المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



زواجها (عليها السلام)  
  
3661   04:09 مساءً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص126-131.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2014 3548
التاريخ: 9-5-2016 4183
التاريخ: 16-12-2014 3301
التاريخ: 12-12-2014 3483

 في كتاب (المناقب) للخوارزمي، وغيره من الكتب المعتبرة للخاصة والعامة رووا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وأم سلمة وسلمان، وكل قالوا : انه لما ادركت فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) مدرك النساء خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة في الاسلام والشرف والمال، وكان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله (صلى الله عليه واله) أعرض عنه رسول الله بوجهه، حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه ان رسول الله (صلى الله عليه واله) ساخط عليه، او قد نزل على رسول الله فيه وحي من السماء، ولقد خطبها من رسول الله (صلى الله عليه واله) أبو بكر.

فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : أمرها الى ربها، وخطبها بعد أبي بكر عمر بن الخطاب، فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) كمقالته لأبي بكر، قال : وان ابا بكر وعمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله ومعهما سعد بن معاذ الانصاري ثم الاوسي، فتذاكروا من فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال أبو بكر : قد خطبها الاشراف من رسول الله، فقال : ان امرها الى ربها، ان شاء الله ان يزوجها زوجها، وان علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يخطبها من رسول الله (صلى الله عليه واله)، ولم يذكرها له، ولا اراه يمنعه من ذلك الا قلة ذات اليد، وانه ليقع في نفسي ان الله عز وجل ورسوله انما يحسبانها عليه.

قال : ثم أقبل ابو بكر على عمر بن الخطاب وعلى سعد بن معاذ، فقال : هل لكما في القيام الى علي بن ابي طالب حتى نذكر له هذا، فان منعه قلة ذات اليد واسيناه واسعفناه، فقال له سعد بن معاذ : وفقك الله يا أبا بكر، فما زلت موفقا، قوموا بنا على بركة الله ويمنه.

قال سلمان الفارسي : فخرجوا من المسجد والتمسوا عليا في منزله، فلم يجدوه، وكان ينضح ببعير كان له، الماء على نخل رجل من الانصار باجره، فانطلقوا نحوه، فلما نظر اليهم علي (عليه السلام) قال : ما وراءكم، وما الذي جئتم له؟ فقال له ابا بكر : يا أبا الحسن، انه لم يبق خصلة من خصال الخير الا ولك فيها سابقة وفضل، وأنت من رسول الله (صلى الله عليه واله) بالمكان الذي قد عرفت من القرابة والصحبة والسابقة، وقد خطب الاشراف من قريش الى رسول الله (صلى الله عليه واله) ابنته فاطمة، فردهم وقال : ان امرها الى ربها، ان شاء الله يزوجها زوجها، فما يمنعك ان تذكرها لرسول الله وتخطبها منه، فاني ارجو ان يكون الله عز وجل ورسوله انما يحسبانها عليك، قال : تغرغرت عينا علي (عليه السلام) بالدموع، وقال : يا أباني ساكنا، وايقظتني لأمر كنت عنه غافلا، والله! ان فاطمة لموضع رغبة، وما مثلي قعد عن مثلها، غير أنه يمنعني من ذلك قلة ذات اليد، فقال أبو بكر : لا تقل هذا يا ابا الحسن، فان الدنيا وما فيها عند الله تعالى ورسوله كهباء منثور.

قال : ثم ان علي بن ابي طالب (عليه السلام) حل عن ناضحه واقبل يقوده الى منزله، فشده فيه، ولبس نعله، وأقبل الى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فكان رسول الله في منزل زوجته ام سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة المخزومي، فدق علي الباب، فقالت ام سلمة : من بالباب؟ فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله) من قبل ان يقول علي : انا، علي، قومي يا ام سلمة فافتحي له الباب، ومريه بالدخول، فهذا رجل يحبه الله ورسوله، ويحبهما، فقالت ام سلمة : فداك أبي وامي، ومن هذا الرجل الذي تذكر فيه وانت لم تره؟ فقال : مه يا ام سلمة، فهذا رجل ليس بالخرق ولا بالنزق، هذا أخي، وابن عمي، واحب الخلق الي، قالت ام سلمة : فقمت مبادرة اكاد ان اعثر بمرطي، ففتحت الباب، فاذا ان بعلي بن ابي طالب، ووالله! ما دخل حين فتحت الباب حتى علم اني قد رجعت الى خدري، ثم انه دخل على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال له النبي : وعليك السلام يا ابا الحسن، اجلس.

قالت ام سلمة : فجلس علي (عليه السلام) بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله)، وجعل ينظر الى الارض كانه قصد الحاجة وهو يستحي ان يبديها، فهو مطرق الى الارض حياء من رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقالت ام سلمة : فكان النبي علم ما في نفس علي (عليه السلام) فقال له : يا أبا الحسن، اني ارى انك اتيت لحاجة، فقل ما حاجتك وأبد ما في نفسك، فكل حاجة لك عندي مقضية.

