أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-07-2015
1556
التاريخ: 8-4-2018
1826
التاريخ: 5-07-2015
12501
التاريخ: 8-4-2018
1325
|
اعلم أنّ من ضروريّات الدين، والمتّفق عليه بين جميع طبقات المسلمين، بل من أعظم أركان أصول الدين: اختصاص العبادة بالله رب العالمين.
فلا يستحقّها غيره، ولا يجوز إيقاعها لغيره، ومن عبد غيره فهو
كافرُ مشرك، سواءً عَبَدَ الأصنامَ، أو عبد أشرف الملائكة، أو أفضل الأنام.
وهذا لا يرتاب فيه أحدُ ممّن عرف دين الإسلام.
وكيف يرتاب؟! وهو يقرأ في كل يوم عشر مّرات: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5].
ويقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
* وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 1 - 6].
ويقرأ في سورة يوسف: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } [يوسف:
40] .
ويقرأ في سورة النحل: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ
مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ
فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}
[النحل: 35].
ويقرأ في سورة التوبة: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31] .
ويقرأ في سورة البقرة: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ
لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
[البقرة: 133] .
ويقرأ في سورة الأعراف: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا } [الأعراف: 65] ـ إلى قوله عزّ من قائل: ـ { قَالُوا أَجِئْتَنَا
لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ} [الأعراف: 70] .
ويقرأ في [ سورة ] الزمر: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي
مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}
[الزمر: 3] .
ويقرأ فيها: {وَلَقَدْ أُوحِيَ
إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ
} [الزمر: 65، 66] .
ويقرأ فيها: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} [الزمر: 14]
ويقرأ في سورة النساء:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } [النساء:
36].
ويقرأ في سورة هود: { أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}
[هود: 2] .
ويقرأ في سورة العنكبوت: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ
فَاعْبُدُونِ } [العنكبوت: 56] .
إلى غير ذلك من الآيات الفرقانيّة، والأحاديث المتواترة (1) .
لكنّ العبادة ـ كما هو المفسّر في لسان المفسّرين، وأهل
العربيّة، وعلما الإسلام ـ: غاية الخضوع؛ كالسجود، والركوع، ووضع الخدّ على التراب
والرماد تواضعاً، وأشباه ذلك، كما يفعله عبّاد الأصنام لأصنامهم(2).
وأمّا زيارة القبور والتمسّح بها وتقبيلها والتبرّك بها، فليس من ذلك في شيء كما هو واضحُ، بل ليس فيها شيء من الخضوع فضلاً عن كونها غاية الخضوع.
مع أنّ مطلق الخضوع ـ كما عرفت ـ ليس بعبادة، وإلاّ لكان جميع
الناس مشركين حتّى الوهّابيّين! فإنّهم يخضعون للرؤساء والأمراء والكبراء بعض
الخضوع، ويخضع الأبناء للآباء، والخدم للمخدومين، والعبيد للموالي، وكلّ طبقة من
طبقات الناس للّتي فوقها، فيخضعون إليهم بعض الخضوع، ويتواضعون لهم بعض التواضع.
هذا، وقد قال الله عزّ من قائل في تعليم الحكمة: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ } [الإسراء:
24].
أترى الله حين أمر بالخضوع للوالدين أمر بعبادتمها؟!
ويقول سبحانه: { لَا تَرْفَعُوا
أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ } [الحجرات:
2] إلى آخرها .
أليس هذا خضوعاً وتواضعاً؟!
أترى الله سبحانه أمر بعبادة نبيّة؟!
أوليس التواضع من الأخلاق الجميلة الزكيّة، وهو متضمّن لشيء من
الخضوع لا محالة؟!
أوترى الله نهى يصنع بأنبيائه وأوليائه نظير ما أمر أن يصنع
بسائر المسلمين من التواضع والخضوع؟!
وقد كان الصحابة يتواضعون للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويخضعون له، وذلك من المسلّمات بين أهل السير والأخبار.
____________
(1) انظر ذلك في تفسير الآيات الكريمة المتقدّمة ـ على سبيل المثال ـ وغيرها في مختلف التفاسير، ولاحظ كتاب «التوحيد» للشيخ الصدوق، والكافي 1/ 57 ـ 127 كتاب التوحيد.
(2) انظر ذلك ـ على سبيل المثال ـ في تفسير آية (إيّاك نعبدُ
وأيّاك نسْتعين) في: التبيان 1/ 37 ـ 39، مجمع البيان 1/ 25 ـ 26، الصافي 1/ 71 ـ
72، كنز الدقائق 1/ 54 ـ 56، نور الثقلين 1/ 19 ـ 20، آلاء الرحمن 1/ 56 ـ 59،
البيان: 456 ـ 483، الجامع لأحكام القرآن 1/ 145، جامع البيان 1/ 160، الدرّ المنثور
1/ 37، التفسير الكبير1 / 242، ومادّة (عبد) في: لسان العرب 3/ 273.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|