يهدف علم الأجرام إلى جملة أمور لعل من أهمها: (1)

1- معالجة شخصية المجرم إما بإصلاحه، كما هو الحال بالنسبة للمجرمين الخطرين الذين لديهم الاستعداد لارتكاب الجريمة مرة أخرى (العود)، حيث يعتني علم الأجرام بهم في محاولة إعادتهم إلى حظيرة المجتمع الصالح، وذلك بأجراء التجارب المستمرة على شخصياتهم والبحث في أعماقها لمعرفة السبب الصحيح لانحرافها ومعالجة هذا السبب حتى ولو أدى ذلك إلى إعادة تربيتهم وتثقيفهم من جديد، وفي بعض الأحيان يمكن تعديل شخصية المجرم بوسائل طبية كالعلاج النفسي مثلا، أو بأضعاف الميل الجنسي للمجرم وذلك بإعطائه الأدوية اللازمة لحالته، أو العمل بحماية المجتمع من شروره وذلك بمعاقبته بالإعدام أو سجنه لمدة طويلة أو وضعه في معتقل تحدد فيه إقامته، وذلك باعتبارها وسائل منع مادي للمجرم لكي لا يرتكب جريمة جديدة.

2_ العمل على جعل البيئة التي سيعيش فيها المجرم مستقبلا صالحة، ويتم ذلك بأبعاد المتهم عن البيئة التي تساعده على ارتكاب جريمة جديدة، ويتمثل ذلك في مساعدة المجرمين المفرج عنهم تحت شرط وملاحظتهم وجعلهم يشعرون بأن أعمالهم تحت رقابة دائمة.

3- العمل على تقوية الضمير الأخلاقي للغير وجعل الناس يشعرون بأنهم محميون بنظم قانونية مسيطرة وقوية وهو ما يسمى بـ (المانع العام)، ويتم ذلك من خلال ملاحظة واستقراء تأثير السجن على المتهم قبيل الحكم عليه وبعد صدور الحكم عليه وتنفيذه، ولهذا أهمية قصوى تظهر في جعل المجرم أثناء سجنه يرجع إلى رشده فتقوى شخصيته الأخلاقية حتى يشعر بالأسف لارتكابه فعلا أساء به إلى المجتمع، وترضى الشعور بالعدل في نفس المجموع وتبين لجميع الأفراد أن العقوبة التي نزلت بالمجرم تؤكد جدية النظم القانونية المعمول بها وهذا مما يزيد من قوة روع العقوبة.

4- الإثبات الصحيح لكل الوقائع التي حدثت وبدقة حتى يقوم البحث على أسس ودعائم قوية، وفي سبيل الوصول إلى هذا البحث الدقيق يتعين الاستعانة بكل الوسائل العلمية الحديثة والتي يستخدمها عادة رجال الطب الشرعي والشرطة والادعاء العام والقاضي عند نظرة الدعوى.

________

1- ينظر في ذلك: محمود التوني القاضي علم الأجرام الحديث _ المطبعة العالمية القاهرة  ص18_19