قال علي (عليه السلام) : فقلت : فداك ابي وامي، انك لتعلم انك اخذتني من عمك ابي طالب ومن فاطمة بنت اسد وانا صبي لا عقل لي، فغذيتني بغذائك، وادبتني بأدبك، فكنت إلي أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت اسد في البر والشفقة، وان الله تعالى هداني بك وعلى يديك، واستنقذني مما كان عليه آبائي واعمامي من الحيرة والشك، وانك –والله- يا رسول الله ذخري وذخيرتي في الدنيا والاخرة يا رسول الله، فقد أحببت مع ما شد الله من عضدي بك ان يكون لي بيت، وان يكون لي زوجة أسكن اليها، وقد أتيتك خاطبا راغبا اخطب اليك ابنتك فاطمة، فهل انت مزوجي ، يا رسول الله؟, قالت ام سلمة : فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه واله) يتهلل فرحا وسرورا، ثم تبسم في وجه علي (عليه السلام) ، فقال : يا أبا الحسن، فهل معك شيء أزوجك به؟, فقال علي (عليه السلام) : فداك أبي وامي، ما يخفى عليك من أمري شيء، واملك سيفي ودرعي وناضحي، وما أملك شيئا غير هذا.

فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : يا علي، اما سيفك فلا غناء بك عنه، تجاهد به في سبيل الله، وتقاتل به أعداء الله، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك، وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكني قد زوجتك بالدرع، ورضيت بها منك، يا أبا الحسن، أبشرك.

قال علي (عليه السلام) : فقلت : نعم، فداك أبي وامي بشرني، فانك لم تزل ميمون النقيبة، مبارك الطائر، رشيد الأمر، صلى الله عليك.

فقال لي رسول الله (صلى الله عليه واله) : أبشر يا ابا الحسن، فان الله (عز وجل) قد زوجكما في السماء من قبل ان ازوجك في الارض، ولقد هبط علي في موضعي من قبل ان تأتيني ملك من السماء له وجوه شتى، وأجنحة شتى، لم أر قبله من الملائكة مثله، فقال لي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أبشر يا محمد باجتماع الشمل، وطهارة النسل، فقلت : وما ذاك ايها الملك؟ فقال لي : يا محمد، انا سبطائيل الملك الموكل بأحدي قوائم العرش، سألت ربي (عز وجل) أن يأذن لي في بشارتك، وهذا جبرئيل في أثري يخبرك عن ربك (عز وجل) بكرامة الله (عز وجل).

قال النبي (صلى الله عليه واله) : فما استتم كلامه حتى نزل علي جبرائيل , فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته , يا نبي الله , ثم وضع في يدي حريرة بيضاء من حرير الجنة , وفيها سطران مكتوبان بالنور , فقلت : حبيبي جبرائيل ما هذه الحريرة وما هذه الخطوط ؟, فقال جبرائيل (عليه السلام) : يا محمد إن الله اطلع على الأرض اطلاعة , فاختارك من خلقه , فابتعثك برسالته، ثم اطلع الى الارض ثانية فاختار لك منها اخا ووزيرا وصاحبا وختنا، فزوجه ابنتك فاطمة، فقلت : حبيبي جبرئيل، ومن هذا الرجل؟ فقال لي : يا محمد؟ اخوك في الدنيا، وابن عمك في النسب، علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وان الله اوحى الى الجنان ان تزخرفي، فتزخرفت الجنان، والى شجرة طوبى : احملي الحلي والحلل وتزينت الحور العين، وامر الله الملائكة ان تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور، فهبط من فوقها اليها، وصعد من تحتها اليها، والامر الله عز وجل رضوان فنصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور، وهو الذي خطب عليه آدم يوم عرض الاسماء على الملائكة، وهو منبر من نور، فأوحى الى ملك من ملائكة حجبه يقال له راحيل ان يعلو ذلك المنبر وان يحمده بمحامده بتمجيده، وان يثني عليه بما هو أهله، وليس في الملائكة أحسن منطقا، ولا أحلى لغة من راحيل الملك، فعلا المنبر وحمد ربه ومجده وقدسه وأثنى عليه بما هو أهله، فارتجت السماوات فرحا وسرورا.

وفي رواية اخرى : انه خطب راحيل في البيت المعمور في جمع من أهل السماوات السبع بهذه الخطبة، فقال : الحمد لله الاول قبل اولية الاولين، الباقي بعد فناء العالمين، نحمده اذ جعلنا ملائكة روحانيين، وبربوبيته مذعنين، وله على ما أنعم علينا شاكرين، حجبنا من الذنوب، وسترنا من العيوب، واسكننا في السماوات وقربنا الى السرادقات، وحجب عنا النهم للشهوات، وجعل نهمتنا وشهوتنا في تقدسيه وتسبيحه، الباسط رحمته، الواهب نعمته، جل عن الحاد أهل الارض من المشركين، وتعالى بعظمته عن إفك الملحدين.

