المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

غزوات الرسول (صلى الله عليه وآله) بعد احد
7-2-2017
قياس المطر
2-6-2016
Concordant Form
18-5-2020
معنى ضعف كيد الشيطان
3-06-2015
عدم تملّك المحرم للصيد.
19-4-2016
دعاؤه (عليه السلام) بعد صلاة الليل
19-4-2016


رشيد الهجري / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
2305   11:42 صباحاً   التاريخ: 19-4-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص271ـ 272
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

رشيد الهجري من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، الواعين الراسخين، وعُد من أصحاب الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهم السلام) أيضاً، كان أمير المؤمنين (عليه السلام)، يُعظمه ويسميه (رشيد البلايا)، واخترقت نظرته الثاقبة النافذة ما وراء عالم الشهادة، فعرف بعالم (البلايا والمنايا)، قال له الإمام (عليه السلام) يوماً: كيف صبرُك إذا أرسل إليك دعي بني أمية، فقطع يديك ورجليك ولسانك؟

قال: أيكون آخر ذلك إلى الجنة؟

قال: نعم يا رشيد، وأنت معي في الدنيا والآخرة.

وهكذا ترجم عظمة الصبر، ودل على صلابته في محبته أمير المؤمنين - صلواتُ الله عليه -، ولما آن ذلك الأوان فعل زياد بن أبيه فعلتهُ، ولم يتنازل رشيد عن الحق إلى أن استشهد وصُلب.

روي عن زياد بن النضر الحارِثي انه قال: كنت عند زياد إذ اُتي برشيد الهجري، فقال له زياد: ما قال لك صاحبك - يعني علياً (عليه السلام) - إنا فاعلون بك؟ قال: تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني. فقال زيادٌ: أم والله لأكذبن حديثهُ، خلوا سبيلهُ.

فلما أراد أن يخرج، قال زياد: والله ما نجد له شيئاً شراً مما قال صاحبُه، اقطعوا يديه ورجليه واصلبوه. فقال رشيد: هيهات! قد بقي لي عندكم شيء أخبرني به أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال زياد: اِقطعوا لسانهُ. فقال رشيد: الآن واللهِ جاء تصديقُ خبر أمير المؤمنين (عليه السلام)(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الارشاد: ج1، ص325. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.