المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

خطاب الامام الرضا على اثر كرامة الاستسقاء
1-8-2016
Reaction of Arsenic with water
14-12-2018
البشرى والكرامة لعلي (عليه السلام)
25-01-2015
تعديلات في خصائص غشاء الخلية
6-8-2021
المفعول معه
20-10-2014
المذهب الحنبلي في مجال العقائد والفقه
27-05-2015


محمد بن إسحاق أبو العَنبَس الصيمَري  
  
5321   06:47 مساءاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص221-226
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-2-2018 5715
التاريخ: 29-12-2015 4026
التاريخ: 21-06-2015 2411
التاريخ: 30-12-2015 5651

 قال الخطيب في تاريخه: محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس بن المغيرة بن ماهان أبو العنبس الصيمري الشاعر أحد الأدباء الملحاء خبيث اللسان هجاء هجاه أكثر شعراء زمانه وقدم بغداد مات سنة خمس وسبعين ومائتين وحمل إلى الكوفة فدفن بها ونادم المتوكل وهو القائل يهجو أحمد بن المدبر: [مجزوء الكامل]

 (أسل الذي عطف الموا...كب والمراكب نحو بابك)

 (وأراك نفسك مالكا ... ما لم يكن لك في حسابك)

 (وأذل موقفي العزيز ... على وقوفٍ في رحابك)

 (ألا يطيل تجرعي ... غصص المنية من حجابك)

 وهو القائل: [الخفيف]

 (كم مريض قد عاش من بعد يأس ... بعد موت الطبيب والعواد)

 (قد يصاد القطا فينجو سليما ... ويحل القضاء بالصياد)

 وذكره محمد بن إسحاق النديم في الفهرست فقال: محمد بن إسحاق أبو العنبس الصيمري من أهل الفكاهات وأصله من الكوفة وكان قاضي الصيمرة وكان مع استعماله للهزل شريفا عارفا بالنجوم وله فيه كتاب يمدحه المنجمون وأدخله المتوكل في ندمائه وخص به وله مع البحتري خبر معروف بين يدي المتوكل وعاش إلى أيام المعتمد ودخل في ندمائه وله يهجو طباخ المعتمد: [السريع]

 (يا طيب أيامي بمعشوق ... ونحن في بعد من السوق)

 (إذا طلبت الخبز من فارس ... ينفخ لي صالح بالبوق)

 وله من الكتب: كتاب تأخير المعرفة كتاب العاشق والمعشوق كتاب الرد على المنجمين كتاب الطبلبنب كتاب كرزابلا كتاب طوال اللحى، كتاب الرد على المتطببين كتاب عنقاء مغرب كتاب الراحة ومنافع القيادة كتاب فضائل حلق الرأس كتاب هندسة العقل كتاب الأحاديث الشاذة كتاب فضائل الزو كتاب الرد على ميخائيل الصيداني في الكيمياء كتاب عجائب البحر كتاب مساوي العوام وأخبار السفلة والأغتام كتاب فضل السلم على الدرجة كتاب الفاس بن الحائك كتاب الدولتين في تفضيل الخلافتين كتاب تذكية العقول كتاب السحّاقات والبغّائين كتاب الخضخضة في جلد عميرة كتاب أخبار أبي فرعون كندر بن حجدر كتاب تفسير الرؤيا كتاب الثقلاء كتاب نوادر القواد كتاب دعوة العامة كتاب الإخوان والأصدقاء كتاب كنى الدواب كتاب أحكام النجوم كتاب الحلقتين كتاب استغاثة الجمل على ربه كتاب فضل السرم على الفم.

 وقال أبو العنبس الصيمري: قوام أمر الإنسان بتسع دالات دار ودينار ودرهم ودقيق ودابة ودبس ودن ودسم ودعوة.

