المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الإنتاج والأمن البيئي
2023-03-09
Creole: A generic term
2024-01-22
سيرة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وأدبه بابتداء الكلام بالتحميد
2023-04-29
الجنين
23-9-2016
الإجزاء
9-6-2020
الاسم الشائع للمبيد Common Name
2023-10-16


المؤمِّل بن أمِيل بن أسِيد  
  
3509   03:16 مساءاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص538-540
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 3438
التاريخ: 11-3-2016 4595
التاريخ: 30-12-2015 6541
التاريخ: 2023-09-26 1666

 المحاربي من محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان. كوفي من مخضرمي شعراء الدولتين الأموية والعباسية، وكان في دولة بني العباس أشهر لأنه كان من الجند المرتزقة معهم ومن أوليائهم وخواصهم، وانقطع إلى المهدي قبل خلافته وبعدها وكان شاعرا مجيدا ودون طبقة الفحول.

 وقال ابن قدامة: حدثني المؤمل بن أميل قال: قدمت على المهدي وهو بالري وهو إذ ذاك ولي عهد فامتدحته بأبيات فأمر لي بعشرين ألف درهم فكتب بذلك صاحب البريد إلى أبي جعفر المنصور وهو بمدينة السلام يخبره أن الأمير المهدي أمر لشاعر بعشرين ألف درهم فكتب المنصور إلى ابنه المهدي يعذله  ويلومه وكتب إلى كاتب المهدي أن يوجه إليه بي فطلبني ولم يظفر بي فكتب إلى المنصور أنه توجه إلى مدينة السلام فأجلس قائدا من قواده على جسر النهروان وأمره أن يتصفح الناس حتى إذا علق بي حملني إليه فلما مرت به القافلة التي أنا فيها تصفحها فوقع بصره علي فسألني من أنت قلت أنا المؤمل بن أميل المحاربي الشاعر أحد زوار الأمير المهدي فقال إياك طلبت فكاد قلبي أن يتصدع خوفا من الخليفة فقبض علي وأسلمني إلى الربيع فأدخلني إلى المنصور فسلمت تسليم مروع فرد السلام وقال ليس لك هاهنا إلا خير أنت المؤمل بن أميل قلت نعم أصلح الله أمير المؤمنين قال أتيت غلاما غرا فخدعته حتى أعطاك من مال الله عشرين ألف درهم قلت نعم أصلح الله الأمير أتيت غلاما غرا كريما فخدعته فانخدع قال المؤمل فكأن كلامي أعجبه فقال: أنشدني ما قلت فيه! فأنشدته: [الوافر]

 (هو المهدي إلا أن فيه ... مشابه صورة القمر المنير)

 (تشابه ذا وذا فهما إذا ما ... أنارا مشكلان على البصير)

 (فهذا في الظلام سراج ليل ... وهذا في النهار ضياء نور)

 (ولكن فضّل الرحمن هذا ... على ذا بالمنابر والسرير)

 (وبالملك العزيز فذا أمير ... وما ذا بالأمير ولا الوزير)

 (ونصف الشهر ينقص ذا وهذا ... منير عند نقصان الشهور)

 (فيا ابن خليفة الله المصفّى ... به تعلو مفاخرة الفخور)

 (لئن فت الملوك وقد توافوا ... إليك من السهولة والوعور)

 (لقد سبق الملوك أبوك حتى ... غدوا ما بين كابٍ او حسير)

 (وجئت مصليا تجري حثيثا ... وما بك حين تجري من فتور)

(فقال الناس ما هذان إلا ... كما بين الخليق إلى الجدير)

 (لئن سبق الكبير فأهل سبق ... له فضل الكبير على الصغير)

 (وإن بلغ الصغير مدى كبير ... فقد خلق الصغير من الكبير)

 فقال المنصور: والله لقد أحسنت ولكن هذا لا يساوي عشرين ألف درهم فأين المال؟ قلت هو هذا. فقال يا ربيع: امض معه فأعطه أربعة آلاف درهم وخذ الباقي. قال المؤمل: فوزن لي الربيع من المال أربعة آلاف درهم وأخذ الباقي. فلما ولي المهدي الخلافة رفعت إليه رقعة فلما قرأها ضحك وأمر برد العشرين ألف درهم إلى فردت فأخذتها وانصرفت وأنشد نفطويه لابن أميل: [البسيط]

 (لا تغضبن على قوم تحبهم ... فليس منك عليهم ينفع الغضب)

 (ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا ... إن الولاة إذا ما خوصموا غلبوا)

 (يا جائرين علينا في حكومتهم ... والجور أقبح ما يؤتى ويرتكب)

 (لسنا إلى غيركم منكم نفر إذا ... جرتم ولكن إليكم منكم الهرب)

 وقال: [الطويل]

 (وكم من لئيم ودَّ أني شتمته ... وإن كان شتمي فيه صابٌ وعلقم)

 (وللكف عن شتم اللئيم تكرما ... أضر له من شتمه حين يشتم)

 مات المؤمِّل بن أمِيل في حدود سنة تسعين ومائة.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.