أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2022
![]()
التاريخ: 26-4-2022
![]()
التاريخ: 6/11/2022
![]()
التاريخ: 27-4-2022
![]() |
التأثيرات الإيكولوجية للسياحة :
تعتمد التأثيرات الايكولوجية للسياحة على طبيعة المواقع السياحية وعلى فـرادة العلاقات القائمة بين البشر والبيئة المحيطة به ،وتتميز الدراسات التي عالجت أثـر السياحة في البيئة الأيكولوجية في المواقع السياحية ،بأنها تركزت في مجتمعات سكانية محددة وريفية، ولكنها تجنبت دراسة سكان المدن؛ ويعود السبب في ذلك في أن دراسـة التحولات الاجتماعية في ريف محافظ هي أكثر وضوحاً مـن دراستها في مجتمع أكثـر انفتاحاً كما الحال في المدينة حيث يختلط أثر السياحة مع الآثار الأخـرى مثـل: مظـاهر التحضر والاتصال مع العالم الخارجي.
ينعكس هذا التباين على طبيعة الاستثمار، فالشركات الأجنبيـة مـثلاً تميل إلى الاستثمار في المراكز للاستفادة من تطورهـا وديناميكية اقتصادياتها، وحتى لو تم الاستثمار في المناطق الريفية فإن درجة استفادة الاقتصاد المحلي تبقـى محـدودة، وهنـاك من يرى أن التركيز في الاستثمارات على المراكز سيؤدي إلى تفاقم درجـة التباين الإقليمي مع الهوامش، من جهة أخرى فإنه ينبغي النظر إلى المواقع الهامشية لا مـن منطلق نقاط الضعف بل مـن نقـاط القـوة، فالسياحة الطبيعية والبيئيـة مـثلاً تتلاءم والمناطق الهامشية لعزلتها وبعدها عن الضوضاء وحركة النقل وعن التلوث كما تكـون البيئة الطبيعية في بعض الأحيان عذراء، ومن الناحية الاجتماعيـة فـإن سكان الريـف بأصالتهم وبساطتهم فروق بنية اجتماعية محببة للسياح.
إن تنمية السياحة والمحافظة على المواقع السياحية هما قضيتان متناقضتان ، ولا بد من التعامل مع البيئة على أنها رأسمال طبيعي ،والتركيز على الوقايـة أكثـر مـن العلاج، وحتى يتم وضع خطة سياحية فإنه لا بد من وضع مراحـل لهـا، فقـد أدى التطور السريع لسياحة الجماهير أو السياحة الشعبية إلى بروز سلبياتها البيئيـة والاجتماعية في معظم الدول المضيفة، الأمر الذي أفرز حاجة ملحة إلى ظهـور بـديل للسياحة المذكورة، ونظراً لارتفاع معدلات التحضر وازدياد ازدحام المدن وتلوثها فقد اتجهت الانظار الى أن يكون البديل هو الريف البعيد عن المراكز الحضرية وليس المدن، هذا أن السياحة البيئة هي سياحة بديلة أولاً، وتتركز في المناطق الهامشية ثانياً.
ومن الأمثلة على آثار السياحة السلبية على البيئة في المواقع السياحية أنـه في نيبال يستهلك السائح نحو ستة كيلو غرامات من الحطب يومياً من أجل التدفئة، في بلد يفتقر إلى مصادر الطاقة، وفي مصر يستهلك فندقاً كبيراً من الطاقة الكهربائية بمقـدار يعادل ما تستهلكه نحو 3600 أسرة متوسطة الدخل، وفي جزر البحر الكاريبي تقـوم السفن السياحية بإلقاء نحو 70.000 طن من المخلفـات سـنويا في البحر، وفي الأردن يستهلك فندقا كبيراً من الماء بمقـدار مـا تـستهلكه نحو 300 أسرة متوسطة الحجم والدخل، في بلد يعاني من شح في موارده المائية. وفي المناطق السياحية والمطارات يساعد النقل الجوي على رفع درجة حرارة الهـواء بنسبة 4%. وفي منطقة عسير بالسعودية تناقصت أعداد النمور نتيجة الصيد وازدياد أعـداد الزائرين للمنطقة، مما أدى إلى تزايد أعداد القردة والسعادين في المنطقة.