 وحدث الصولي قال حدثني ابن أبي العنبس، وكان قدم إلينا بغداد مِن مَن رأى وكان متأدبا قال: عرضت لأبي حاجة إلى الحسن بن مخلد وزير المعتمد في أقطاع له فخاف معارضته وذلك أيام تقلده ديوان الضياع فقال: [المديد]

 (زارني بدر على غصن ... قابلا وصلي يقبلني)

 (خلته في النوم من فرحي ... قد أعاد الروح في بدني)

 (إن لي عن مثله شغلا ... بمقال الشعر في الحسن)

 (وأبيه مخلد فبه ... قد لبسنا سابغ المنن)

 (كاتب قل النظير له ... فاضل في العلم واللسن)

 

 قال: فأمضى له كل ما أراد ولم يعارضه في شيء وأنشد جحظة لأبي العنبس الصيمري: [الطويل]

 (لئن كنت عن أرض تقلك نازحا ... فلم يحكني غير السليم المسهد)

 (وعلمت مذ جرعتني صاب بينكم ... غريب البكا عين الحمام المغرد)

 وعن أبي الفرج حدثني أحمد بن جعفر جحظة قال حدثني أبو العنبس الصيمري قال كنت عند المتوكل والبحتري ينشده: [مجزوء الكامل]

 (عن أي ثغر تبتسم ... وبأي طرف تحتكم)

 حتى بلغ إلى قوله:

 (قل للخليفة جعفر الـ...ـمتوكل بن المعتصم)

 (والمجتدى بن المجتدى ... والمنعم بن المنتقم)

 (إسلم لدين محمد ... وإذا سلمت فقد سلم)

 قال وكان البحتري من أبغض الناس إنشادا يتشدق ويتزاور في مشيه مرة جائيا ومرة القهقرى ويهز رأسه مرة ومنكبه أخرى ويشير بكمه ويقول أحسنت والله ثم يقبل على المستمعين فيقول ما لكم لا تقولون أحسنت هذا والله ما لا يحسن أحد أن يقول مثله فضجر المتوكل من ذلك وأقبل عليّ فقال أما تسمع يا صيمري ما يقول؟ فقلت: بلى يا سيدي فمر فيه بما أحببت فقال بحياتي أهجه على هذا الروي الذي أنشدنيه فقلت:

 (أدخلت رأسك في الحرم ... وعلمت أنك تنهزم)

 (يا بحتري حذار ويلك ... من قضاقضة ضغم)

(فلقد أسلت لوالديك ... من الهجا سيل العرم)

 (والله حلفة صادق ... وبقبر أحمد والحرم)

 (وبحق جعفر الإمام ... ابن الإمام المعتصم)

 (لأصيرنك شهرة ... بين المسيل إلى العلم)

 (فبأي عرض تعتصم ... وبهتكه جف القلم)

 (حي الطلول بذي سلم ... حيث الأراكة والخيم)

 (يا ابن الثقيلة والثقيل ... على قلوب ذوي النعم)

 (وعلى الصغير مع الكبير ... مع الموالي والحشم)

 (في أي سلح تلتطم ... وبأي كف تلتقم)

 (يا ابن المباحة للورى ... أمن العفاف أو التهم)

 (إذ رحل أختك للعجم ... وفراش أمك في الظلم)

 (وبباب دارك حانة ... في بيته يؤتى الحكم)

 قال وخرج البحتري مغضبا يعدو وجعلت أصيح به خلفه:

 (أدخلت رأسك في الحرم ... وعلمت أنك تنهزم)

 والمتوكل يضحك ويصفق حتى غاب عنه هذه رواية جحظة والذي يتعارفه الناس أن أبا العنبس كان واقفا خلف السرير والبحتري ينشد قوله:

 (عن أي ثغر تبتسم ... وبأي طرف تحتكم)

 فقال أبو العنبس ارتجالا:

 (في أي سلح ترتطم ... وبأي كف تلتقم)

 (أدخلت رأسك في الحرم ... وعلمت أنك تنهزم)

فغضب البحتري وخرج وضحك المتوكل حتى أكثر وأمر لأبي العنبس الصيمري بعشرة آلاف درهم.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.