المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24



من بيده حق الاختيار النهائي  
  
1780   03:27 مساءً   التاريخ: 13-7-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص46ـ48
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2022 1899
التاريخ: 20-5-2018 2941
التاريخ: 9-12-2020 1940
التاريخ: 20-11-2018 1810

الزواج هو أحد أفضل السنن التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وآله وأحد حقوق الابن على والده هو أن يبادر الأب إلى تزويج أبنائه عندما يصلون إلى سن الرشد ومرحلة النضوج والبلوغ وعلى الأب أن يقدم كل ما يستطيع في هذا السبيل. على أن أهم قضية في هذا المجال هي كيفية اختيار الزوجة أو الزوج المناسب ومن بيده حق الاختيار النهائي للزوج المناسب للبنت أو الزوجة المناسبة للابن. صحيح أن الأب والأم هما أفضل من يستطيع الأبناء التشاور معه والاستفادة من توجيهاته وإرشاداته لكي لا يقعوا تحت تأثير الأحاسيس والمشاعر المؤقتة العابرة ولا يتورطوا بالتالي مع زوجة غير مناسبة أو زوج غير مناسب ويعيشوا مدى العمر في عناء ومشاكل ولكن لا يجب على الوالدين أبداً أن يرغما الشاب أو الفتاة على زواج لا يرغبان به أو أن يتمنعا ويماطلا في تزويج الشاب أو الفتاة في حال العثور على شريك الحياة المناسب - وذلك لأسباب ودلائل ليست صحيحة أو مقنعة - ويقولا للابن أو البنت : اذهب وافعل ما تريد وإياك أن تعود ثانية إلى البيت. نعم إن الوالدين لا يحق لهما أن يقولا مثل هذا الكلام لأبنائهما الذين يرغبون في الزواج وذلك لأن الأبناء بحاجة دائماً ومدى العمر إلى دعاء الوالدين وإلى مساعداتهما الفكرية الاستشارية والعملية أيضاً.

الرسالة: الهدف من كتابة هذه الرسالة هو أن تقولوا لوالدي ووالدتي بأن لا يذلا ابنهما ويحطما شخصيته بهذا الشكل، تفاصيل القضية كالتالي: قبل عام قبلت في جامعة... وفي هذا العام حيث أدرس السنة الثانية في الجامعة تعرفت على فتاة تتمتع بالحياء وعفيفة ومؤمنة كفؤة وذكية... من أسرة محافظة ومعروفة (هذه الصفات اكتشفتها من خلال علاقتي الطويلة بهذه الفتاة) وقد شعرت أنها - بهذه الصفات التي تحظى بها - مناسبة لي. وبعد فترة من الوقت صارحت أهلي بالموضوع. فغضبوا لهذا الأمر أشد الغضب وكأني أريد الزواج من إحدى الجنيات. إن الحالة التي انتابت أهلي لحظة إطلاعهم على موضوع علاقتي بهذه الفتاة تستحق المشاهدة حقاً لقد حاولت بكل الطرق الممكنة - والتي لا تخطر على بالكم - الحصول على موافقة والدي ووالدتي للزواج من هذه الفتاة ولكن دون جدوى، فأهلي يصرّون على أن:

١- هذه الفتاة لا يمكن العيش معها وهي بت مؤهلة للحياة الزوجية فهي ليست ربة بيت ولم تتعلم سوى الدراسة. ٢- إن سن هذه الفتاة يقارب سنك، الأمر الذي يجعلنا نواجه اللوم والانتقاد من قبل الأقارب. ٣-عائلة الفتاة عائلة فقيرة لا تناسبنا. ٤- لقد خطبنا لك من قبل إحدى بنات خالك. ٥- والأهم من كل ذلك أن الولد الذي يختار زوجته بنفسه لا مكان له بيننا.

١- إنني لا أدري هل أن والدك ووالدتك قد زارا أهل الفتاة والتقيا بهم أم لا؟ فالصفات التي ذكرتها هي من أهم الصفات التي يجب توفرها في الزوجة المناسبة ومثل هذه الفتاة حتى إذا لم تكن ربة بيت ولا تعرف شيئاً عن إدارة شؤون البيت فإنها يمكن أن تتعلم ذلك خلال فترة قصيرة جداً وبإمكانها من خلال التفاهم والمودة أن تعيش مع زوجها وأهل زوجها.

٢- طبعاً من الأفضل أن تكون الفتاة أصغر سناً من الشاب بخمس أو ست سنوات. ولكن هذا الأمر ليس ضرورياً ويمكن غض النظر عن هذا الأمر على ضوء الصفات الحسنة الأخرى التي تتمتع بها الفتاة.

٣ - هناك الكثير من الأسر الفقيرة التي عاشت بشرف وكرامة قامت بتربية أبناء شرفاء يتمتعون بالأخلاق الكريمة الحسنة وعلى العكس من ذلك هناك الكثير من الأسر الثرية والمرفهة التي تعاني من الفقر الأخلاقي والمعنوي وتفوح قلوبهم بالروائح النتنة للأعمال القبيحة والمعاصي وسوء الخلق.

النفس قبل أن يبحثا عن الثروة والمال والتمكن المادي. وحري بهما أن يقيما العلاقات مع هذه الفتاة وأهلها ليتأكدا بنفسيهما من وجود تلك الصفات التي ذكرتها أنت في الفتاة وأسرتها. فإذا تأكدا من وجود تلك المزايا يجب عليهما أن يغضا النظر عن الأمور الأخرى ويساعدا ابنهما بكل صدق وإخلاص ومحبة لإقامة مراسم زواج مبارك وميمون مع تلك الفتاة.

ويستطرد هذا الشاب في رسالته فيقول:

الرسالة: حبذا لو كان هناك شخص خيّر ومخلص يفهمني ويدرك نفسيتي ومشاعري ليتدخل في هذه القضية ويحل المشكلة. وقد اتصلت بكل خجل واستحياء، بأهل الفتاة وطلبت منهم أن سمحوا لي بأن أقدم على خطة ابنتهم لوحدي ولكنهم رفضوا ذلك وبالطبع فهم على حق في هذا الرفض... هذه هي خلاصة قصتي، ورجاي منكم أن تطرحوا هذه القضية في برنامجكم «أسس التعامل بين أفراد الأسرة» لعل والدي ووالدتي يسمعون ذلك و...

رغم كل ما ذكرت. رجاؤنا منك أيها الأخ الكريم هو أن تقدم رضى والديك على رضاك وأن تسعى كما كنت حتى الآن لكسب رضاهم باحترام وحسن خلق وتعامل طيب معهما وليكن في ذهنك دائماً بأن الأب والأم - ولا سيما الأم - لهما أكبر الحقوق وأعظمها على الأبناء. وعلى الأبناء أن لا يقوموا على الإطلاق بأي عمل أو تصرف يؤذي الوالدين ويسيء إليهما ويجرح مشاعرهما. وفقك الله لكل خير. ونحن نأمل ونرجو أن يدرك والداك مشاعرك ويتعاملا بشكل أفضل مع هذ الموضوع المهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.