ثم قال بعد كلام : اختار الملك الجبار صفوة كرمه، وعبيد عظمته لامته سيدة النساء بنت خير النبيين، وسيد المرسلين، وإمام المتقين، فوصل حبله بحبل رجل من أهله، صاحبه المصدق دعوته، المبادر الى كلمته، علي الوصول بفاطمة البتول، ابنة الرسول.

وفي الرواية الاولى : قال جبرئيل (عليه السلام) : ثم أوحى الله الي ان اعقد عقدة النكاح، فاني قد زوجت أمتي فاطمة بنت حبيبي محمد (صلى الله عليه واله) عبدي علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، فعقدت عقدة النكاح، واشهدت على ذلك الملائكة أجمعين، وكتب شهادتهم في هذه الحريرة، وقد أمرني ربي عز وجل أن أعرضها عليك، وان اختمها بخاتم مسك، وان ادفعها الى رضوان، وان الله عز وجل لما اشهد الملائكة على تزويج علي (عليه السلام) من فاطمة (عليها السلام) أمر شجرة طوبى ان تنثير حملها من الحلي والحلل، فنثرت ما فيها، فالتقطته الملائكة والحور العين، وان الحور العين لتهادينه ويفخرن به الى يوم القيامة.

يا محمد، ان الله عز وجل أمرني ان آمرك ان تزوج عليا في الارض فاطمة، وتبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طاهرين طيبين خيرين فاضلين في الدنيا والاخرة.

 

يا أبا الحسن، فوالله! ما عرج الملك من عندي حتى دققت الباب، الا واني منفذ فيك أمر ربي عز وجل. 
امض يا ابا الحسن امامي، فاني خارج الى المسجد ومزوجك على رؤوس الناس، وذاكر من فضلك ما تقر به عينك وأعين محبيك في الدنيا والاخرة .

 

قال علي (عليه السلام) : فخرجت من عند رسول الله (صلى الله عليه واله) مسرعا وانا لا أعقل فرحا وسرورا، فاستقبلني أبو بكر وعمر فقالا : ما وراءك؟

فقلت : زوجني رسول الله (صلى الله عليه واله) ابنته فاطمة (عليها السلام) ، وأخبرني ان الله (عز وجل) زوجنيها من السماء، وهذا رسول الله (صلى الله عليه واله) خارج في أثري ليظهر ذلك بحضرة الناس، ففرحا بذلك فرحا شديدا، ورجعا معي الى المسجد، فما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله (صلى الله عليه واله) وأن وجهه ليتهلل سرورا وفرحا، فقال : يا بلال، فأجابه فقال : لبيك يا رسول الله.

قال : اجمع الي المهاجرين والانصار، فجمعهم ثم رقى درجة المنبر، فحمد الله واثنى عليه، وقال : معاشر المسلمين، ان جبرئيل اتاني انفا فاخبرني عن ربي (عز وجل) أنه جمع الملائكة عند البيت المعمور، وانه اشهدهم جميعا انه زوج امته فاطمة ابنة رسول الله من عبده علي بن ابي طالب، وأمرني ان ازوجه في الارض، واشهدكم على ذلك، ثم جلس وقال لعلي (عليه السلام) : قم يا أبا الحسن فاخطب انت نفسك.

 

قال : فقام وحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي (صلى الله عليه واله) وقال : الحمد لله شكرا لأنعمه واياديه، ولا اله الا الله شهادة تبلغه وترضيه، وصلى الله على محمد صلاة تزلفه تحظيه، والنكاح مما أمر الله (عز وجل) به ورضيه، ومجلسنا هذا مما قضاه الله وأذن فيه، وقد زوجني رسول الله ابنته فاطمة، وجعل صداقها درعي هذا، وقد رضيت بذلك، فاسألوه واشهدوا، فقال المسلمون لرسول الله (صلى الله عليه واله) : زوجته يا رسول الله؟ فقال : نعم، فقالوا : بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما، وانصرف رسول الله (صلى الله عليه واله) الى ازواجه.
وروى الشيخ الطوسي (رحمه الله) في (الأمالي) بأسناد معتبر عن الصادق (عليه السلام) ، قال : لما زوج رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا فاطمة (عليها السلام) دخل عليها وهي تبكي، فقال لها، ما يبكيك، فوالله! لو كان في أهل بيتي خير منه زوجتك، وما انا زوجتك، ولكن الله زوجك، وأصدق عنك الخمس ما دامت السماوات والارض.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.