37

[8] المصدر السابق : 567 عن المحاسن : 1 / 344 الحديث 11 .

[9] المصدر السابق : 568 عن التوحيد : 90 الحديث 5 ثم نقل تفسيرها بشكل تفصيلي فراجع .

[10] المصدر السابق : 569 عن معادن الحكمة : 2 / 51

[11] المصدر السابق : 827 عن بحار الأنوار : 44 / 191 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.