الاذان والاقامة في صلاة العيدين بدعة عند علمائنا أجمع، وهو قول علماء الامصار(1)، لان جابر بن سمرة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وآله، غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة(2).ومن طريق الخاصة: قول إسماعيل بن جابر: سألت الصادق عليه السلام صلاة العيدين هل فيهما أذان وإقامة؟ قال: " لا، ولكن ينادى الصلاة، ثلاث مرات "(3).وروي أن ابن الزبير أذن وأقام لصلاة العيدين(4).قال ابن المسيب: أول من أذن لصلاة العيد معاوية(5)،  لأنها صلاة يسن لها الاجتماع، فسن لها الاذان، كالجمعة وهو غلط،  لأنه قياس مناف للإجماع.

فرعان:

الاول: ينبغي أن يقول المؤذن عوض الاذان: الصلاة، ثلاثا، لما تقدم(6) في حديث الصادق عليه السلام، وبه قال الشافعي وأكثر الفقهاء(7).وقال أحمد: لا يستحب  شيء من الالفاظ، لقول جابر: لا أذان ولا إقامة يوم الفطر، ولا نداء، ولا  شيء، لا نداء يومئذ ولا إقامة(8)(9).وهو مصروف إلى النداء المعهود للصلاة، وهو الاذان. وقول جابر ليس حجة، بل ضده أولى، لان التنبيه على الصلاة مطلوب للشارع، إذ قد يخفى اشتغال الامام بالصلاة.

الثاني: لو قال: الصلاة جامعة، أو هلموا إلى الصلاة، جاز، لكن الافضل أن يتوقى ألفاظ الاذان، مثل: حي على الصلاة.

_____________

(1) المهذب للشيرازي 1: 127، المجموع 5: 14، المغني 2: 234، الشرح الكبير 2: 241، المنتقى للباجي 1: 315، القوانين الفقهية: 84، بدائع الصنائع 1: 276.

(2) صحيح مسلم 2: 604 / 887، سنن الترمذي 2: 412 / 532، سنن أبي داود 1: 298 / 1148.

(3) الفقيه 1: 322 / 1473، التهذيب 3: 290 / 873.

(4) المجموع 5: 14، المغني 2: 234، الشرح الكبير 2: 241.

(5) مصنف ابن أبي شيبة 2: 169، عمدة القاري 6: 282.

(6) تقدم في المسألة 454من كتاب تذكرة الفقهاء.

(7) المجموع 5: 14، حلية العلماء 2: 254، فتح الباري 2: 362، إرشاد الساري 2: 211.

(8) صحيح مسلم 2: 604 / 886، سنن البيهقي 3: 284.

(9) المغني 2: 234، الشرح الكبير 2: 241.