من العوامل المؤثرة على طبيعة المواقع السياحية زيادة الضغط في عامـل الطـلـب والناتج عن الزيادة السكانية ، والنمـو المضطرد في مساحة المستوطنات ، لذلك تعرضت الكثير من المواقع السياحية للنقص الكمي والنوعي في المعطيات البيئية السائدة بها، ورافق ذلك الكثير من الآثار السلبية والمتمثلة بالضوضاء وتلوث الهـواء والماء ،إضافة إلى ان شـق طـرق المواصلات يعمل على تمزيق المساحة المخصصة للاستجمام وتتعرض الأجزاء الناجمة عن هذا التمزيق في المناطق الطبيعية الة الضجيج الناجم من الشوارع وشبكة السكك الحديدة ،وبهذا تتحول أطرافها إلى مناطق إزعـاج وغير صالحة للاستجمام وتفقد الأجزاء الصغيرة فيها وظيفتها الاستجمامية. ويشكل كثافة الاستخدام والاستغلال للموقع السياحي والتركيز المكـاني وقطع النباتات والأعشاب والتخييم العشوائي ، وإشعال النار ،إلى تخريب النظام البيئي كمـا لـعـب الاهتمام بالبيئة وبالإمكانيات المتاحة للاستجمام والتعلم دوراً جوهرياً في اختيار وتصميم برنامج الرحلة، لهـذا بـرزت أنماط جديدة في السياحة خرجت عن نطاق السياحات السابقة المتعلقة بالاستجمام على الشواطئ، أو قضاء وقت محدد في المدن، ويمكن أن نعتبرها توجهات جديدة ، وما دام الحديث عن البيئة ، فإن السكان المحليين بعملهم وتراثهم واقتصاداتهم هم جزء منها، لذلك فلا بد من دمجهم بهذا النمط من السياحة، ويمكن أن نضيف صفة أخرى إلى ما سبق ، وهـي أن سلوك السائح تجاه البيئة هو المعيار الأساسي الذي يحدد السائح البيئي، وهذا . يعني أن هناك أخلاقيات بيئية .
وعلى الرغم من أهمية الحفاظ على البيئة واستغلالها سياحياً ، إلا أن هناك مخاطرة كبيرة في أن يتم التعامل مع السياحة البيئية كمصدر دخل لا كمبدأ، وقد يؤدي ذلك إلى تراجع الاهتمام بالبيئة في حال تحول السياحة إلى أنماط وأشكال جديدة، ويكمن الخطر في هذه القضية في الاهتمام الجزئي لا الكلي في مناطق الدولة الواحدة، وهناك الكثير من الأمثلة على إهمال البيئة في المدن والشواطئ العربية على الرغم من أهميتها السياحية، الأمر الذي يعني أن الاهتمام بالبيئة ليس من أولويات الكثير من المجتمعات النامية ولا تدخل في إطار التربية الوطنية.
ولقد شهدت السنوات العشرون الماضية طفرة هائلة في صناعة السياحة رافقهـا ايضاً اتجاه عالمي حثيث نحو تقليل التأثيرات السلبية على المواقع السياحية، ولمـا كـانـت البيئة الطبيعية للبلدان هي الأكثر تأثراً بصناعة السياحة فقـد أطلقت منظمـة الأمـم المتحدة حملة عالمية لهذا الغرض، وأعلنـت عـام 2002 عاماً للسياحة البيئيـة بهـدف تنشيط وتطوير فكرة تحويل السياحة إلى قطاع يحافظ على البيئة الإيكولوجية للمواقع السياحية وتقليل التأثيرات السلبية .
يتسع مفهوم البيئة البرية ليشمل كافة الموجودات الكائنة على اليابسة، وبالنسبة المساحات البرية التي تشكل نقاط جذب سياحي كالمسطحات الخضراء والصحاري والينابيع والأنهار والجبال والبحيرات والبراري والمحميات الطبيعيـة ومـا للسياحة، تعني تحويـه مـن حيوانات ونباتات بالإضافة إلى الموجودات الثقافيـة مـن آثـار تاريخية أو مكونات صخرية أو ترابية أو رملية على سطح الأرض.
وإذا انتقلنـا بهـذا المفهـوم إلى مساحة الوطن العربـي فإننـا نـلاحـظ أولاً أن المساحات الصحراوية تغطي الجانب الأكبر مـن مـساحة الوطن العربي ،وثانيـاً فـإن الموقع الجغرافي العربي منح الخريطة العربية منافذ بحرية شاسعة فإقليميا تطـل علـى المحيطين الأطلسي غرباً والهندي جنوباً وعلى ثلاثة بحار رئيسة هـي المتوسط والأحمـر وبحر العرب جنوباً، مما يعني تمتع بلدان الوطن العربي بإمكانات سياحية بحرية هائلة وفرتها الشواطئ الرملية النظيفة الشاسعة والممرات البحرية الاستراتيجية كقنـاة السويس ومضايق باب المندب وهرمز وجبل طارق.
تتعرض العديد من المواقع السياحية لتحولات خطيرة من الناحية الإيكولوجية والجيولوجية والمناخ والبيئة، وكـل هـذا نـتـج عـن تـصرفات الإنسان السلبية وعـدم احترامه للتوازن البيولوجي وتلويثه للمواقع السياحية من خلال أنشطته المختلفة، إن عمليات المحافظة على البيئة الطبيعية تتطلب إمكانيات مادية وبشرية بإحداث نشاطات مولدة للموارد التي تضمن التمويل الذاتي وربط الاستثمار والمشاريع الإنتاجية للمجتمع المحلي مع حماية البيئة والتنوع الحيوي والثقافي للمناطق السياحية، وفق معادلة تنموية واحدة، وذلك عن طريق إعـداد برامج سياحية تعتمد على توجيه السياحة نحو المواقع المميزة بيئيا مع التأكيد على ممارسة سلوكيات سياحية إبداعيـة ومسلية، دون المساس بنوعية البيئة أو التأثير عليها.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|