أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
![]()
التاريخ: 21-01-2015
![]()
التاريخ: 29-01-2015
![]()
التاريخ: 29-01-2015
![]() |
لقد عاصر الإمام عليّ ( عليه السّلام ) حركة الوحي الرسالي منذ بدايتها حتى انقطاع الوحي برحيل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وكانت له مواقفه المشرّفة والتي يغبط عليها في دفاعه عن الرسول والرسالة طيلة ثلاثة وعشرين عاما من الجهاد المتواصل والدفاع المستميت عن حريم الإسلام الحنيف ، وقد انعكست مواقفه وإنجازاته وفضائله في آيات الذكر الحكيم ونصوص الحديث النبويّ الشريف .
قال ابن عباس : قد نزلت ثلاثمائة آية في عليّ ( عليه السّلام )[1] . وما نزلت : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا * إلّا وعليّ أميرها وشريفها[2]. ولقد عاتب اللّه أصحاب محمّد في آي من القرآن وما ذكر عليّا إلّا بخير[3].
ولكثرة ما نزل في علي ( عليه السّلام ) من الآيات المباركة ؛ خصّص جمع من المتقدّمين والمتأخرين كتبا جمعت ما نزل فيه ( عليه السّلام ) . ونشير إلى بعض الآيات التي صرّح المحدّثون بنزولها في حقّه منها :
1 - ما عن ابن عباس : أنه كان مع عليّ بن أبي طالب أربعة دراهم لا يملك غيرها ، فتصدّق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرّا وبدرهم علانية ، فأنزل اللّه سبحانه وتعالى : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[4].
2 - وعن ابن عباس أيضا : أنّ عليّا ( عليه السّلام ) تصدّق بخاتمه وهو راكع ، فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل اللّه : إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ[5].
3 - وقد اعتبرت آية التطهير [6] عليّا ( عليه السّلام ) من أهل بيت الوحي المطهّرين من كلّ رجس ، واعتبرته آية المباهلة[7] نفس النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) .
4 - وشهدت سورة الإنسان بإخلاص عليّ وأهل بيته وخشيتهم من اللّه ، وتضمّنت الشهادة الربّانية لهم بأنّهم من أهل الجنّة[8].
وعقد أرباب الصحاح وغيرهم من المحدّثين فصولا خاصّة بفضائل عليّ ( عليه السّلام ) في أحاديث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، ولم تعرف الإنسانية في تأريخها الطويل رجلا أفضل من عليّ ( عليه السّلام ) بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، ولم يسجّل لأحد من الفضائل ما سجّل لعليّ بن أبي طالب بالرغم من كلّ ما ناله عليّ ( عليه السّلام ) من سبّ وشتم على المنابر طوال حكم بني أميّة وما تداوله مبغضوه . وهم في صدد انتقاصه حتى لم يجدوا للعيب موضعا فيه ، ومما قاله عمر بن الخطّاب أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : « ما اكتسب مكتسب مثل فضل عليّ ، يهدي صاحبه إلى الهدى ويردّه عن الردّى »[9].
وقيل لعليّ ( عليه السّلام ) : ما لك أكثر أصحاب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حديثا ؟ فقال : « إنّي كنت إذا سألته أنبأني ، وإذا سكتّ ابتدأني »[10].
وعن ابن عمر : أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) يوم آخى بين أصحابه وجاء عليّ وعيناه تدمع قال ( صلّى اللّه عليه وآله ) لعليّ ( عليه السّلام ) : « أنت أخي في الدنيا والآخرة »[11].
وعن أبي ليلى الغفاري أنّه قال : سمعت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يقول : « سيكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب فإنّه أول من آمن بي ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمّة ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين »[12].
واعترف الخلفاء جميعا بأنّ عليّا أعلم الصحابة وأقضاهم ، وأنّه لولا عليّ ؛ لهلكوا حتى صارت مقولة عمر مضرب الأمثال : لولا عليّ ؛ لهلك عمر[13] .
وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال : ما كنّا نعرف المنافقين إلّا ببغض عليّ بن أبي طالب[14].
ولمّا بلغ معاوية مقتل عليّ ( عليه السّلام ) قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب[15].
وقال الشعبي : كان عليّ بن أبي طالب في هذه الامّة مثل المسيح بن مريم في بني إسرائيل ، أحبّه قوم فكفروا في حبّه ، وأبغضه قوم فكفروا في بغضه [16].
وكان أسخى الناس ، وكان على الخلق الذي يحبّه اللّه : السخاء والجود ، ما قال : « لا » لسائل قطّ[17].
وقال صعصعة بن صوحان لعليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) يوم بويع : واللّه يا أمير المؤمنين لقد زيّنت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك ، ولهي إليك أحوج منها إليك .
وعن ابن شبرمة : أنّه ليس لأحد من الناس أن يقول على المنبر : « سلوني » غير علي بن أبي طالب[18].
وقام القعقاع بن زرارة على قبره فقال : رضوان اللّه عليك يا أمير المؤمنين ، فو اللّه لقد كانت حياتك مفتاح الخير ، ولو أنّ الناس قبلوك ؛ لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ولكنّهم غمطوا النعمة وآثروا الدنيا[19].
