التضاريس (Topography)

تعلب التضاريس دورا هاما في تكوين التربة من خلال الارتفاع أو الانحدار الشديدين وكذلك اتجاه هذه الانحدارات شمالا وجنوبا، وكذلك الارتفاع عن مستوى سطح البحر وذلك للعلاقة التي تربط بين نوع هذه الاشكال والمناخ المحلي الموجود في المنطقة. فعلى سبيل المثال تختلف درجات الحرارة في الجوانب المواجه للشمس عن تلك التي تقع في الظل وتختلف أيضا كمية المياه التي تنصب إلى داخل التربة في المناطق المرتفعة عن المناطق المنخفضة.

ويؤدي انحدار الأرض إلى جعل التربة معرضة دائما إلى خطر الانجراف والتعرية المستمرة كما وتختلف حالة الصرف ومستوى الماء الباطني مع اختلاف التضاريس وتسبب المناطق الشديدة الانحدار حركة مستمرة للتربة من الاعلى بفعل الجاذبية الأرضية وتعمل وفق ذلك الأمطار المتساقطة بجرف التربة بسبب سرعة جريانها على السفوح المنحدرة على جرف الطبقة السطحية للتربة مما يقلل من سمكها. ودائما ما تكون السفوح المواجه لاتجاه الرياح الرطبة تستلم كمية أكبر من الأمطار بالمقارنة مع تلك التي تقع عكس الاتجاه وبذلك تكون أكثر رطوبة وأقل عرضة للتعرية.

وينعكس أيضا تأثير التضاريس على بعض خصائص الترب لاسيما محتواها من المادة العضوية فامن المعروف أن المناطق شديدة الانحدار سوف تكون تربتها ضحلة وغير سميكة بسبب قلة الغطاء النباتي وتعرضها للانجراف المستمر على عكس مناطق الأحواض أو المناطق المنبسطة ولهذا السبب يكون من الصعوبة على ترب المناطق المنحدرة أن تصل إلى مرحلة النضج وإنما تبقى تربتها في طور الشباب بسبب الازالة المستمرة للأفق (A) ينكشف الجزء الأعلى من الافق (B) وتتحول المادة الأولية في الجزء الاسفل للأفق (B) إلى تربة وهكذا تبقى هذه التربة في طور التكوين شکل (10).