يقول حاتم إذا تتبعنا المفاهيم والتعاريف الخاصة بعبارة " الرأي العام "  نجد أن هذه العبارة تشير أحيانا إلى المعتقدات الرائجة، ومناخ الرأي، والرأي السائد، والقناعات المستقرة المصطلح عليها بين الجماعات. وفي أحيان أخرى تم استخدامه كإشارة إلى عملية نشوء وتكوين الآراء بوصفها متميزة عن الناتج المترتب عليها وكإشارة إلى المقولات والقضايا الناتجة عن عملية تفكير متزنة ومنطقية. وذلك نقيض للمقولات والقضايا المتحصلة عن طريق غير منطقي. وهكذا دواليك. وفي دراسة لـ " نويل نيومان " تستقر غير التعريفات العديدة التي أوردها  " تشايلدز "  في كتابه الرأي العام فتقول أن الخمسين تعريفا.

التي أوردها " تشايلدز " في كتابه " الرأي العام " فتقول أن الخمسين تعريفا يمكن تلخيصها في تعريفين:

١- الرأي العام وسيلة عقلانية في صنع القرار في النظام الديموقراطي.

٢- الرأي العام ضابط اجتماعي يقوم بتشجع وتعزيز التكامل الاجتماعي.

ويؤكد على ضرورة توفر درجة كافية من الاتفاق الاجتماعي، يكون أساسا لأفعال الأفراد وقراراتهم.

وهنا، نلاحظ أن " نويل " تتحدث أولا عن الرأي العام على المستوى القومي وفي المستوى الرسمي أو شبه الرسمي. ثم تتحدث عن الآراء التي تعكس العادات والتقاليد وقد تشمل القوانين غير المكتوبة. وبعد استعراض الاستعمالات العديدة لعبارة الرأي العام نجد نويل ترجح أن الرأي العام مفهوم نفسي اجتماعي. وبهذا تتجاهل الاستعمالات العديدة التي ترجح أن الرأي العام ناتج عقلاني أيضا، يتولد عن المناقشة العقلانية وهي حقيقة أثبتها بعض الباحثين. وهناك من أثبت الصفتين العاطفية والعقلانية في الرأي العام.

ويبدو واضحا أن الفريقين يصفان الرأي العام بصدق ولكن من يرجح العقلانية يتحدث عن صفات الرأي العام في بعض حالاته ومن يرجح العاطفية يتحدث عن صفاته في حالات اخرى.