وقال « المسيحي » جورج جرداق في كتابه « الإمام عليّ صوت العدالة الإنسانية » : إنّ عليّ بن أبي طالب من الأفذاذ النادرين ، إذا عرفتهم على حقيقتهم بعيدا عن الصعيد التقليدي عرفت أنّ محور عظمتهم إنّما هو الإيمان المطلق بكرامة الإنسان وحقّه المقدّس في الحياة الحرّة الشريفة ، وبأنّ هذا الإنسان منظور أبدا ، وبأن الجمود والتقهقر والتوقّف عند حال من أحوال الماضي أو الحاضر ليست إلّا نذير الموت ودليل الفناء[20].
وقال شبلي شميل : الإمام عليّ بن أبي طالب ، عظيم العظماء ، نسخة مفردة لم ير لها الشرق ولا الغرب صورة طبق الأصل لا قديما ولا حديثا[21].
وبقدر ما بقي عليّ رمزا وقيادة عملية معا ، ملتزما مع جيل الصحابة الكبار بالمفهوم الأوّل للإسلام كهداية وتضحية من أجل إصلاح العالم ودفعه إلى طريق الحقّ والعدل ، أي بمفهوم الدين كثورة دائمة ومستمرّة . كان معاوية يبرز من خلال صراعه مع عليّ . . . ممثلا لجيل المسلمين الجديد الذي وضعته الفتوحات في قمّة السلطة من جهة ، وفرضت عليه أن يرى الأمور أيضا من وجهة نظر الحفاظ على المكتسبات المادية . . . وفي مثل هذه المواجهة العنيدة القاسية الممزّقة المدمّرة فقط كان معاوية يستطيع أن يولّد المشاعر الدنيويّة القويّة ويمزّق وحدة المسلمين ويشقّ وعيهم ، وينتزع للسياسة السلطانية والدولة في مواجهة الروح الرسالية والثورية أرضا جديدة من أملاك الدين الشامل[22] .
وكتب الأستاذ هاشم معروف : لقد كان الإمام عليّ بن أبي طالب حدثا تأريخيا غريبا عن طباع الناس وعاداتهم منذ ولادته وحتى النفس الأخير من حياته ، فقد أطلّ على هذه الدنيا من الكعبة . . . فكانت ولادته في ذلك المكان حدثا تأريخيا لم يكن لأحد قبله ولم يحدث لأحد بعده ، وكما دخل هذه الدنيا من بيت اللّه فقد خرج منها حين أقبل عليه الموت من بيت اللّه . . . وقال : ولم يحدث لإنسان غيره ما حدث له ، فقد وضعه من لا يؤمنون به إيمان شيعته ومحبّيه في طليعة قادة الفكر وعباقرة العصور ، ووصفه المعتدلون من محبّيه إلى جانب الأنبياء والمرسلين ، والمغالون منهم في مستوى الآلهة[23].
[1] الفتوحات الإسلامية : 2 / 516 .
[2] كشف الغمة : 93 .
[3] ينابيع المودّة : 126 .
[4] البقرة ( 2 ) : 274 ، وراجع : ينابيع المودّة : 92 .
[5] المائدة ( 5 ) : 55 ، وراجع : تفسير الطبري : 6 / 165 والبيضاوي وغيرهما .
[6] الأحزاب ( 33 ) : 33 ، وراجع : صحيح مسلم ، فضائل الصحابة .
[7] آل عمران ( 3 ) : 61 ، صحيح الترمذي : 2 / 300
[8] راجع : الكشّاف للزمخشري ، والطبري في الرياض النضرة : 2 / 207 ..
[9] الرياض النضرة : 1 / 166 .
[10] طبقات ابن سعد : 2 / 338 ، وحلية الأولياء : 1 / 68 .
[11] سنن الترمذي : 5 / 595 الحديث 3720 .
[12] الإصابة لابن حجر : 4 / 171 الرقم 994 ، ومجمع الزوائد : 1 / 102 .
[13] شرح نهج البلاغة : 1 / 6 ، وتذكرة الخواص : ص 87 .
[14] الاستيعاب بهامش الإصابة : 3 / 45 .
[15] المصدر السابق .
[16] العقد الفريد : 2 / 216
[17] شرح نهج البلاغة : 1 / 7 .
[18] أئمتنا : 1 / 94 ، عن أعيان الشيعة : ج 3 / القسم 1 / ص 103 .
[19] تأريخ اليعقوبي : 2 / 213 .
[20] الإمام علي صوت العدالة الانسانية : 1 / 14 .
[21]المصدر السابق : ص 35 .
[22] نقد السياسة ، الدولة والدين ، برهان غليون : ص 78 ، الطبعة الثانية 1993 ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر .
[23] سيرة الأئمة الاثني عشر : 1 / 141 - 142 .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
قسم السياحة الدينية: نحو 100 عجلةٍ ستشارك بنقل طلبة الجامعات خلال حفل التخرّج المركزيّ
|
|
|